لهذه الأسباب تتخوف الفتيات من الزواج
ظاهرة غريبة في بعض الأحيان تكون لدى قلة من الفتيات وهي خوفهن من الزواج، وذلك على الرغم من حب هذه الفتاة للزواج وأنها تطمح إلى فارس أحلامِها، الذي يأخذها بعيدًا إلى عالمٍ أجمل وأفضل، وتبني معه حياتَها الزوجيَّة، إلاَّ أنَّها في نفس الوقت تبدو مترددة وحائرة تجاه الإقدام على هذه الخُطوة التي تعتبرها شراً لا بدَّ منه.
الخوف من ليلة الدخلة:
ويعتبر الخوف من ليلة الدخلة من أكثر الأمور التي تخيف الفتيات من الزواج وذلك نظرا لانتشار الشائعات من جانب بعض الفتيات بأن ليلة الدخلة تواجه الفتاة خلالها بعض الصعاب مما يجعل الفتيات ينفرن من هذا الزواج.
تجارب فاشلة:
ومن أكثر الأمور التي تجعل الفتيات يتخوفن من الزواج هو رؤيتهن ومعاصرتهن لتجارب فاشلة في الزواج والتي لا يكون في هذه الحالة أقرب من تجربة فشل الزواج بين أمها وأبيها مما يجعلها تكره الزواج وتنفر منه، أو فشل زواج الأخت أو الأخ، وغيرها من تجارب الفشل التي تحدث للجيران وغيرهم.
حجج فسخ الخطوبة:
ولا يقتصر هذا التردد على مرحلة ما بعد الخطوبة، فنرى الكثير من الفتيات يملن إلى فسخ الخطوبة بالتذرع بحجج واهيَة، وكثرة الطَلبات غير المنطقيَّة من الخطيب، والتي تُؤدِّي إلى عدم تفاهُم الطرفين، ومن ثمَّ الانفصال قبل أن يتمَّ الزَّواج، وحقا إنَّ هذه الظاهرة بحاجَةٍ إلى دِراسة مُستفيضة والوقوف حول أسبابِها ودوافعها، ولعلَّنا هنا نُحاول التَّطرُّق إلى أسبابها المحتملة، وتقديم بعض الإرشادات والنصائح التي تُخفِّفُ من حدَّتِها.
الخوف من الطلاق المبكر:
خوف الفتاة من الزواج يعبر في كثير من الأحيان عن الخوف من نتائج هذا الزواج، خاصَّة بعد الاطلاع على مُشكلات الكثير من الفتيات والصديقات اللاتي تزوَّجْن، وحالات الطلاق المُبكِّر بعد فترة وجيزة من الزواج، فتميل الفتاة إلى الرَّغبة في عدم تكرار ما حدث لصديقاتها؛ لأن كلمة مطلقة ليست أمرًا هينًا عليها، بل تظلُّ تَجني عواقبها على مَدى العمر، وتَجد من الصَّعب عليها أن تجد زوجًا آخر بعد مرحلة الطَّلاق؛ لذلك فيعتبر الفشل في هذه التجربة الأولى هو فشل في الحياة بشكل عام، ولا تريد الفتاة هذا الفشل المبكِّر الذي سيدمر حياتَها، وبالمُقابل فإنَّنا نجد الشاب قادرًا على الزَّواج مرَّة أخرى بعد الطَّلاق، دون أن تلاحقه وصمة العار كما هو عليه الأمر بالنسبة للفتاة؛ لذلك فإن ارتفاع نسبة الطلاق هو سَبَبٌ رئيسى في هذا التخوف من الزواج.
علاقتها الوطيدة مع أبيها:
عامل آخر يرجع إلى العلاقة الوطيدة والعميقة التي تبنيها الفتاة مع أبيها لدرجة أنَّها تتمثل شخصيَّته وسلوكيَّاته، وبالمقابل تبتعد عن أمِّها على اعتبار أنَّها منافستها في أبيها، هذا السلوك الذي قد يصل إلى حدِّ الاضطراب قد يمنع الفتاة من الزواج؛ حيث يمثل الزواج بالنسبة لها إثارة؛ لتعلقها بأبيها وصراعها مع والدتها.
البرود العاطفي:
وقد تكون عدم قُدرة الفتاة على إقامة العلاقة العاطفية مع الجنس الآخر سببًا من هذه الأسباب؛ فالقدرة على التعبير عن العواطف والانفعالات ضرورية لبناء الشراكة بين الطَّرفين والثِّقة المتبادلة، فإذا كانت الفتاة غيرَ ناضجة انفعاليًّا، ولا تمتلك مُقومات الانخراط في علاقة عاطفيَّة مع شريك حياتها؛ فإنَّ ذلك سيشكل عائقًا أمام الاستمرار في العلاقة الزوجيَّة، وقد يقود البرود العاطفي في مَرحلة الخِطبة إلى فسخها في وقت مُبكِّر؛ لأنَّ الزواج ليس مُجرد مُمارسة جنسيَّة، بل هو سَكَنٌ عاطفيٌّ ووجداني، ومشاعر مُشتركة بين الطَّرفين يَجب أن ترقى إلى مُستوى هذه العلاقة الإنسانيَّة الحسَّاسة، فإذا لم تلمَس هذه العلاقة الحسَّاسة الانفعاليَّة المطلوبة فشلت في الاستمرار.
ويلعب مدى الوَعي في الأمور الجنسيَّة دورًا هامًّا أيضًا، فالفتاة قد تَمتلك معلومات مُعيَّنة عن الزواج، وعن المُمارسة الجنسيَّة حصلت عليها من مصادرَ غير صحيحة، تجعلُها تشمئزُّ من هذه العلاقة، وما يرتبط بِها من حمل وأعباء أُسريَّة، خاصَّة إذا صورتها لها الأخريات اللاتي فَشَلْنَ في الزَّواج؛ على أنَّ الزواج عِبارة عن حُكم قسري، ومُجرد تلبية لطلبات الزَّوج وشهوته.
الخوف من فقد العذرية:
إضافة إلى عناصرِ التَّخوُّف من فقدان العذريَّة التي قد تنتاب بعض الفتيات؛ نتيجة الأنشطة الرياضية التي مارستها الفتاة في مراحل مُبكِّرة من العمر كركوب الخيل أو الدَّرَّاجة؛ مما يجعل الفتاة تَخاف من الفضيحة والإقدام على الزَّواج.