تخطى إلى المحتوى

الإمام عبد الحميد بن باديس {1889هـ/1940م} 2024

  • بواسطة

الإمام عبد الحميد بن باديس {1889هـ/1940م}

الونشريس

كانت الجزائر أول أقطار العالم العربي وقوعًا تحت براثن الاحتلال، وقُدّر أن يكون مغتصبها الفرنسي من أقسى المحتلين سلوكًا واتجاهًا، حيث استهدف طمس هوية الجزائر ودمجها باعتبارها جزءًا من فرنسا، ولم يترك وسيلة تمكنه من تحقيق هذا الغرض إلا اتبعها، فتعددت وسائلة، وإن جمعها هدف واحد، هو هدم عقيدة الأمة، وإماتة روح الجهاد فيها، وإفساد أخلاقها، وإقامة فواصل بينها وبين هويتها وثقافتها وتراثها، بمحاربة اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها، لتكون لغة التعليم والثقافة والتعامل بين الناس.

غير أن الأمة لم تستسلم لهذه المخططات، فقاومت بكل ما تملك، ودافعت بما توفر لديها من إمكانات، وكانت معركة الدفاع عن الهوية واللسان العربي أشد قوة وأعظم تحديًا من معارك الحرب والقتال، وقد عبّر ابن باديس، عن إصرار أمته وتحديها لمحاولات فرنسا بقوله: "إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد، في لغتها، وفي أخلاقها وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج، ولها وطن محدد معين هو الوطن الجزائري".

المولد والنشأة

ولد "عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس" المعروف بعبد الحميد بن باديس في(11 من ربيع الآخِر 1307 هـ= 5 من ديسمبر 1889م) بمدينة قسطنطينة، ونشأ في أسرة كريمة ذات عراقة وثراء، ومشهورة بالعلم والأدب، فعنيت بتعليم ابنها وتهذيبه، فحفظ القرآن وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتعلّم مبادئ العربية والعلوم الإسلامية على يد الشيخ "أحمد أبو حمدان الونيسي" بجامع سيدي محمد النجار، ثم سافر إلى تونس في سنة(1326هـ= 1908م) وانتسب إلى جامع الزيتونة، وتلقى العلوم الإسلامية على جماعة من أكابر علمائه، أمثال العلّامة محمد النخلي القيرواني المتوفى سنة (1342هـ= 1924م)، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الذي كان له تأثير كبير في التكوين اللغوي لعبد الحميد بن باديس، والشغف بالأدب العربي، والشيخمحمد الخضر الحسين، الذي هاجر إلى مصر وتولى مشيخة الأزهر.

وبعد أربع سنوات قضاها ابن باديس في تحصيل العلم بكل جدّ ونشاط، تخرج في سنة(1330هـ= 1912م) حاملاً شهادة "التطويع" ثم رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، وهناك التقى بشيخه "حمدان الونيسي" الذي هاجر إلى المدينة المنورة، متبرّمًا من الاستعمار الفرنسي وسلطته، واشتغل هناك بتدريس الحديث، كما اتصل بعدد من علماء مصر والشام، وتتلمذ على الشيخ حسين أحمد الهندي الذي نصحه بالعودة إلى الجزائر، واستثمار علمه في الإصلاح، إذ لا خير في علم ليس بعده عمل، فعاد إلى الجزائر، وفي طريق العودة مرّ بالشام ومصر واتصل بعلمائهما، واطّلع على الأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية لهما.

الونشريس

ابن باديس معلمًا ومربيًا

آمن ابن باديس بأن العمل الأول لمقاومة الاحتلال الفرنسي هو التعليم، وهي الدعوة التي حمل لواءهاالشيخ محمد عبده، في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وأذاعها في تونس والجزائر خلال زيارته لهما سنة(1321هـ= 1903م)، فعمل ابن باديس على نشر التعليم، والعودة بالإسلام إلى منابعه الأولى، ومقاومة الزيف والخرافات، ومحاربة الفرق الصوفية الضالة التي عاونت المستعمر.

وقد بدأ ابن باديس جهوده الإصلاحية بعد عودته من الحج، بإلقاء دروس في تفسير القرآن بالجامع الأخضر بقسطنطينة، فاستمع إليه المئات، وجذبهم حديثة العذب، وفكره الجديد، ودعوته إلى تطهير العقائد من الأوهام والأباطيل التي علقت بها، وظل ابن باديس يلقي دروسه في تفسير القرآن حتى انتهى منه بعد خمسة وعشرين عامًا، فاحتفلت الجزائر بختمه في(13 من ربيع الآخر 1357هـ= 12 من يونيو 1938م).

ويُعدّ الجانب التعليمي والتربوي من أبرز مساهمات ابن باديس التي لم تقتصر على الكبار، بل شملت الصغار أيضًا، وتطرقت إلى إصلاح التعليم تطوير ومناهجه، وكانت المساجد هي الميادين التي يلقي فيها دروسه، مثل الجامع الأخضر، ومسجد سيدي قموش، والجامع الكبير بقسطنطينة، وكان التعليم في هذه المساجد لا يشمل إلا الكبار، في حين اقتصرت الكتاتيب على تحفيظ القرآن للصغار، فعمد ابن باديس إلى تعليم هؤلاء الصغار بعد خروجهم من كتاتيبهم.

ثم بعد بضع سنوات أسس جماعة من أصحابه مكتبًا للتعليم الابتدائي في مسجد سيد بومعزة، ثم انتقل إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسست سنة(1336هـ= 1917م)، ثم تطوّر المكتب إلى مدرسة جمعية التربية والتعليم الإسلامية التي أنشئت في (رمضان 1349 هـ= 1931م) وتكونت هذه الجمعية من عشرة أعضاء برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس.
وقد هدفت الجمعية إلى نشر الأخلاق الفاضلة، والمعارف الدينية والعربية، والصنائع اليدوية بين أبناء المسلمين وبناتهم، ويجدر بالذكر أن قانون الجمعية نصّ على أن يدفع القادرون من البنين مصروفات التعليم، في حين يتعلم البنات كلهن مجانًا.
وكوّن ابن باديس لجنة للطلبة من أعضاء جمعية التربية والتعليم الإسلامية، للعناية بالطلبة ومراقبة سيرهم، والإشراف على الصندوق المالي المخصص لإعانتهم، ودعا المسلمين الجزائريين إلى تأسيس مثل هذه الجمعية، أو تأسيس فروع لها في أنحاء الجزائر، لأنه لا بقاء لهم إلا بالإسلام، ولا بقاء للإسلام إلا بالتربية والتعليم.

وحثّ ابن باديس الجزائريين على تعليم المرأة، وإنقاذها مما هي فيه من الجهل، وتكوينها على أساسٍ من العفة وحسن التدبير، والشفقة على الأولاد، وحمّل مسئولية جهل المرأة الجزائرية أولياءها، والعلماء الذين يجب عليهم أن يعلّموا الأمة، رجالها ونساءها، وقرر أنهم آثمون إثمًا كبيرًا إذا فرطوا في هذا الواجب.

وشارك ابن باديس في محاولة إصلاح التعليم في جامع الزيتونة بتونس، وبعث بمقترحاته إلى لجنة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس سنة(1350 هـ=1931م)، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتعليم، فشمل المواد التي يجب أن يدرسها الملتحق بالجامع، من اللغة والأدب، والعقيدة، والفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، والأخلاق، والتاريخ، والجغرافيا، ومبادئ الطبيعة والفلك، والهندسة، وجعل الدراسة في الزيتونة تتم على مرحلتين: الأولى تسمى قسم المشاركة، وتستغرق الدراسة فيه ثماني سنوات، وقسم التخصص ومدته سنتان، ويضم ثلاثة أفرع: فرع للقضاء والفتوى، وفرع للخطاب والوعظ، وفرع لتخريج الأساتذة.

إبن باديس وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين

احتفلت فرنسا بالعيد المئوي لاحتلال الجزائر في سنة (1349هـ= 1930م) فشحذ هذا الاحتفال البغيض همّة علماء المسلمين في الجزائر وحماسهم وغيرتهم على دينهم ووطنهم، فتنادوا إلى إنشاء جمعية تناهض أهداف المستعمر الفرنسي، وجعلوا لها شعارًا يعبر عن اتجاههم ومقاصدهم هو: "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا"، وانتخبوا ابن باديس رئيسًا لها.

وقد نجحت الجمعية في توحيد الصفوف لمحاربة المستعمر الفرنسي وحشد الأمة الجزائرية ضدها، وبعث الروح الإسلامية في النفوس، ونشر العلم بين الناس، وكان إنشاء المدارس في المساجد هو أهم وسائلها في تحقيق أهدافها، بالإضافة إلى الوعّاظ الذين كانوا يجوبون المدن والقرى، لتعبئة الناس ضد المستعمر، ونشر الوعي بينهم.

وانتبهت فرنسا إلى خطر هذه التعبئة، وخشيت من انتشار الوعي الإسلامي؛ فعطّلت المدارس، وزجّت بالمدرسين في السجون، وأصدر المسئول الفرنسي عن الأمن في الجزائر، في عام (1352هـ= 1933م) تعليمات مشددة بمراقبة العلماء مراقبة دقيقة، وحرّم على غير المصرح لهم من قبل الإدارة الفرنسية باعتلاء منابر المساجد، ولكي يشرف على تنفيذ هذه الأوامر، عيّن نفسه رئيسًا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
ولكي ندرك أهمية ما قام به ابن باديس ورفاقه من العلماء الغيورين، يجب أن نعلم أن فرنسا منذ أن وطأت قدماها الجزائر سنة(1246 هـ= 1830م) عملت على القضاء على منابع الثقافة الإسلامية بها، فأغلقت نحوا من ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وعالية، كانت تضم مائة وخمسين ألف طالب أو يزيدون، ووضعت قيودًا مهنية على فتح المدارس، التي قصرتها على حفظ القرآن لا غير، مع عدم التعرض لتفسير آيات القرآن، وبخاصة الآيات التي تدعو إلى التحرر، وتنادي بمقاومة الظلم والاستبداد، وعدم دراسة تاريخ الجزائر، والتاريخ العربي الإسلامي، والأدب العربي، وتحريم دراسة المواد العلمية والرياضية.

إسهامات ابن باديس السياسية

لم يكن ابن باديس مصلحًا فحسب، بل كان مجاهدًا سياسيًا، مجاهرًا بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، وأنه حكم استبدادي غير إنساني، يتناقض مع ما تزعمه من أن الجزائر فرنسية، وأحيا فكرة الوطن الجزائري بعد أن ظنّ كثيرون أن فرنسا نجحت في جعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ودخل في معركة مع الحاكم الفرنسي سنة(1352هـ= 1933م) واتهمه بالتدخل في الشئون الدينية للجزائر على نحو مخالف للدين والقانون الفرنسي، وأفشل فكرة اندماج الجزائر في فرنسا التي خُدع بها كثير من الجزائريين سنة(1353 هـ= 1936م).
ودعا نواب الأمة الجزائريين إلى قطع حبال الأمل في الاتفاق مع الاستعمار، وضرورة الثقة بالنفس، وخاطبهم بقوله: "حرام على عزتنا القومية وشرفنا الإسلامي أن نبقى نترامى على أبواب أمة ترى –أو ترى أكثريتها- ذلك كثيرا علينا…! ويسمعنا كثير منها في شخصيتنا الإسلامية ما يمس كرامتنا"، وأعلن رفضه مساعدة فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
وكانت الصحف التي يصدرها أو يشارك في الكتابة بها من أهم وسائله في نشر أفكاره الإصلاحية، فأصدر جريدة "المنتقد" سنة(1345 هـ= 1926م) وتولى رئاستها بنفسه، لكن المحتل عطّلها؛ فأصدر جريدة "الشهاب" واستمرت في الصدور حتى سنة (1358هـ=1939م) واشترك في تحرير الصحف التي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثل "السنة" و"الصراط" و"البصائر".
وظل هذا المصلح -رغم مشاركته في السياسة- يواصل رسالته الأولى التي لم تشغله عنها صوارف الحياة، أو مكائد خصومه من بعض الصوفية أذيال المستعمر، أو مؤامرات فرنسا وحربها لرسالته، وبقي تعليم الأمة هو غايته الحقيقية، وإحياء الروح الإسلامية هو هدفه السامق، وبث الأخلاق الإسلامية هو شغله الشاغل، وقد أتت دعوته ثمارها، فتحررت الجزائر من براثن الاحتلال الفرنسي، وإن ظلت تعاني من آثاره.
وقد جمع "عمار الطالبي" آثار ابن باديس، ونشرها في أربعة مجلدات، ونشرها في الجزائر سنة(1388هـ= 1968م).
وتوفي ابن باديس في (8 من ربيع الأول 1359 هـ= 16 من إبريل 1940م).

الونشريس


من اشهر أشعاره عن الجزائر

” شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ“’

شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ

يتبع

    الونشريس

    الونشريس

    الونشريس

    الونشريس

    الونشريس

    الونشريسالونشريس

    منظر العلماء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
    في الجلسة التأسيسية في 05/05/1931

    الونشريس

    الونشريس

    الجالسون من اليمين الشّيوخ : عبد القادر بن زيان ، العربي التبسّي ، الأمين العمودي ،
    عبد الحميد بن باديس ، البشير الإبراهيمي ، مبارك الميلي ، الطّيب العقبي .
    الواقفون من اليمين الشّيوخ : السّعيد الزّاهري ، محمد خير الدّين ، يحيى حمودي ،
    أبو اليقظان .


    الونشريس

    الونشريس

    الونشريس
    الونشريس

    الونشريس
    الونشريس

    يقول في مذكراته عن ابن باديس: "كانت نظراتي تتبعه بعطف وحنان
    كلما مَرَّ أمام مقهى بن يمينة، فهذا الرّجل الأنيق المرفّه ذو المنبت
    الصنهاجيّ كان يحسن معاملة الناس، لم أكن قد جالسته في حديث،
    ولكنه كان في نظري لا يمثل الإصلاح، ولم أعترف بخطئي حول
    هذه النّقطة إلا بعد ربع قرن حين تبين لي أن السّبب يكمن في أحكام
    اجتماعية مُسبَقة، في تنشئة غير كافية في الّروح الإسّلامي،
    وأحكامي المسبقة أورثتنيها طفولتي في عائلة فقيرة زرعت
    لا شعوريًا في نفسي الغيرة والحسد حيال العائلات الكبيرة…"
    ومع ذلك فإن مالكًا يرى أن الإصلاح الذي يمثله ابن باديس والجمعية
    هو القمين بتحرير الجزائر، وأن الشّعار الذّي رفعته الجمعية هو
    الشّعار الصّحيح في قوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى
    يغيروا ما بأنفسهم" ويقول: "فيما يخصني إنني بذلت شطرًا
    من حياتي في سبيل الحركة الإسلامية، وشهدت في مناسبات
    مختلفة بالفضل لجمعية العلماء التي قامت في الجزائر، وتكلمت
    مرات في معاهدها دون أن أكون عضوًا من أعضائها.." وكتب
    في هامش هذا النص: "وعلى الأصح دون أن تدعوني هذه الجمعية
    للمساهمة في شؤونها الإدارية لو قدمت لها الطلب من أجل ذلك.." .

    مالك بن نبي رحمه الله لم يكن عضو في جمعية العلماء المسلمين
    حيث لم يُطالب هو بالإنضمام لها،
    و الجمعية بدورها لم تستفيد من مالك بن نبي في أمور يتقنها.

    و يرجع السّبب لأحداث 7/6/1936م ونقد الجمعية
    حيث شاركت في مؤتمر
    برئاسة الزعيم السياسي بن جلول نائب قسنطينة المالي،
    وشارك في هذا المؤتمر نواب عن العمالات (المحافظات)
    الثلاث: الجزائر، وهران، وقسنطينة ومثل جمعية العلماء:
    ابن باديس والإبراهيمي والطيب العقبي، وكان من مطالب
    المؤتمر: إعطاء الحقوق السّياسية للمسلم الجّزائري تامة
    غير منقوصة، وحرية القول والكتابة والاجتماع والتّعليم العربي،
    ورفع القوانين الاستثنائية، وشكل المؤتمر وفداً للذهاب إلى
    باريس ليعرض مطالبه إلى الحكومة الفرنسية.

    لكن مالك بن نبي رأى
    أن العلماء وهم الأمناء على مصلحة الشّعب سلموا الأمانة لغيرهم،
    سلموها لمن يضعها تحت قدميه لتكون سلماً يصعد عليه للمناصب
    السّياسية، سلموها للجناح القومي البرجوازي (فرحات عباس وأمثاله)

    الونشريس

    الونشريس

    الونشريس

    من اشعاره

    شعب الجزائر مسلم

    شَعْبُ الجزائرِ مُسْلِمٌ \ وَإلىَ العُروبةِ يَنتَسِبْ
    مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصْلِهِ \ أَوْ قَالَ مَاتَ فَقَدْ كَذبْ

    أَوْ رَامَ إدمَاجًا لَهُ \ رَامَ المُحَال من الطَّلَبْ

    يَانَشءُ أَنْتَ رَجَاؤُنَا \ وَبِكَ الصَّباحُ قَدِ اقْتَربْ

    خُذْ لِلحَياةِ سِلاَحَها \ وَخُضِ الخْطُوبَ وَلاَ تَهبْ

    وَاْرفعْ مَنارَ الْعَدْلِ وَالإ حْس\انِ وَاصْدُمْ مَن غَصَبْ

    وَاقلَعْ جُذورَ الخَائنينَ \ فَمنْهُم كُلُّ الْعَطَبْ

    وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّالمِينَ \ سُمًّا يُمْزَج بالرَّهَبْ

    وَاهْزُزْ نفوسَ الجَامِدينَ \ فَرُبَّمَا حَيّ الْخَشَبْ

    مَنْ كَان يَبْغي وَدَّنَا \ فَعَلَى الْكَرَامَةِ وَالرّحبْ

    أوْ كَانَ يَبْغي ذُلَّنَا \ فَلَهُ المَهَانَةُ والحَرَبْ

    هَذَا نِظامُ حَيَاتِنَا \ بالنُّورِ خُطَّ وَبِاللَّهَبْ

    حتَّى يَعودَ لقَومنَا \ من مَجِدِهم مَا قَدْ ذَهَبْ

    هَذا لكُمْ عَهْدِي بِهِ \ حَتَّى أوَسَّدَ في التُّرَبْ

    فَإذَا هَلَكْتُ فَصَيْحتي \ تَحيَا الجَزائرُ وَ الْعرَبْ

    تحية المولد الكريم

    حييت يا جمعَ الأدب \ ورقيت ساميةَ الرتبْ
    وَوُقِيتَ شرَّ الكائدي \ ن ذوى الدسائس والشغبْ
    ومُنِحْت في العلياء ما //// تسمو إليه من أربْ

    ***

    أحييت مولد من به \ حييَ الأنام على الحِقَبْ
    أحييت مولوده بما \ يُبرى النفوسَ من الوصبْ
    بالعلم والآداب و ال \ أخلاق في نشءٍ عجبْ

    ***

    نشءٌ على الإسلام أسْ \ سُّ بنائه السامي انتصبْ
    نشءٌ بحُبِ محمدٍ \ غذَّاه أشياخٌ نجبُ
    فيهِ اقتدَى في سيره \ وإليه بالحق انتسبْ
    وعلى القلوب الخافقا \ تِ إليه رأيته نصبْ
    بالروحِ يَفديهَا وما \ يُغرى النّفوسَ من النشبْ
    وبخُلقه يَحمِي حما \ ها أو ببارقة القُضُبْ
    حتى يعودَ لقومه \ من عِزّهم ما قد ذهبْ
    ويرى الجزائرَ رجعت \ حقَّ الحياة المستلَبْ

    ***

    يا نشءُ يا دخرَ الجزا \ ئر في الشدائد والكُرَبْ
    صدحت بلابِلُك الفصا \ حُ فعمَّ مَجمعَنا الطربْ
    وادقْتَنَا طُعما من ال \ فصحى ألذَّ من الضرَبْ
    وأريت للأبصار ما \ قد قرَّرتْه لك الكتُبْ
    شَعْبُ الجزائرِ مُسْلِمٌ \ وَإلىَ العُروبةِ يَنتَسِبْ
    مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصْلِهِ \ أَوْ قَالَ مَاتَ فَقَدْ كَذبْ
    أَوْ رَامَ إدمَاجًا لَهُ \ رَامَ المُحَال من الطَّلَبْ
    يَانَشءُ أَنْتَ رَجَاؤُنَا \ وَبِكَ الصَّباحُ قَدِ اقْتَربْ
    خُذْ لِلحَياةِ سِلاَحَها \ وَخُضِ الخْطُوبَ وَلاَ تَهبْ
    وَاْرفعْ مَنارَ الْعَدْلِ وَالإ \ حْسانِ وَاصْدُمْ مَن غَصَبْ
    وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّالمِينَ \ سُمًّا يُمْزَج بالرَّهَبْ
    وَاقلَعْ جُذورَ الخَائنينَ \ فَمنْهُم كُلُّ الْعَطَبْ
    وَاهْزُزْ نفوسَ الجَامِدينَ \ فَرُبَّمَا حَيّ الْخَشَبْ

    ***

    يا قومٌ هذا نشؤكم \ وإلى المعالي قد رثبْ
    كونوا له يكن لكم \ وإلى الأمام ابناء وأبْ
    نحن الأولى عرف الزما نُ \ قديمنا الجمَّ الحسبْ
    وقد انتبهنا للحيا \ ة آخذين لها الأهبْ
    لنحلَّ مركزنا الذي \ بين الأنام لنا وجبْ
    فتزيد في هذا الورى \ عضوًا شريفًا منتخَبْ
    ندعو إلى الحسنى ونولي \ أهلها منا الرغبْ
    مَنْ كَان يَبْغي وَدَّنَا \ فَعَلَى الْكَرَامَةِ وَالرّحبْ
    أوْ كَانَ يَبْغي ذُلَّنَا \ فَلَهُ المَهَانَةُ والحَرَبْ

    ***

    هَذَا نِظامُ حَيَاتِنَا \ بالنُّورِ خُطَّ وَبِاللَّهَبْ
    هَذا لكُمْ عَهْدِي بِهِ \ حَتَّى أوَسَّدَ في التُّرَبْ
    فَإذَا هَلَكْتُ فَصَيْحتي\تَحيَا الجَزائرُوَ الْعرَبْ


    اشهدي يا سما

    اشِهِدي يَا سَمَا ********* وَاكْتُبَنْ يا وُجودْ
    إنَّنَا للِحمَا ******** سَنَكُونُ الجُنُودْ
    فنَزيحْ البَلاَ *********** وَنَفُكُّ الْقُيُودْ
    ونَنيلُ الرِّضا *********** مِنْ وَفَّى بِالعْهُودِ
    ونُذيقُ الرَّدَى************* كُلَّ عاتٍ كَنُودْ
    وَيَرَى جِيلُنَا***********خَافقَاتِ البُنودْ
    ويَرَى نجْمُنَا ********** لِلْعُلاَ في صُعودْ
    هَكَذَا هَكَذَا************هَكَذا سَنَعُودْ
    فاشْهَدي يَا سَمَا ***********واكتُبْن يا وُجودْ
    إنَّنَا للعُلاَ************* إنَّنَا للخُلُودْ

    هذا النشيد ارتجله الشيخ عبد الحميد بن باديس في حفل أقامته مدرسة التربية والتعليم بقسنطينة يوم 27 رمضان 1356 ه بمناسبة إحياء ليلة القدر.

    من تجميعي

    المصلح الإجتماعي من مؤسسي جمعية العلماء المسلمين
    من اعظم رجال الجزائر
    شكرا ختي

    نورتـــــــــــِ اختي
    شكرا لكِ

    هادهم الرجال

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.