(دِينُنا صَوَاب لَا يَحْتَمِل الْخَطَأ وَدِين مخالفنا خَطَأ لَا يَحْتَمِل الصَّوَاب )
قال الله تعالى : {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
[الأنبياء:18]
فى تفسير الشيخ الشعراوى رحمه الله..
فقوله: { بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ.. } [الأنبياء: 18] القذف: الرَّمْي بشدة مثل القذائف المدمرة { فَيَدْمَغُهُ.. } [الأنبياء: 18] يقال: دمغه أي: أصاب دماغه. والدماغ أشرف أعضاء الإنسان ففيه المخ، وهو ميزان المرء، فإنْ كان المخ سليماً أمكن إصلاح أيِّ عطل آخر، أما إنْ تعطل المخ فلا أملَ في النجاة بعده.
لذلك جعل الحق – سبحانه وتعالى – عَظْمة الدماغ أغوى عظام الجسم لتحفظ هذا العضو الهام، والأطباء لا يحكمون على شخص بالموت – مثلاً – إذا توقف القلب؛ لأن القلب يجري له تدليك معين فيعود إلى عمله كذلك التنفس، أما إنْ توقف المخ فقد مات صاحبه، فهو الخلية الأولى والتي تحتفظ بآخر مظاهر الحياة في الجسم؛ لذلك يقولون: موت إكلينيكي.
هذه الحرب التى تدورمن اعداء الاسلام الذين يريدون القضاء عليه( بزعمهم..)..يريدون القضاء على الامة و الدين..يحاولون بشتى الطرق و الوسائل النيل منه و من المسلمين..وان كان ذلك بالتعريض لرسولنا الكريم عليه افضل الصلوات و التسليم..الذى قال عنه ربنا عز و جل { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في كتابه التفسير( 13 )
وقوله: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال العوفي، عن ابن عباس: أي: وإنك لعلى دين عظيم، وهو الإسلام. وكذلك قال مجاهد، وأبو مالك، والسدي، والربيع بن أنس، والضحاك، وابن زيد.
وقال عطية: لعلى أدب عظيم. وقال مَعْمَر، عن قتادة: سُئلت عائشةُ عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كان خلقه القرآن، تقول كما هو في القرآن.
رسالته صل الله عليه و سلم ستبقى خالدة و سيرته العطرة لن تُمس ومن يحاول مسها او النيل منها فلن يكون الا ذرات تتبعثر دون أثر لها قبل او بعد..
الاسلام ليس عقيدة فقط ، انه عقيدة و شريعة..
ليس عبادات فقط..بل عبادات و معاملات..
ليس يقينا فرديا فقط..انه نظام جماعى الى جانب انه ايمان فردى..
اذا كان هناك فى ربوع الارض الاسلامية من يعتنق اليهودية او النصرانية فلن يضيره ذلك شيئا ,اذ ان حرية التدين من صلب التعاليم الاسلامية ، و قد ازدهرت هذه الحرية فى ارجاء العالم الاسلامى جمعاء ، عندما كانت مُطاردة فى اقطار اخرى لا حصر لها..
و التاريخ شاهد صدق ذلك..
…ثم ان اليهود و النصارى رضوا بالعيش فى ظل حكم مدنى يبيح الزنا و الربا و الخمر و انواع المجون ، بل عاشوا فى ظل نظم يسارية ترفض الايمان من اصله ، فلا يسوغ ان يتضرروا من حكم اسلامى ينصف نفسه و ينصفهم على السواء..
لا ريب ان المدافعين عن الاسلام تكتنفهم ظروف صعبة معقدة ، غير انه بين الحين و الحين ينبجس نور يطغى بقوته على شرور الظلام و يبشر بنصر من الله..
ان محمدا (صل الله عليه و سلم) ليس وقفا على عصر او جنس ، ان رسالته للناس اجمع فى كل بقاع الارض من مشارقها الى مغاربها..
و حتى تعود الخلافة الاسلامية بحق يجدر اتباع التالى..
* اعادة النظر فى مناهج تعليم الاسلام فى شتى مراحل الدراسة العامة و اعادة النظر فى مناهج التعليم الدينى نفسه لتخريج فئات اوسع دراية و أحد بصرا..
*عقد مؤتمرات دوريةمتصلة لبحث مشكلات الدعوة و رصد الهجمات المنظمة ضد الاسلام ووضع خطط مناسبة لخدمة رسالة الاسلام..
*اختيار الدعاة وفق مواصفات دقيقة و توسيع افاق الدعوة الاسلامية او الاعلام الاسلامى..
*اقامة حلقات اتصال بين الجامعات الاسلامية الموجودة الان فى عواصمالاسلام كلها لتبادل الخبرة و المشورة العلمية و العملية..
*بسط الرعاية الدينية للمسلمين المهاجرين الى الخارج و الافادة من مواضعهم الاجتماعية و الثقافية حتى يكونوا معابر لرسالتنا العظيمة ، بدلا من ان يذوب هؤلاء فى دوامة الحياة الغربية..
و سيتحقق ذلك كله بالاستعانة بالله العظيم و العمل فى ظل حكومات تحترم الاسلام و ترى نفسها مسئولة امام الله عز و جل عن القيام بحقوقه و الدفاع عنه و رفعته..
ان الإسلام لم يزد الأديان ديناً جديداً ، بل هو رد الأديان المحرفة إلى أصولها يقول الله تبارك وتعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) آل عمران : 19
ان الاسلام دين الأنبياء جميعاً ، الذي رضيه الله للبشر جميعاً منذ آدم إلى محمد ، عليهم الصلاة والسلام .
قال الله تعالي (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )85 – (ال عمران)
لذلك..لابد أن نأخذ الدروس من هذه العبر، وأن نسعى إلى أسباب النصر والعزة التي كتبها الله لنا في كتابه وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ومن تمرد على ذلك فإن الله يقول: {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}.
ألا وصلوا وسلموا على من أرسله الله عزيزًا وحكيمًا -عليه الصلاة والسلام – في دعوته، قال سبحانه: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا){الأحزاب:56}.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم على أصحابه أجمعين، ومن تبعهم وتباعيهم بإحسان إلى يوم الدين، واجمعنا معهم برحمتك يا أرحم الرحمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وآت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليّها ومولاها. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا نسألك نصرك وعزك يا رب العالمين، ونسألك يا أرحم الرحمين أن ترزقنا من بركات السماء ومن خيرات الأرض، وأن تجعلنا من عبادك الشاكرين. اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا. ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين..
م//ن