هرمون الحليب والعقم
لا يعمل هرمون الحليب أو البرولاكتين فقط على زيادة إنتاج جسمك من الحليب، لكنه أيضاً يؤثر على التبويض والدورة الشهرية. (وهذا هو السبب في أنه من النادر حدوث حمل للسيدات خلال فترة الرضاعة الطبيعية).
حيث يعمل البرولاكتين على تثبيط اثنين من الهرمونات اللازمة للتبويض: هرمون follicle stimulating hormone وهو الهرون المنبه للجريب أو الهرمون المنشط لحويصلات المبيضين، وهرمون gonadotropin releasing hormone الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية.
وعند ارتفاع مستويات البرولاكتين في الدم (الحالة التي يطلق عليها اسم فرط برولاكتين الدم)، لن تحدث الإباضة، وبالتالي يؤدي إلى الإصابة بالعقم. كما أن عدم حدوث الإباضة، من الممكن أيضاً أن يسبب عدم انتظام فترات الحيض.
المستويات الطبيعية للبرولاكتين
القيم الطبيعية للبرولاكتين هي:
بالنسبة للرجال: 2-18 نانوجرام/ ميللتر
السيدات غير الحوامل: 2-29 نانوجرام/ ميللتر
السيدات الحوامل: 10-209 نانوجرام/ ميللتر
ويمكن قياس مستويات البرولاكتين في المختبرات باستخدام وحدات مختلفة، وهذا الأمر قد يسبب حدوث ارتباك أو لبس كبير. المعتاد أن يتم قياس مستويات البرولاكتين بالنانوجرام/ ميللتر، والمستوى الطبيعي للبرولاكتين بالنسبة للسيدات أقل من 29 نانوجرام/ ميللتر.
أما الوحدات الجديدة لقياس البرولاكتين هي pmol/l ولتحويلها، ستحتاج أن تضرب في 44. وهذا يعني أن المستوى الطبيعي للهرمون يكون أقل من 700 pmol/l، أو mIU/L. أما انخفاض مستوى الهرمون فلا يشكل أي أهمية سريرية.
اسباب ارتفاع هرمون الحليب
في بعض الأحيان، قد يعود ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين إلى الإجهاد والتوتر، حتى التوتر الناتج عن الخوف من أخذ عينة الدم، يمكن أن يسبب ارتفاع وهمي أو زائف لمستويات البرولاكتين. هذا يعني أنه إذا كانت مستويات البرولاكتين مرتفعة، يجب إعادة الاختبار مرة أخرى، لتأكيد التشخيص قبل المضي قدماً في اتخاذ إجراءات أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن السيدات المصابات بأورام الغدة النخامية قد يعانين من ارتفاع مستويات هرمون الحليب، وعادة ما تزيد عن 100 نانوجرام/ ميللتر.
ومن المؤسف أن نجد بعض الأطباء يركزون جهودهم على علاج ارتفاع مستويات البرولاكتين، الأمر الذي يتطلب إجراء المزيد من الفحوصات أو الخضوع للعلاج إذا اكتشفوا ارتفاع هرمون البرولاكتين. هذا الأمر غير منطقي على الإطلاق، حيث يجب الكشف عن بقية الأسباب التي قد تؤدي إلى العقم. كما أنه من الشائع أن تصاب السيدات اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض من ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين بشكل معتدل.
فرط هرمون البرولاكتين
إذا كان مستوى الهرمون مرتفعاً بشكل مستمر، قد يكون على طبيبك تحديد السبب في ذلك. وهناك العديد من الأسباب المحتملة لفرط هرمون البرولاكتين في الدم وتشمل:
1- الأورام البرولاكتونية
الأورام البرولاكتونية هي عبارة عن ورم صغير بالغدة النخامية. هذا الورم يفرز كمية زائدة من البرولاكتين في الجسم. عادة ما تكون هذه الأورام صغيرة ويطلق عليها اسم microadenomas (الورم الغدي المكروي). أما الأورام الكبيرة يطلق عليها اسم macroadenomas، ويمكن أن تسبب الإصابة بالصداع أو صعوبات ومشاكل بصرية. ويمكن تشخيص هذه الأورام عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي. ويتم علاج هذه الأورام بطريقة آمنة عن طريق العلاج الطبي من خلال تناول عقاري bromocriptine أو cabergoline، اللذان يعملان على تقليص حجم هذه الأورام بسرعة كبيرة.
2- العقاقير التي يصفها الطبيب
يمكن لبعض العقاقير التي يصفها الطبيب أن تسبب زيادة في إفراز البرولاكتين. ومن بين هذه العقاقير مضادات الاكتئاب، مسكنات الآلام، والمواد الأفيونية التي تمنع إنتاج الدوبامين الذي يعمل على تثبيط إفراز البرولاكتين. الأمر الذي من شأنه أن يرفع مستويات البرولاكتين.
أسباب أخرى للإصابة بارتفاع مستوى البرولاكتين وتشمل: قصور الغدة الدرقية، متلازمة تكيس المبايض. وفي كثير من الحالات لا يستطيع الطبيب التعرف على السبب وراء ارتفاع الهرمون.
مخاطر ارتفاع نسبة هرمون الحليب
يمكن أن يتسبب ارتفاع مستوى هرمون الحليب أو البرولاكتين في عدم حدوث الإباضة. كما أن بعض السيدات اللاتي يعانين من فرط البرولاكتين بالدم قد يلاحظن إفرازات لبنية أو حليبية تخرج من الثدي، يطلق علي هذه الحالة اسم ثر الحليب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الارتفاع الهامشي أو الطفيف لمستوى البرولاكتين من غير المرجح أن يكون له أي أهمية سريرية، لذا لا داعي للقلق حيال الأمر.
كيف يتم علاج ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين؟
إذا كنتِ تعانين من ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين، فإن الخبر الجيد هو وجود علاجات فعالة لهذه الحالة. فيما يتعلق، بالارتفاعات الطفيفة أو الهامشية، فإنها عادة ليست ذات أهمية سريرية ويمكن تجاهلها. أما إذا كانت المشكلة نتيجة قصور الغدة الدرقية أو متلازمة تكيس المبايض، فيجب علاج هذه المشاكل. وفي حال كان هذا الارتفاع نتيجة استخدام بعض العقاقير، فإن التوقف عن تناول هذه العقاقير سيحل المشكلة.
ويمكن علاج ارتفاع مستويات البرولاكتين بشكل أفضل عن طريق العلاج الطبي. وهناك اثنين من العقاقير الفعالة لمثل هذه الحالة وهما bromocriptine وcabergoline.
عقار Bromocriptine
وهو عقار يستخدم خصيصاً لعلاج النساء اللاتي يعانين من فرط البرولاكتين في الدم. يعمل Bromocriptine على خفض مستويات البرولاكتين إلى مستوياتها الطبيعية، ويسمح للمبايض بالعودة إلى عملها بشكل الطبيعي.
الآثار الجانبية للعقار: عادة ما يسبب العقار عدداً من الآثار الجانبية التي تشمل الغثيان، والدوار خلال الأيام القليلة الأولى للعلاج، لكن يمكن تقليل فرص الشعور بمثل هذه الأعراض، عن طريق بدء تناول العقار بجرعات منخفضة جداً، وزيادة الجرعة تدريجياً إلى قرصين أو ثلاثة أقراص يومياً.
الجرعات: يتوفر العلاج على هيئة أقراص 2.5 ملليجرام، وعادة ما يتم تناول العقار بجرعة تتراوح ما بين 2.5 – 5 ملليجرام يومياً، يتم تناولها عند الخلود للنوم. بعد بدء تناول عقار bromocriptine، يمكن إجراء اختبار لمعرفة مستويات البرولاكتين (بعد أسبوع واحد على الأقل من تناول العقار)، للتأكد من أن مستوى البرولاكتين قد انخفض للمعدل الطبيعي. إذا كان مستوى البرولاكتين مازال مرتفعاً، سيكون هناك حاجة لزيادة الجرعة. وبمجرد أن يتم الوصول لمستويات البرولاكتين الطبيعية (وبعض النساء قد يحتجن من 4 إلى 6 أقراص يومياً للوصول إلى هذا المستوى) ستكون هذه الجرعة المناسبة التي سيتم الاستمرار عليها. ومن المتوقع أنه عندما تصبح مستويات البرولاكتين في مستواها الطبيعي، أن تصبح فترات الحيض أكثر انتظاماً ويعود التبويض إلى طبيعته. تذكري أن عقار bromocriptine يعمل فقط على خفض مستوى البرولاكتين، لكنه لا يعالج المشكلة. ولهذا السبب، يجب تناول الأقراص يومياً حتى يحدث الحمل، بعد ذلك ينبغي إيقاف الدواء. وتجدر الإشارة إلى أن عقار bromocriptine من العقاقير غالية الثمن.
بعض النساء قد لا يتحملن تناول الbromocriptine. بالنسبة لهؤلاء النساء، هناك خيار بديل وهو عقار cabergoline، الذي يعتبر فعالاً في خفض مستويات البرولاكتين العالية، وفي الوقت نفسه له آثار جانبية أقل.
عقار Cabergoline
كثيراً ما يستخدم هذا العقار، كخط دفاع ثاني للسيطرة على وعلاج الأورام البرولاكتونية، عندما يكون عقار ال bromocriptine غير فعال، أو يصعب على المرأة تحمله أو لم يكن مناسباً لها. هذا العقار متوفر بأقراص 0.5 ملليجرام. والجرعة عادة ما تكون قرصاً واحداً أسبوعياً. يمكن زيادة هذه الجرعة حسب الحاجة، حتى تصبح مستويات البرولاكتين طبيعية.
ارتفاع هرمون البرولاكتين عند الرجال
قد يعاني الرجال أيضاً من ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين. وعادة ما يعاني هؤلاء الرجال من فقد النطاف (قلة الحيوانات المنوية)، انخفاض الرغبة الجنسية وعدم القدرة على الانتصاب. وعلى الرغم من أن هذا الأمر ليس شائعاً، ففي حال تم تشخيصه بشكل سليم، يمكن علاج المرض بشكل فعال عن طريق الأدوية.
شكرا جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه
تحيتي وتقديري لك
وددي قبل ردي …..!!