تأمَّلْ يا صديقي حياةَ النمل، هذا المخلوقُ الصَّغير الضَّعيف الذي يمتلك قوَّةً كبيرةً تجعله يستمرُّ ويحافظ على مملكته رُغم كثرة الأخطار من حوله، وقوَّته هي "العملُ الجماعيُّ" الذي يجعله قادرًا على نقل جبل من السكر من مكانٍ لآخرَ في وقتٍ قصيرٍ.
وكذلك النَّحل الذي يقوم بتعاونٍ وتنظيمٍ على إنتاج العسل الذي ذكره اللهُ تعالى في كتابه، وأخبرنا أنَّه شفاء.
ويؤكِّد القرآنُ الكريمُ على أهمِّيَّة الإنسان كفردٍ، وأنَّه سيُحاسب أمام الله وحده، قال تعالى:" وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا"، ولكنَّ تعاليمَ الإسلام تُرشدنا إلى أنَّ سبيلَ تحقيق النَّجاح الفرديِّ في الدُّنيا والآخرةِ هو التَّعاون مع الآخرين، قال تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى".
ورغم أهمية العمل الجماعيِّ في تحقيق الإنجاز السَّريع، ولكنَّ البعضَ – مع الأسف- يُفَضِّل التَّفرُّدَ دائمًا؛ لأنَّه يحبُّ أن يكونَ المدح والتَّقدير له وحده، أو لأنَّه لا يتحمَّل آراءَ الآخرين، ولا يصبر عليهم، ولكنه في النهاية سيخسر كثيرًا لأنَّه لا يُوجد إنسانٌ يمتلك جميع المواهب والقدرات، فكلُّ شخصٍ يحتاج إلى غيره.
وتقوم الدُّوَلُ المتقدِّمةُ، والمؤسَّسات النَّاجحة على العمل الجماعيِّ، لذلك إذا أردت أن تكون ناجحاً في عملك وحياتك، فعليك أن تنمِّيَ مهارة التعاون وتتعوَّدَ على رُوح الفريق منذ الآن
ولنجاح الفريق يجب مراعاة الآتي:
1ـ تحديد الهدف.
2ـ وضع خطة عمل.
3ـ تقسيم الأدوار.
4ـ وضعُ جدولٍ زمنيٍّ للإنجاز.
5ـ اختيار قائدٍ متعاونٍ وعدم انفراده بالقرار.
وإليك هذه الأفكار العملية لتنمية روح الفريق:
1ـ كوِّن مع إخوتك فريق عمل لتنظيف المنزل، أو إعداد الطعام كهدية للأم في أحد الأيام.
2ـ اشتركْ مع فريقٍ من زملائك في المدرسةِ لإعدادِ مجلَّةِ حائطٍ، ولو بدون تكليفٍ من المعلِّم.
3ـ تعاونْ مع أبناء الجيران لتوعية أهل الحيِّ بأمرٍ ما مثل الحفاظ على البيئة، أو لمساعدة الأُسَرِ الفقيرة، ووزَّعوا المهامَّ بينكم بما يُناسب ظروفَ وقدراتِ كلٍّ منكم.
4ـ مارسِ الرِّياضةَ الجماعيَّة مثل: كرة القدم، أو كرة السلة؛ لأنَّ الفوز فيها يعتمد على تعاون الفريق والبعد عن الأنانية.
وتذكَّرْ أنَّ العملَ الجماعيَّ أمرٌ ممتعٌ رغم ما يحتاج إليه من صبرٍ، وتهذيبٍ للتَّنافس بين الأصدقاء.
شكرااااااااااا
ينقل لـ