السلوك الأسري وانعكاساته الاجتماعية والصحية على الطفل الطفل وتأثير السلوك الاسرى عليه
بقلم الدكتور: يونس عبد الرحمن خليل
تفرح الأسرة لزيجة أبنائها وبناتها وتعم الفرحة والبهجة بينهم وعلى أهاليهم ومعارفهم ومن حولهم من الناس وتزداد الفرحة عند ثبوت الحمل وظهور بوادره وعند ولادة الطفل مستبشرين متمنين له السلامة والعافية أثناء الحمل وهو جنين في بطن أمه وعند ولادته ويقلقون أن تأخر الحمل عن أول لقاء بعد التزاوج وان كان ذلك من اختلاف في التزامن بين التوقيت في الزواج وفترة الإباضة الذي يحدث فيها الإخصاب عادة ويزداد القلق ويشتد كلما مرت الأيام ومضت الشهور ولم يظهر فيها الحمل وبوادره خشية من أن يكون هذا عقما حقيقيا من أحد الزوجين أو من كلاهما الشيء الذي يدفعهما إلى اللجوء إلى أصحاب الرأي والمشورة أو إلى أشخاص من أهل العلم والمعرفة لحل عقدتهما بالوصفات أو بالطرق العلمية مهما كلفهما ذلك الآمر من مال أو مشقة رغبة في الطفل وما أن يثبت الحمل وتظهر علاماته حتى يزول القلق الذي حجب الفرح والسرور على الزوجين وأهاليهما وبولادة الطفل تعود الفرحة والبسمة من جديد على الوجوه مستقبلة الطفل الوليد بالترحاب والحفاوة الذي يتواصل مع الوئام الأسري المفعم بالحب والحنان حيث يظهر ذلك في المعاملة الطيبة والسلوك الحسن تجاه الطفل وما يقدم له من تضحيات في تربيته وتعليمه وما يوفر له من الإمكانيات عن حب وكرامة دون منه أو أذى حتى يصل إلى ما يصبو إليه من مكانة مرجوة منه وله ولا غرابة في ذلك حيث ان الطفل والاطفال هم زينة الحياة الدنيا للاسرة الذي سيكون لها الضمان الاجتماعي والواصل لرحمه وهو كذلك عصب للامة ولبنة من لبنات المجتمع لأجيال قادمة تتعلق عليها الآمال في العيش الكريم في الوطن والأوطان وهذا هو السلوك الفطري الطبيعي والسوي المحمود المتواجد عموماً في أغلب الأسر الغنية والفقيرة من كل جنس ودين على حد سواء .
وقد تجري الأمور على غير ذلك في بعض الأسر الأخذة في الانهيار لأمر من الامور الدنيويةً من خلق أو سلوك وراثي أو بيئي أو من اختلاف في الطباع والعادات أو من محصلة في الإدمان على المخدرات أو شرب الخمر أو من اى شيء حل عليهم كفقدان للمنصب أو الوظيفة أو من نقص في الدخل من تجارة كاسدة أو من خسارة مادية أو معنوية أو من مزاولة المقامرة أو من غير ذلك مما أدى ويؤدي في الغالب إلى انهيار هذه الأسر وتفككها أو من انفصالهم عن بعض بالطلاق مخلفين وراءهم الطفل والأطفال كسيري الخاطر لا حول لهم ولا قوة من الصراع الأسري والعنف الذي ينشأ في الأسر ومن مرارة الاستفزازات المتواصلة ومن سوء المعاملة التي انصبت وتنصب عليهم من كل صوب من ذويهم ومن غيرهم ممن يتولون أمرهم كأوصياء عليهم ظلماً وعدواناً وبالتوبيخ وبالسب المشين أو بالضرب المبرح والكي بالنار أو بالحبس الانفرادي في أماكن مظلمة في معاقبتهم لخلاف وقع ويقع بين المتخاصمين ومن الأطفال من يعتدي عليهم اعتداء فاحشاً بوعي وبدون وعي من الشواذ خلقاً وأخلاقاً أو تحت تأثير الإدمان على المخدرات وشرب الخمر تاركاً فيهم آثاراً مؤلمة ووصمة خزي وعار عليهم وعلى أهاليهم من المحال التغاضي عنها الشيء الذي سوف يكدر صفو حياتهم أن لم تكن وقعها عليهم الضربة القاضية عند وقوعها وأن تولت امورهؤلاء دور الحضانة والمراكز الإصلاحية المميزة في العناية الطبية والاجتماعية فقد لا تصلح ما قد أفسدته النفوس والأيدي الآثمة والأمر والأدهى أن يتحتم على هؤلاء الأبرياء العيش في بيئة قد تكون أسوا من البيئة التي كانوا فيها فيتعلمون فيها من أصحاب السوء والفحشاء المخضرمين الإدمان على المخدرات وشرب الخمر وأقرانه من المسكرات حيث يتعرضون إلى الإصابة بالأمراض المعدية والمزمنة والأمراض الجنسية المدمرة للقيم والأخلاق والأموال والأنفس وذلك من إكراههم على البغاء أما قهراً وإجباراً أو إذعاناً منهم في طلب المخدرات أو شرب الخمر أو المقامرة ادمانا منهم للوصول إلى سمومها القاتلة كما يتعلمون السرقة والاعتداء على الغير ممن آذوهم أو نبذوهم يوماً ما من عامة الناس انتقاماً منهم كما يزيدهم حقداً على مجتمعاتهم لكونهم منبوذين أينما كانوا وأينما حلوا.
حوادث مريرة ومروعة تحدث من الانحراف السلوكي في الأسر المنهارة اجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً في المجتمعات المتطورة صناعياً وحضارياً كما تحدث في المجتمعات الأقل تطوراً أمام الأعين والأشهاد دون رادع لجرائم العنف النفسي والتعذيب الجسدي والجنسي التي تبعث في نفوس الأبناء فلذات الأكباد الخوف والرعب واليأس وتحرمهم من عيشة الطفولة الفطرية البريئة وتقذف بهم إلى أعماق هاوية مسالك الانحراف السلوكي حيث يصعب إصلاحها أن لم تبذل كل الجهود الحثيثة لإنقاذهم ومعالجة مسببات وأسباب ترديهم وإيجاد حل جذري لمشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية تنجيهم من حالة التفسخ والضياع والتشرذم الذي يعيشون فيها .
أن الأبناء نعمة من النعم العظيمة يهبها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء فمن كان فيه هذه النعمة الربانية فعليه رعايتها والحفاظ عليها والعمل على الوفاء بحقها في الرعاية والمعاملة بالمودة والمحبة من تخلقهم وهم في بطون أمهاتهم وبعد الولادة إلى ما شاء الله من أعمارهم في الصغر والكبر تتيح لهم النمو الطبيعي في اجسامهم وعقولهم والعيش الكريم في أمن وأمان من الاضطرابات النفسية والإعاقات البدنية من قهر العنف النفسي والتعذيب الجسدي والجنسي لعل وعسى أن يكون منهم ومن أصلابهم أبناء وحفده برره بوالديهم وسنداً لإخوانهم وأخواتهم وأهليهم وحماية لشعوبهم وأوطانهم جنود مجندة طيبي الأخلاق والأعراق .
منقووول
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’..
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ ..