تخطى إلى المحتوى

القران الكريم حقوق القران الكريم 2024

  • بواسطة
الونشريس


مروان محمد أبو بكر


إنّ أعظمَ نعمة امتنّ الله بها على أمة الإسلام إنزال القرآن؛ ذلك الكتاب الذي لا غموض فيه ولا التباس، قال الله تعالى ممتناً: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون} [الأنبياء: 10]
وقال الله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} [الزخرف: 44].


فإنزال الكتاب على هذه الأمة هو أكبر النعم، والنعمُ بعده موازنةً به مزيدُ فضل وإحسان من الغني الكريم.


ولا أدلَّ علي ذلك من حسد الأمم السابقة هذه الأمةَ على تلك النعمة العظيمة، فقد جاء عمرَ بن الخطاب رجلٌ من اليهود فقال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشرَ اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟
قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} [المائدة: 3]، قال عمر: "قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه، نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو قائم بعرفة يوم جمعة"[1].


والقرآن هو حبل الله المتين الذي من تمسك به نجا وأفلح في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا} [آل عمران: 103]
وفي الطبري وابن كثير والقرطبي، "حبل الله: القرآن"[2].


ورحم الله الإمام الشاطبي إذ يقول في حرز الأماني:

وبعدُ فحَبلُ الله فينا كتابُه فجاهِد به حِبلَ العِدا مُتحبِّلا
وأخلِق به إذ ليس يخلُق جِدّة جديدًا مُوالِيه على الجِد مُقبلا


وما مثلنا إلا كقوم في أرض تعج بالسباع، ولا سبيل للأمان فيها إلا بالدخول في حصن وحيد بها، فالحصن كتاب الله، والسباع ما نرى من الفتن التي تدع الحليم حيراناً، فعن الحارث قال: "دخلت المسجد فإذا أناس يخوضون في أحاديث، فدخلت على علي فقلت: ألا ترى أن أناسًا يخوضون في الأحاديث في المسجد؟
فقال: قد فعلوها؟
قلت: نعم قال: أما إني سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ستكون فتن، قلت: وما المخرج منها؟
قال: كتاب الله، كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل، ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا: {إنا سمعنا قرآناً عجباً}، هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم"[3].


وأنَّى لهذه الأمة التي أعزها الله بالإسلام والقرآن أن تجد عزة في سواه، وأن تتبوأ ذرى المجد بغيره.


ولهذا الحصن الحصين والدرع المتين، وكلام رب العالمين، حقوقٌ يجب أداؤها، وواجباتٌ لا بد من القيام بها، وفي ما يلي بيانُ بعضها:


حق الإيمان والتصديق:

وهذا الحق لا يكون العبد مسلماً إلا بأدائه، وهو الذي من أجله قام سوقُ الجنة والنار، وجردت سيوف الجهاد، وسالت دماء الأطهار والكفار، وقد تكررت الأوامر الإلهية به، مبينة أنه من أوجب الواجبات؛ قال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السموات والأرض وكان الله عليماً حكيماً} [النساء: 170]
وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدًا} [النساء: 136]
قال القرطبي والبغوي والشوكاني والواحدي وغيرهم: "الكتاب الذي نزل على رسوله هو القرآن"[4].


وقد قال الله تعالى في صفة عباده المؤمنين: {الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون} [القصص: 52]، وقال مادحًا لهم أيضًا: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فكتبنا مع الشاهدين} [المائدة: 83]، وقد ذم الله المكذبين بهذا الكتاب العظيم فقال: {ومن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين} [الزمر: 32].

وأنكر الله تعالى على المكذبين تكذيبَهم بالقرآن إذ لا مسوغ له مع ظهور بركة هذا الكتاب العزيز فقال: {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} [الأنبياء: 50]
وما كذَّب المكذبون بهذا الكتاب إلا جحودًا وعناداً، وهم في أنفسهم يعلمون أنه الحق، وكم استخفى المشركون ليلاً ليستمعوا إلى النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن في تهجده، ولقد سجدوا مع النبي صلي الله عليه وسلم يوم قرأ سورة النجم لما أخذ القرآنُ منهم كلَّ مأخذ.

قال الأستاذ سيد قطب رحمة الله: "كنت بين رفقة نسمر حينما طرق أسماعَنا صوتُ قارئ للقرآن من قريب يتلو سورة النجم، فانقطع بيننا الحديث لنستمع وننصت للقرآن الكريم، وكان صوت القارئ مؤثرًا وهو يرتل القرآن ترتيلاً حسناً، وشيئاً فشيئاً عشت معه فيما يتلوه، عشت مع قلب محمد صلي الله عليه وسلم في رحلته إلى الملأ الأعلى، عشت معه وهو يشهد جبريل عليه السلام في صورته الملائكية التي خلقه الله عليها، ذلك الحادث العجيب المدهش حين يتدبره الإنسان ويحاول تخيله.

وعشت معه وهو في رحلته العلوية الطليقة عند سدرة المنتهى وجنة المأوى، عشت معه بقدر ما يسعفني خيالي وتحلق بي رؤاي، وبقدر ما تطيق مشاعري، وتابعته في الإحساس بتهافت أساطير المشركين حول الملائكة وعبادتها وبنوتها وأنوثتها… إلى آخر هذه الأوهام النخرة المضحكة التي تهاوت عند اللمسة الأولى، ووقفت أمام الكائن البشري ينشأ من الأرض، وأمام الأجنة في بطون أمهاتها وعلم الله يتابعها ويحيط بها، والعمل المكتوب لا يغيب عن الحساب والجزاء، والمنتهى إلى الله في نهاية كل طريق يسلكه العبيد، والحشود الضاحكة والحشود الباكية، وحشود الموتى وحشود الأحياء، والنطفة تهتدي في الظلمات إلى طريقها وتخطو خطواتها وتبرز أسرارها فإذا هي ذكر أو أنثى، والنشأة الأخرى، ومصارع الغابرين والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى، واستمعت إلي صوت النذير الأخير قبل الكارثة الداهمة، {هذا نذير من النذر الأولى أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة} [النجم: 56].

ث1/3

    م جاءت الصيحة الأخيرة، واهتز كياني كله من التبكيت، {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون} [النجم: 60-66]، فلما سمعت {فاسجدوا لله واعبدوا} [النجم: 62] كانت الرجفة قد سرت من قلبي حقاً إلى أوصالي، واستحالت رجفة عضلية مادية ذات مظهر مادي لم أملك احتباسها مع الجهد والمحاولة"[5].

    ومما لا شك فيه أن العبد لا يمكن أن يؤدي حق الإيمان بالقرآن ما لم ينفِ الأقوالَ الباطلة والعقائد الفاسدة من القول بخلق القرآن ونحوه، قال الإمام الطحاوي رحمه الله: "وإن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا،ً وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: {سأصليه سقر} [المدثر: 26]
    فلما أوعد الله بسقر لمن قال: {إن هذا إلا قول البشر} [المدثر: 25]، علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر"[6].


    حق تلاوته:

    تلاوة القرآن من الحقوق الجليلة التي أمر الله بها نبيه والأمةَ بعده؛ فقال تعالى لنبيه: {ورتل القرآن ترتيلاً} [المزمل: 4]، وأمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يدلنا على هذا الحق بطريقة فريدة في القرآن، إذ قال: {قل إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن} [النمل: 91-92]
    وقد مدح الله تعالى الذين يتلون القرآن حق التلاوة فقال: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به} [البقرة: 121]، وقد بيَّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن الماهر بالقرآن في معيَّة الملائكة الكرام فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران"[7].


    وأي فضل أجل وأعظم من بذل الجهد في قراءة القرآن وإمتاع النظر بآياته، وقد أوضح النبي – صلى الله عليه وسلم – ثواب التلاوة؛ فعن عبد الله بن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (آلم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"[8].


    ويومَ يقوم الناس لرب العالمين يأتي القرآنُ شفيعاً لأصحابه؛ فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيامُ: أيْ ربِّ منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان"[9].


    وعن أبي أمامة الباهلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي شفيعًا يوم القيامة لصاحبه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو كأنهما غمامتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما"[10].


    ومما يعين على أداء حق التلاوة ما يلى:

    تعلم اللغة العربية، وإذا كان المسلم من الأعاجم فإن عليه أن يعرف من اللغة العربية ما يؤهله للقيام بحق التلاوة.

    طلب علم التجويد، وهو العلم الذي موضوعُه كيفية قراءة القرآن الكريم على الوجه الصحيح.

    الورد، فإن المسلم ينبغي أن يكون له ورد من القرآن يداوم عليه كل يوم، ويرجى لمن يقرأ كل يوم جزءاً من القرآن ألا يكون مفرطاً، ولكن لا يختمه في أقل من ثلاث لحديث عبد الله بن عمرو أنه قال: "يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟
    قال: في شهر، قال: إني أقوى من ذلك،" ردد الكلام أبو موسى وتناقصه حتى قال: "اقرأه في سبع"، قال: إني أقوى من ذلك، قال: "لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث"[11].


    حق حفظه:

    وحافظ القرآن أولى بهذا الفضل المذكور في حق التلاوة؛ لأن الحفظ يشمل التلاوة، ولما في الحفظ من مشقة ولما يتميز به الحافظ من كون الوحي في صدره يقرأه متى شاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتَقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها"[12].

    فتخيل أخي نفسك في الجنة تقرأ الآية فتعلو بها درجة، واسأل نفسك الآن كم درجة تريد أن ترتقي؟ وليكن جوابك عملاً فالدرجة في الجنة بآية من القرآن، الثمن معروف والجزاء كذلك.

    تنبيه:

    وعلى المسلم أن يعلم أن الله تعالى لم يكلفه حفظ القرآن كاملاً، وأن الواجب عليه من ذلك ما يؤدي به صلاته، ويستشفي به إذا مرض، والصحابة لم يكن جميعهم يحفظ القرآن كاملاً، وكذلك لم يكن منهم من لا يحفظ منه شيئا.

    على المسلم أن يعلم كذلك أن حق الحفظ يشمل التعهد والمراجعة، وقد روي مرفوعا: "عرضت علي أجورُ أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها"[13].

    أما طريقة حفظ القرآن فالطريقة التي تناقلها المسلمون جيلاً جيلاً؛ حفظ الجديد، ومراجعة القديم.

    حق التدبر:

    قال الله تعالى: {ولقد ويسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17]
    قال ابن كثير: "أي سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراده ليتذكر الناس"[14]، فهو كتاب سهل الله ألفاظه فهي سهلة عذبة تدعو قارئها للتأمل والتدبر والاعتبار والاتعاظ، قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر ألو الألباب} [ص: 29]
    قال الطبري: "يعني ليتدبر هذا القرآن من أرسلناك إليه من قومك يا محمد"[15].


    وقد جاء التوبيخ والتبكيت لمن غفل عن التدبر؛ فقال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} [النساء: 82]، قال الشوكاني: "دلت هذه الآية على وجوب التدبر للقرآن ليعرف معناه"[16].


    وقوله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}، قال الشوكاني: "المعنى: أنهم لو تدبروه حق تدبره لوجدوه مؤتلفاً غير مختلف، صحيح المعاني قوي المباني بالغاً في البلاغة إلى أعلى درجاتها (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) أي: تفاوتاً وتناقضاً"[17].


    فالله تعالى كما سهل ألفاظه للقارئين فقد سهل معناه للمتدبرين، فلا اختلاف في أحكامه، ولا تضارب في أخباره، بل يصدق بعضه بعضاً، ويوافق بعضه بعضاً.


    وقد بين الله عز وجل سبب إعراض المعرضين عن تدبر كتابه الكريم فقال: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}[محمد: 24]، فسبب انصراف المنصرفين عن كتاب رب العالمين ما في قلوبهم من الأقفال، فمن وجد في نفسه انصرافاً عن تدبر القرآن، فليعلم أنه مبتلى ابتلاءً عظيماً وليستعن بفالق الإصباح ليزيل ما بقلبه من غشاوة لينعم بضياء القرآن.


    ولقد حفظ ابن عمر سورة البقرة في سنين ذوات عدد، إذ كان يقف عند كل آية منها متدبرًا متفكرًا، قال مجاهد بن جبر :"عرضت المصحف علي ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلي خاتمته، أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها"[18] وقال ابن أبي مليكة: "رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه، ويقول له ابن عباس: اكتب حتى سأله عن التفسير كله"[19].


    وقد كان اهتمام السلف بالقرآن تدبراً وتفسيراً اقتداء منهم بالنبي صلي الله عليه وسلم، الذي كان لا يمر على القرآن إلا متفهماً متدبراً، وقد سمع عليه الصلاة والسلام امرأة ذات ليلة تقرأ {هل أتاك حديث الغاشية} [الغاشية: 1]، فقام يستمع ويقول: "نعم قد جاءني"[20].


    وقد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام "كان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ"[21].


    وقد نبغ في معرفة معاني القرآن من الصحابة جماعةٌ منهم ابنُ عباس، قال الأعمش عن أبي وائل: "استخلف عليٌ عبدَ الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية سورة النور، ففسرها تفسيراً لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا"[22].


    أقسام تدبر القرآن:

    1- تدبر مُفصّل؛ بمعنى أن يفهم القاري أو السامع معاني ما يقرأ، ويقف مع عظات القرآن وأحكامه، قال الألوسي في روح المعاني عند قوله تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}[ق: 37]، (لذكرى) لتذكرة وعظة لمن كان له قلب واعٍ يدرك الحقائق، فإن الذي لا يعي ولا يفهم بمنزلة العدم[23].

    2- تدبر مُجمَل؛ بمعنى استحضار القلب أن ما يقرأ أو يسمع هو كلام الله تعالى العظيم، فلا ينصرف الذهن حينئذ إلى غيره، قال تعالى: {أو ألقى السمع وهو شهيد} [ق: 37]، قال الألوسي: "أو ألقى السمع وهو شهيد أي أصغى إلى ما يتلى عليه من الوحي وهو شهيد أي حاضر، على أنه من الشهود بمعني الحضور، والمراد به المتفطن؛ لأن غير المتفطن بمنزلة الغائب"[24].


    حق العمل:

    والعمل بالقرآن من أهم غايات إنزاله، والحقوق الأخرى تبع لهذا الحق، إذ لا يمكن أن يعمل بالقرآن إلا من تلاه وتدبره وعظّمه، وقد كان السلف يقرؤون القرآن قراءة من وطن نفسه على العمل به، والقيام بأوامره، والانتهاء عن نواهيه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت قول الله تعالى (يا أيها الذين امنوا) فأرعها سمعك، فإنها خير يأمر به، أو شر ينهى عنه"[25].

    ولما نزلت آية الحجاب بادر نساء الصحابة إلى الالتزام بها، ولما قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} [المائدة: 91]، قال عمر رضي الله عنه: "انتهينا انتهينا"[26].

    ولما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى حرم الخمر؛ فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء فلا يشرب ولا يبع"[27].

    فلبث المسلمون زماناً يجدون ريحها في طرق المدينة لكثرة ما أهرقوا منها.

    فانظر إلى سرعة استجابتهم للعمل بكتاب الله تعالى، وكذا في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام، كيف تلقوا الأمر بالقبول؟ وما كان تحويل القبلة إلا امتحانا لهم قال سبحانه: {وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبية} [البقرة: 143]
    فنجحوا في ذلك الامتحان، فمن حديث البراء: "كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده -أو قال أخواله- من الأنصار، وأنه صلى قِبَل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلتُه قِبَل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قِبَل مكة، فداروا كما هم قِبَل البيت"[28].


    تنبيه:

    – حق العمل يعني العمل بالأوامر واجتناب النواهي كذلك، فما عمل بالقرآن من لم يجتنب نواهيه.
    – العمل بالقرآن معنى شامل، فالقرآن جاءنا بالعقيدة التي لا يصح اعتقاد غيرها، والشريعة التي لا يصح الاحتكام لسواها، فالعمل بالقرآن ينبغي أن يكون عقيدة وسلوكاً.
    – حق العمل بالقرآن إنما يؤدى شيئاً فشيئاً، ويسدد المسلم فيه ويقارب، فالقرآن شامل للحياة كلها عقيدة وعبادة وأخلاقاً ومعاملات وآداباً، وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يعمل به في ذلك كله، قالت عنه عائشة رضي الله عنها :"كان خلقه القرآن"[29] أي يأتمر بأوامره، وينتهي عن نواهيه، ويتخلق بأخلاقه، ويتأدب بآدابه.

    حق التحاكم إلى القرآن:

    وهو ضرب من ضروب العمل بالقرآن، وإنما خُص هنا بالذكر لأهميته ولما تواتر فيه من نصوص دالة على عظمه ومكانته؛ قال الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} [المائدة: 50].

    فالعجب كل العجب ممن قرأ هذا القرآن وعرَف ما فيه من صدق الأخبار وعدل الأحكام ثم يسعى لغير هذا المنهج المعصوم المحفوظ من التبديل والتحريف المنزل من اللطيف الخبير إلى غيره من المناهج التي وضعها القاصرون عن معرفة أسرار التشريع التي اختص بها الرب جل وعلا؟! فما أكثرَ ما يتناقض هؤلاء فيُحلون اليوم ما حرّموه بالأمس.

    والله هو خالق الإنسان، العالم بما يصلحه وما يضره؛ قال الله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [الملك: 14].

    ولما كان الله تعالى هو الخالق وحده فهو كذلك الحاكم وحده، ولذا يعرف علماء الأصول الحكم بأنه خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين طلبًا أو وضعًا، فحكم غير الله تعالى لا يعد في الحقيقة حكمًا؛ قال الله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: 54].


    ولقد جاءت الشريعة جامعة لما فيه الخير، قائمة بما يحتاجه الناس في دنياهم وأخراهم، فما أحرى بالمسلم أن يجعل الشريعة إمامه وقائده، ليسعد في الدنيا وينجو في الآخرة؛ قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} [الجاثية: 18].


    حق التعظيم والإجلال:

    لا أحد ينازع في أن الكلام يشرُف بشرف قائله، فكلما كان القائلُ عظيم القدر كانت كلماته كذلك، ولذا قيل في منثور الأدب: كلامُ الملوك ملوكُ الكلام، فإن كان هذا في حق البشر (ولله المثل الأعلى) فكيف بكلام خالق البشر؟ وإن تعظيم القرآن من تعظيم الله تعالى؛ فمن كان يرجو لله وقارًا عظم كتابه وأجلّه ومجّده، ولقد كان عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه يأخذ المصحف فيضعه في وجهه ويقبله ويبكي ويقول: "كلام ربي كلام ربي"[30].

    من صور تعظيم القرآن:

    الإنصات عند تلاوته، لقوله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} [الأعراف: 204].


    الإخبات عند تلاوة القرآن، فقد مدح الله تعالى المخبتين إذا قرئ القرآن الكريم فقال: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} [المائدة: 83]
    وقال تعالى: {إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدًا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون} [السجدة: 15].

    وقال تعالى: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعًا} [الإسراء: 107-109]
    وقال تعالى: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدًا وبكيًا} [مريم: 58]
    وقال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله} [الزمر: 23].

    وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعبد الله بن مسعود: "اقرأ علي"، قال: "أقرأ عليك وعليك أنزل"؟ قال: "إني أحب أن أسمعه من غيري" قال: "فقرأت عليه من أول سورة النساء إلى قوله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 41]، فبكى"[31].

    ولما دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيت عائشة في مرضه قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"، قالت فقلت: "يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه"[32].

    والله تعالى يقول: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون} [الحشر: 21].

    لا يمسه إلا طاهر فلا يصح لغير المتطهر أن يمس القرآن الكريم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يمس القرآن إلا طاهر"[33].


    عدم تعريضه للامتهان؛ فالمسلم يجب عليه أن يصون المصحف الشريف عن مظنة امتهانه، وأن يحرص كل الحرص ألا يكون سببًا في ذلك، ولقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو خوفاً من أن ينالوه بأذى.


    وما وقع منهم في هذا الزمان وإن كان يحدث في النفس ما لا تطيقه الجبال إلا أنه أذان بقرب انتقام الله تعالى منهم، قال تعالى: {فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين} [الزخرف: 55].


    حق التبليغ:

    ومن حقوق القرآن التي دل عليها الشرع حق تبليغه للآخرين وتعليمه لهم، وإن في ذلك الأجر العظيم والخير العميم والثواب الجزيل، ويحصل ذلك لمن علم ولو شيئاً قليلاً من القرآن، والقرآن لا يقال فيه قليل، وقد حض عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – على تبليغه بقوله: "بلغوا عني ولو آية"[34] ودعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لمن قام بهذا الحق فقال: "نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع فرب مبلَّغ أوعى"[35] وقد سمع من النبي صلي الله عليه وسلم ما أنزل إليه رب العز والجلال من القرآن والسنة.

    وبيَّن النبي – صلى الله عليه وسلم – فضل معلِّم القرآن فقال: "خيرُكم من تعلم القرآن وعلمه"[36].

    فلا أحد أولى من أهل القرآن الذين تعلموه وعلموه بالخيرية، فإنَّ شرَفهم مِن شرف القرآن، ورفعتَهم بسبب ما في صدورهم من الذكر الحكيم، وهي نعمة حق لغيرهم أن يغبطهم عليها، فعن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار"[37].


    حق الاستشفاء:

    قال الله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً} [الإسراء: 82]
    وقال الله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى} [فصلت: 44]
    فهذا بيان من الله ليس بعده بيان، فمن لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله، ومن لم يستغن بالقرآن فلا أغناه الله، وقد أنزل الله تعالى المعوذتين يستشفي بهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من السحر الذي أصابه، وقد كان الصحابة الكرام يستشفون بالقرآن هم وغيرهم، فعن أبي سعيد الخدري قال: نزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت: إن سيد الحي سليم لدغ فهل فيكم من راق؟
    فقام معها رجل منا ما كنا نظنه يحسن رقية فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوه غنمًا وسقونا لبناً، فقلنا: "أكنت تحسن رقية"؟
    فقال: "ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب"، قال: فقلت: "لا تحركوها حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم"، فأتينا النبي – صلى الله عليه وسلم – فذكرنا له ذلك فقال: "ما كان يدريه أنها رقية؟
    اقسموا واضربوا لي بسهم معكم"[38]
    وعن خارجة بن الصلت عن عمه أنه مر بقوم وعندهم رجل مجنون موثق في الحديد فقالوا: إنك جئت من عند هذا الرجل بخير، فارْقِ لنا هذا الرجل، فأتوه برجل معتوه في القيود فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة وعشية وكلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل فكأنما أُنشِط من عقال (أي حُل من وَثاق) فأعطوه شيئاً، فأتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فذكره له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلْ فلعمري ما أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق"[39].


    قال ابن قيم الجوزية: "ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيراً عجيبًا في الشفاء، ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء ولا أجد طبيبًا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيرًا عجيباً، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً، وكان كثير منهم يبرأ سريعاً، ولكن ههنا أمر ينبغي التفطن له، وهو أن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعى قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره، فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول، وكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام وكان للراقى نفس فعالة وهمة مؤثرة في إزالة الداء"[40].


    فهذه بعض حقوق القرآن، ولا أزعم أن هذا غايتها فإن حقوق القرآن أعظم وأجل، وهذه بعضها، والقرآن لا يوفيه العبد حقًا لأنه أعظم النعم، والعبد يعجز أن يقوم بواجبه تجاه نعم هي أقل شأناً من هذه النعمة العظيمة، ولكن ينبغي التسديد والمقاربة والاستغفار عن التقصير وطلب العفو من الله على التفريط، فهو المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    ــــــــــــــــــــــــــ
    [1] رواه البخاري، 1/25، (45).
    [2] جامع البيان، 3/378، تفسير القرآن العظيم، 1/514، الجامع لأحكام القرآن، 4/155.
    [3] رواه الترمذي، 5/172، (2906)، والدارمي، 2/526، (3331).
    [4] الجامع لأحكام القرآن، 5/394، معالم التنزيل، 1/299، فتح القدير، 1/791، الوجير، 1/295.
    [5] في ظلال القرآن بقليل من التصرف، 6/3421.
    [6] متن العقيدة الطحاوية للإمام أبي جعفر الطحاوي.
    [7] البخاري، 4/1882، (4653)، ومسلم، 1/549، (798).
    [8] الترمذي، 5/175، (2910)، وصححه الألباني.
    [9] مسند أحمد، 2/174، (6626)، والمستدرك، 1/740، (2036)، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
    [10] رواه مسلم، 1/553، (804).
    [11] رواه أبو داود، 1/442، (1390)، وصححه الألباني.
    [12] رواه أبو داود، 1/463، (1464).
    [13] رواه أبو داود، 1/179، (461)، والترمذي، 5/178، (2916).
    [14] تفسير القرآن العظيم، 4/337.
    [15] جامع البيان، 10/576.
    [16] فتح القدير، 1/741.
    [17] المصدر السابق، الصفحة نفسها.
    [18] جامع البيان، 1/65، تفسير القرآن العظيم، 2/404.
    [19] تفسير القرآن العظيم، 1/5.
    [20] تفسير القرآن العظيم، 4/648.
    [21] رواه أحمد، 5/384، وابن خزيمة، 1/272، (542).
    [22] تفسير القرآن العظيم، 1/5.
    [23] روح المعاني، 26، 191.
    [24] روح المعاني، 26، 191.
    [25] تفسير القرآن العظيم، 1/91.
    [26] رواه الترمذي، 5/253، (3049)، والنسائي، 8/286، (5540).
    [27] رواه مسلم، 3/1205، (1578).
    [28] رواه البخاري، 4/1631، (4216)، ومسلم، 1/374، (525).
    [29] رواه أحمد، 6/91، (24645).
    [30] المعجم الكبير، 17/371، (1018).
    [31] البخاري، 4/1925، (4763)، ومسلم، 1/551، (800).
    [32] البخاري، 1/240، (646)، ومسلم، 1/311، (418).
    [33] الموطأ، 1/199، (469).
    [34] رواه البخاري، 3/1275، (3274).
    [35] الترمذي، 5/34، (2657)، وصححه الألباني.
    [36] رواه البخاري،4/1919، (4739).
    [37] رواه البخاري، 6/2643، (6805).
    [38] رواه مسلم، 4/1727، (2201).
    [39] رواه أبو داود، 2/286، (3420)، وصححه الألباني.
    [40] الداء والدواء،

    جزاكى الله خير

    بارك الله فيكى

    جزاكى الله خير

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.