يقصد بالعلاقات العارضة، تلك التي تجمعك بالأشخاص الذين تقابلينهم بصفة يومية أو شبه يومية، لكنهم لا يرقون لمرتبة الأسرة أوالأصدقاء أو الشخصيات المقربة بالنسبة لك، والذين تكون علاقاتك بهم أكثر دفئا وحيوية ومتانة.
فعلى سبيل المثال، علاقتك ببعض الأساتذة أو المدرسين بالمدرسة أو الجامعة هي علاقة عارضة تنتهي في الغالب بمجرد انتهاء المرحلة الدراسية الحالية والالتحاق بالمرحلة التالية لها، أو أحد موظفي شئون الطلبة أو صاحب المنزل الذي تعيشين فيه مع أسرتك، أو حتى طبيب الأسرة، أو شخص تلتقين به لأول مرة ولا تعرفينه جيدا.
قد تتساءلين ما أهمية الاحتفاظ بعلاقة طيبة وصحية مع مثل هؤلاء الأشخاص الذين تكون معرفتك بهم سطحية. في الحقيقة، إذا فكرت جيدا ستجدين أن معظم العلاقات في حياتنا تبدأ بعلاقة عارضة، وبالتالي إذا كانت هذه العلاقة غير صحية أو متوازنة منذ البداية، قد لا تتطور على الإطلاق بعد أن يحدث صدام بينك وبين الطرف الآخر، أو قد تستمر وتصبح علاقة متوترة مليئة بالمشاحنات والمشاعر السلبية أو العدائية، وهو الأمر الذي يمنع تحولها لصداقة إذا كانت هناك إمكانية لذلك لو سارت الأمور بشكل مختلف، أو حتى يتسبب لك في أضرار أنت في غنى عنها.
فعلى سبيل المثال، لو كانت علاقتك بمعلمتك متوترة وملبدة بالغيوم منذ بداية العام الدراسي، سيؤدي ذلك إلى تجاهلها لأسئلتك، أو رفضها إعادة الشرح لك، أو الوصول لدرجة منحك درجات سيئة بتهمة الإهمال أو عدم التركيز في الدراسة. وقد يحدث العكس تماما لو بدأ الأمر بشكل مختلف، وحرصت على احترام معلمتك وطاعتها وعدم إثارة غضبها وإظهار الالتزام والتركيز في الدراسة. هنا قد تصبح المعلمة شخصا ودودا معك وقد تعاملك كشقيقة كبرى يهمها أمرك، ولا تتأخر أبدا عن مساعدتك في كل ما يستعصي عليك فهمه حتى لو كلفها ذلك بعضا من وقتها أو مجهودها.
نفس الأمر يمكن تطبيقه عندما تلتقين بزميلة جديدة أو عضوة جديدة في نفس النادي الذي تداومين على الذهاب إليه لممارسة الرياضة. لو بدأ الأمر بينكما بمشاحنة أو عدم احترام أو استفزاز من أي نوع، ستتحول العلاقة بينكما سريعا إلى نوع من العداء والكراهية ولن تكون هناك أية فرصة لتكسبي هذه الفتاة كصديقة جديدة لك مستقبلا.
لكن لو حدث العكس، وكانت العلاقة العارضة في بدايتها طيبة وقائمة على الاحترام والتقدير المتبادل، تزداد الفرصة بشكل كبير لأن تكسبي مع الوقت صديقة جديدة قد تصبح يوما من أعز الصديقات وأقربهن إلى نفسك… من يدري؟ فالبدايات غالبا ما تؤثر بشكل أو بآخر في النهايات.
ولكل ما سبق، يجب أن تتعلمي وتدركي أن العلاقات العارضة لها أهميتها في حياتك. أهمية قد لا تدركينها في وقتها، مما قد يدفعك للاستخفاف بالشخص الذي أمامك ومعاملته بتجاهل أو بإهمال أو بأي نوع من الإساءة، ثم تكتشفين فيما بعد أنك قد أضعت فرصة ذهبية لكسب ود واحترام إنسان يمكنه التأثير إيجابيا في حياتك أو الإضافة لك بأي شكل من الأشكال. عاملي الجميع باحترام وهدوء وتهذيب وابتسمي في وجوه اللآخرين ممن تلتقينهم في حياتك اليومية، حتى لو كانوا مجرد أناس من المارة الذين يعبرون الطريق بجوارك في الشارع أو يجلسون بجوارك في المواصلات العامة، ولا تعتقدي أبدا أنك ستلتقينهم مرة أخرى في حياتك. فمن يدري، ربما يدبر القدر لهذا الشخص أو ذاك أن يلعب دورا ما في حياتك لاحقا، وهنا سيكون الانطباع الأول الذي أخذه عنك سابقا من خلال العلاقة العارضة سيئا لدرجة تعوق قيام علاقة دائمة سوية أو إيجابية بينكما فيما بعد.
يارب يكون موضوع جميل بنسبة لكم
وميرسى
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم