غدة صماء مذهلة في جسم الإنسان، شكلها يشبه الفراشة الجميلة التي تفرد جناحيها الرائعين، وهما عبارة عن فصين، وتقع في أسفل الرقبة أمام القصبة الهوائية، وهي ذات لون بني أحمر.
إنها الغدة الدرقية المسؤولة عن إنتاج وإفراز هرمون الثايرويد وهو على نوعين: الثايروكسين أو (t4) ويعتبر الهرمون الرئيسي وهرمون يسمي ثالث يود الثيرونين أو (t3) والذي يتحول إلى الثايروكسين عند النسيج المطلوب.وظيفة هذا الهرمون المذهل هي زيادة تركيب البروتين في أنسجة الجسم وزيادة استهلاك الأوكسجين بشكل رئيسي في الأنسجة المسؤولة عن الاستهلاك الأساسي للأوكسجين مثل الكبد، والكلى، والقلب، والعضلات.
إن انتاج وإفراز هرمون الثايروكسين من الغدة الدرقية يُنظّم بطريقة حكيمة وعليمة ومذهلة جدا سبحان من أبدعها، حيث يسيطر عليه بحكيمية عالية جدا منطقة ما تحت السرير في المخ والتي تسمى الهايبوثالاموس والتي تفرز الهرمون المطلق للثايروتروبين (trh) والذي يعمل بتقدير بديع على الغدة النخامية لتفرز بدورها بابداع راقي الهرمون المحرض للغدة الدرقية (tsh) والذي يعمل بدوره المرسوم والمحدد له بكل ابداع على تحريض الغدة الدرقية لتنتج وتفرز هرمون الثايروكسين بنسب موزونة تعمل مع أنسجة الجسم على أكمل وجه.
وأي زيادة أو نقصان في نسب هذا الهرمون الموزونة بإعجاز تؤدي إلى الأعراض المرضية والاختلالات الوخيمة في جسم الإنسان.
كل هذا الذي ذكرناه هو آيات بينات مذهلات يراها من يراها ويرتفع بها بعد التفكر والتبصر بالعقل والقلب والروح ليشاهد بأم عينيه علم وحكمة وقدرة وإبداع الخالق العظيم جل جلاله.
وزيادة في الاعتبار والاستبصار وكوسيلة للترقي نحو التفكّر ثمّ التبصّر ثم المشاهدة كما جاء من ذكر آنفا وعلى رأي القول الشائع "تُعرف النعم بفقدانها" أروي لكم حالة مرضية تابعتها مؤخرا من خلال العمل الطبي وحاولت علاجها مؤمنا بأن الشافي هو الله الخالق القدير سبحانه. إمرأة في الستينات من عمرها بدأ مرضها قبل عشرة سنوات تقريبا حيث عانت حينها من أعراض نقصان الوزن رغم زيادة الشهية للأكل والشراهة وزيادة نبضات القلب وارتجاف الجسم واليدين اللاإرادي والقلق والاضطراب النفسي وغيرها من الأعراض.
وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل المختبرية تبين أنها تعاني من مرض (جريفز) والذي هو عبارة عن اختلال عمل الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى زيادة انتاج وإفراز هرمون الثايروكسين عن الحد السوي والذي يسبب بدوره الأعراض المرضية الوخيمة.
عولجت هذه المرأة حينها بالأدوية المثبطة لإنتاج وإفراز هرمون الثايروكسين فقلت نسبة هذا الهرمون في الدم وتحسنت المرأة بعد فترة من الزمن.
انتهى العلاج واستمر الافراز الطبيعي السوي للهرمون من الغدة الدرقية لمدة ثلاث أو أربعة سنوات ثم بدأ الاختلال من جديد وهذه المرة من خلال نقص إفراز هرمون الثايروكسين، وهي حالة متوقعة بعد العلاج بالأدوية المثبطة!!
وعانت المرأة هذه المرة من السمنة والتعب والكسل والنعاس والشعور بالبرد وغيرها من الأعراض. ثم عولجت المرأة المسكينة هذه المرة بـ 100 مايكروغرام في اليوم من دواء الليفاكسين المعوض لهرمون الثايروكسين.
استمرت على هذا العلاج حتى صيف عام 2024 عندها قابلت المريضة وكانت تعاني من بداية أعراض مرضية تنبيء بزيادة نسبة هرمون الثيروكسين في الدم فقمت بتقليل جرعة دواء الليفاكسين المعوض إلى 75 وبعد شهرين إلى 50 مايكروغرام في اليوم الواحد. تحسنت بعدها المرأة بعض الشيء إلا أن أعراضا مرضية أخرى بدأت تظهر وهي عبارة عن جحوض العينين والرؤية المزدوجة وضعف البصر.
أحلتها إلى طبيب العيون فشخّص فيها تورّم في أنسجة ما حول العينين وبدأ معها بدواء الكورتزون بجرعات عالية. وبعد التشاور بيننا ومناقشة نتائج التحاليل المختبرية المعقدة قررنا بأنها عودة لأعراض مرض جريفز من جديد وقررنا إحالتها من قبلي إلى طبيب مختص بأمراض الغدد الصم لإبداء الرأي والمعالجة.
عرفت أن هذا الطبيب قد قابل المريضة قبل أيام لكن لا أعرف ما هو التشخيص وما هو العلاج الذي قرره معها كون جواب الإحالة المفصل لم يُرسل إلي إلى الآن. وهذا ليس بالمهم كما أعتقد فالمهم من ذكر تفاصيل هذه القصة المرضية هو الاعتبار والتفكر ثم الاستبصار والمشاهدة، مشاهدة نعمة وحكمة وقدرة وعلم وإبداع صنع الخالق العظيم سبحانه.
مشكورة حبيبتى
لأني أعاني من نفس المشكله وأنا عندي انخفاض هرمن الغدة الدرقية وأتعالج بدواء الثايروكسين كنت بأخد بالاول 100غ ثم 50غ وهلأ25 وعمري 26سنة والي أربع سنين بتعالج