تخطى إلى المحتوى

ايات فى القران الكريم.تفسير قوله تعالى : "فلينظر الانسان مم خلق " 2024

  • بواسطة

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }
{ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ{5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ{6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{7} سورة الطارق
صدق الله العظيم
================
هذه الآيات القرآنية الكريمة الثلاث جاءت في أواخر النصف الأول من سورة الطارق‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها سبع عشرة‏(17)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سُميت بهذا الإسم لورود القسم في مطلعها بـ ‏(‏ والسماء والطارق‏) ،

أي فلينظر الإنسان من أي شيء خُلق وإلى أي شيء صار .. إنه خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ، خلق من هذا الماء الذي يجتمع من صُلب الرجل وهو عظام ظهره الفقارية ومن ترائب المرأة وهي عظام صدرها العلوية .. والمسافة الهائلة بين المنشأ والمصير .. بين الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب وبين الإنسان المدرك العاقل المعقد التركيب العضوي والعصبي والعقلي والنفسي .. توحي بأن هنالك يداً خارج ذات الإنسان هي التي تدفع بهذا الشيء المائع الذي لا قوام له ولا إرادة ولا قدرة .. حتى تنتهي به إلى هذه النهاية الماثلة ..

وقد دعت الآيات الثلاث الكريمات الإنسان : إلي النظر في أول نشأته حتي لا يطغيه شيء من الكبر أو التعالي علي الخلق‏ ,‏ وحتي يعلم أن من أنشأه هذه النشأة قادر علي أن يجعل عليه حافظاً من الملائكة فسبقها بالآية الكريمة {‏ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ {4} ,‏ وقادر علي إعادة بعثه بعد موته‏ ,‏ وعلي محاسبته وجزائه في يوم تكشف كل المكنونات مما أسر في القلوب من العقائد والنيات‏ ,‏ وما أخفي من الأعمال والأقوال والتصورات‏ ,‏ وابتلاء السرائر هو الكشف عن خفاياها وإظهارها مهما أخفيت فتقول‏ :‏ { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ{5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ{6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{7} إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ{8} يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ{9} فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ{10} الطارق‏:5‏ ـ‏10.‏
وخلق الإنسان‏:(…‏ مِن مَّاء دَافِقٍ{6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ‏)‏ من الحقائق العلمية التي لم تكشف عنها العلوم المكتسبة إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ‏,‏ وورودها في سياق الإستشهاد علي حتمية البعث والرجوع إلي الله‏ تعالي‏‏ هو من قبيل تأكيد طلاقة القدرة الإلهية علي تحقيق ذلك في وقت لا يمتلك الإنسان قوة في نفسه ولا يجد له ناصراً من حوله يمكن أن يتصوره عوناً له في الإمتناع عن قدر الله‏.‏

م/ن

الحمد لله علي نعمة الإسلام‏ ,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن ‏,‏ والحمد لله علي بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏ سيدنا محمد صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏ ,‏ وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏)‏ …
اللهم آمين آمين آمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏

    جزاك ربي الفردوس الأعلى

    الونشريس

    الونشريس

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.