الأيات 1 ـ 3
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ * وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)
يحمد ويمدح سبحانه وتعالى نفسه على أنه خلق السموات والأرض وخلق الظلمات والنور نفعا لعباده فى الليل والنهار ، ومع كل ذلك فإن الكافرين جعلوا له الأنداد وساووا بينه وبين شركائهم الذين لم يخلقوا شئ .
ثم يوضح للناس أنه سبحانه خلقهم من الطين وقضى لهم أن يعيشوا فى الحياة الدنيا إلى وقت محدود لتكون الآخرة ، وهى معلومة ومحددة عنده بأجل يعلمه هو سبحانه وتعالى . ومع ذلك الناس يشكون فى أمر القيامة .
وسبحانه هو الخالق والرب فى السموات والأرض وله يرجع كل شئ ولا خالق غيره وهو يعلم ما يسر عباده وما يعلنون .
ويعلم ما يفعلون .
الآيات 4 ـ 6
( وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ *فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ *أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِين )
وهؤلاء المشركين والكفار كلما جآتهم دلالة ومعجزة تدل على وحدانية الله وأن الرسول حق فهم يعرضون عنها ويتجاهلونها
ويهددهم بأنهم إذا كانوا يكذبون بالحق فسوف يأتيهم ما يكذبون به ويجدون أشد العذاب والتنكيل بما استهزؤا به
الآيات 7 ـ 11
( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ *وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ *وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ *وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ *قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )
وهؤلاء الكافرين والمشركين معاندين فلو أنزل الله على رسوله كتابا من السماء ولمسته أيديهم فإنهم يصروا على العناد والمكابرة ويقولون هذا من السحر
ويقولون لو كان ينزل معه ملك لينذر الناس معه
ولو أنزل عليهم الله ملكا من السماء وهم يصرون على عنادهم لدمرهم الله ولا يمهلهم
ولو بعث الله ملكا لكان له صورة البشر ليستطيع التفاهم معهم ويكون فى نفوسهم نفس الشك الذى يشكونه عند تكليف البشر لينذرونهم
ولقد استهزأ الكفار بالرسل من قبلك يا محمد وكانت عاقبتهم العذاب والهلاك بسبب سخريتهم .
قل لهم انظروا ما أحل بالقرون الأولى لما كذبوا الرسل وطغوا فما كان لهم غير العقوبة والدمار بسبب تكذيبهم .
( قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ *وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *قلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ *مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ)
الله مالك السموات والأرض وما فيهما
وفرض الله على نفسه الرحمة بعباده
وأقسم أن يجمع الإنس والجن يوم القيامة الذى لا شك فيه
والخاسرون يوم القيامة هم الذين لا يصدقون بيوم القيامة به
وكل دابة فى السموات أو فى الأرض توجد ليلا أو نهارا فهى تحت قهره وتصرفه
وهو سبحانه سميع لأقوال عباده عليم بحركاتهم وسكناتهم .
قل لهم يا محمد : لا أتخذ نصيرا إلا الله لا شريك له
فهو خالق السموات والأرض ، وهو الرزاق لعباده ولا يحتاج لهم
قل لهم أمرنى الله بعبادته وحده وأن أكون أول من أسلم من هذه الأمة ولا تشرك بالله شئ آخر
قل لهم إننى أخاف أن أعصى أوامر الله فيصيبنى عذاب يوم القيامة
فمن بعد عنه عذاب يوم القيامة فقد فاز فوزا عظيما .
الآيات 17 ـ 21
( وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )
الله يملك النفع والضرر وهو المتصرف فى عباده قادر على كل شئ
وهو الذى قهر كل شئ وتواضعت له الخلائق والأشياء وتضاءلت وهى تحت تصرفه
حكيم فى أوامره وأفعاله وأقواله ، وخبير بأماكن الأشياء وأحوال العباد
اسألهم عن أعظم الأشياء شهادة
قل لهم الله يشهد بينى وبينكم يعلم ما قلتم وما فعلتم
وقل لهم أن القرآن أوحى إليك لتنذرهم وتنذر كل من بلغه هذا القرآن
أيها المشركون إنكم تدعون أن هناك آلهة غير الله
فقل لهم لا أشهد بما تدعون ، فالله واحد لا شريك له وأتبرأ من قولكم
فاليهود والنصارى يعلمون فى كتبهم وشريعتهم ذلك جيدا كما يعرفون أبناءهم فقد بشروا بقدوم محمد
إنما الذين ينكرون ذلك فقد خسروا أنفسهم وعرضوها لعذاب الله يوم القيامة
فليس هناك ظلما أكثر من أن يكذبون على الله وادعى أن الله أرسله ويكذب بآيات الله
فلا يفلح مكذب أو مفترى على الله .
الآيات 22 ـ 26
( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ *ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ *انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ *وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ *وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)
ويوم القيامة نجمع الناس كلهم للمحاسبة ونسخر من المشركين ونسألهم أين ما عبدتم من دون الله ليرفعوا عنكم العذاب اليوم
وعند فتنتنا إياهم عما أشركوا ينكرون ما فعلوا من شرك ويقولون الله ربنا ولم نشرك به شيئا
انظر يا محمد كيف كذبوا على أنفسهم وخدعوا أنفسهم لما رأوا العذاب ، وتركهم ما عبدوا فى العذاب
ومن المشركين من يسمعك ولكن قلبه مغلق عن الحق كأن فى أذنيه ما يحجب عنه السمع وعلى قلوبهم أقفال
ويجادلون فى كل دليل حق بالباطل عنادا وكبرا ويكفرون به
ثم يقولون هذه قصص القدامى ولم يعتبروا بها
وهم ينهون : وهم ينهون الناس عن اتباع الحق
وينئون عنه : ويبعدون الناس عن اتباع الحق
وبذلك الفعل فإنهم يهلكون أنفسهم بدون أن يشعروا .
( وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ )
وحين يقفون على النار ويرون ما فيها من سلاسل وأنواع العذاب يتمنون لو كانوا آمنوا ولم يكذبوا فى الدنيا
وظهر حينئذ ما كانوا يخفون من الكفر والعناد بالرغم من انكارهم
ولو أنهم عادوا للدار الدنيا سيعودون لكفرهم وكبرهم الذى نهيناهم عنه ويكذبون
قال الكفار إن الحياة الدنيا لا موعد ولا حياة بعدها ولا بعث
ولكنهم عندما يقفون بين يدى الله للمحاسبة يقول لهم أليس هذا ما كذبتم به فهو الآن حقا وليس بباطل
فيقولون : نعم يا ربنا
يقول لهم : فذوقوا اليوم وبال تكذيبكم .
الآيات 31 ـ 32
)قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ *وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)
وخاب من كذب بيوم القيامة ولقاء الله وخسر نفسه يوم القيامة حيث تأت الساعة فجأة
ويتحسرون على ما فات من عملهم فى الدنيا وهم يحملون نتائج أفعالهم السيئة على ظهورهم ، وبئس ما حملوا
فالحياة الدنيا متاع ولعب ولهو زائل ، إنما الآخرة هى الأفضل والحياة الدائمة لمن اتقى
اعقلوا واتبعوا الحق .
الآيات 33 ـ 36
)قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ *وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ *وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ *إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)
يسلى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيقول له :
نحن نعلم مدى حزنك على أنهم يكذبون ، هم لا يكذبونك أنت لشخصك وإنما هم يجحدون بفضل الله ودلائله ونعمه عليهم
وهذا حال الكفار دائما فقد كذبوا من أرسلنا من رسل من قبلك وأذوهم
وصبر الرسل على الأذى حتى جاء نصرنا لهم وللمؤمنين الذين اتبعوهم
وهذا وعد الله لا يخلف وعده ولا يستطع أحد أن يغير قدره
وقد أخبرناك من خبر المرسلين فى القرآن
فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية : وإذا كان تكذيبهم لما جئت به كبيرا وصعبا عليك فافعل المستحيل لتأت بالدلائل لهم ولن تجدى معهم
لو أراد الله أن يجمعهم على الهدى وطريق الحق لفعل
فلا تكونن من الجاهلين : فلا تكن ممن لا يعلمون ، واصبر ولا تحزن .
إنما يهدى الله الذين يستمعون للحق ويستجيبون ولا يكابرون
فإنهم سيموتون ويرجعون إلى الله ويبعثهم من بعد موتهم ليحاسبهم .
الآيات 37 ـ 39
( وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ *وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ *وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
وقال الكافرون : لو كان نزل على محمد دليل و معجزة من ربه ليصدقوه
قل لهم يا محمد إن الله قادر على أن ينزل معجزة عليكم ولكن هذا معناه أن إذا نزلت الآية ولم تؤمنوا لعجلت العقوبة لهم ولكن قضى الله أن يؤخر ذلك .
وقل لهم ليعلموا أن ملك الله عظيم ، فالطيور والدواب هى أمم مثل أمم البشر والجن ، ويرزق الله الجميع ويعلم ويحيط بالجميع ولم يفرط الله ولا ينسى أحد والجميع يجمع ويرجع إلى الله .
والكافرين فى جهلهم مثل الذى يعيش فى الظلام لا يسمع ولا يرى ولا يعقل
ومن أراد الله أن يضله عن الطريق المستقيم فهو كذلك ومن أراد أن يهديه فهو المهتدى بأمر من الله .
الآيات 40 ـ 45
( قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ *وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ *فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ *فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ *فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
إذا جاءت القيامة ، أو أصابكم عذاب من الله فإنكم لا تدعون غير الله لعلمكم أنه وحده القادر على رفع العذاب عنكم ،
إن كنتم صادقين : فهل يصح لكم أن تتخذوا معه آلهة أخرى
إنكم تدعون الله وحده وتنسون أن تدعوا من أشركتم معه فى العبادة
وقد كان أمم من قبلكم أصبناهم بالفقر والجوع والمرض حتى يدعون الله وحده وتخشع قلوبهم لذكر الله ، ولكنهم قست قلوبهم ولا خشعت وزين لهم الشيطان العناد والكبر ، فلما أعرضوا عن الله فتحنا لهم أبواب الخير والرزق والأموال والأولاد حتى ظنوا أنهم لا يقدر عليهم أحد ، أهلكناهم حتى يئسوا من كل خير .
ودمر الله الذين ظلموا
والحمد لله على تدميره إياهم إذ هم مفسدون مخربون فى الأرض .
الآيات 46 ـ 49
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ *قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ *وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ)
قل يا محمد للمكذبين لو سلب الله ما أعطاكم من بصر وسمع وعقول ، فمن يمنحها لكم من بعده ؟
انظر كيف بعد كل هذا التوضيح ومع ذلك هم مصرون على العناد والمكابرة
قل لهم لو جاءكم عذاب الله فجأة أو ظاهرا فإن الهلاك يكون للظالمين وينجوا المؤمنين
وإنما نرسل الرسل لينذروا الكفار من العذاب ويبشروا المؤمنين بالثواب والجزاء
فمن يؤمن بالله فلا خوف عليه ومن يكفر فيعذب بما كان يعمل من ظلم وإفساد .
(قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ *وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ *وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ *وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَؤُلاء مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ *وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
قل لهم يا محمد : أنا لم أقل لكم إنى ملك من السماء أو أملك الرزق ولا أعلم الغيب ، وإنما أنا بشر مثلكم يوحى إلىّ لأنذركم من عذاب الله وأبشر المؤمنين بالجنة
ولا تساوى بين من يبصر الحق فيتبعه ومن لا يبصر فهو على ضلال ومصيره إلى العذاب
تفكروا لتفرقوا بين الحق والباطل
أنذر بالقرآن يا محمد الذين يخافون الله ويخشون عذابه يوم أن يجمعهم الله للحساب ولا يكون من ينصرهم من عذاب الله ، ربما يتقون الله ويخشونه
ولا تبعد عنك الذين يخشون الله ويدعونه ليلا ونهارا رغبة مرضاته وخشية عذابه فليس عليك من محاسبتهم ولا عليهم محاسبتك ، ولو أبعدتهم عنك تكون ظالما .
ولقد اختبرنا الناس بعضهم ببعض ، فيقول البعض كيف هدى الله هؤلاء ولم يهدنا
قل لهم إن الله يعلم من يشكره ويتقيه فيهديه ويعلم الظالمين فيضلهم عن الحق .
يا محمد قل للمؤمنين قد اتخذ الله عهدا على نفسه أنه من يخطئ عن جهل ثم يتوب ويرجع إلى الله ويحسن عمله فإن الله يغفر له
فإن الله شديد المغفرة رحيم بمن تاب وآمن وعمل صالحا .
الآيات 55 ـ 59
( وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ *قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ *قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ *قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ *وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)
وهكذا نوضح للناس الدلائل ليظهر طريق المجرمين المخالفين للرسل
قل لهم يا محمد قد نهانى الله عن عبادة ما تعبدون من غير الله ، ولا أن اتبع أهواءكم ولو فعلت ذلك أكون من الضالين .
قل لهم أنا على طريق واضح من الله وليس عندى ما تستعجلون من العذاب ، وإنما يرجع ذلك كله إلى الله إن شاء عذبكم وإن شاء أجلكم لأجل يعلمه والله يقضى بينى وبينكم فهو أحسن الحاكمين .
قل لهم لو كان ما تستعجلون من عذاب بيدى لوقع بكم ما تستحقونه ولكن الله أعلم بمن ظلم
والله يعلم الغيب ( من علم الساعة وإنزال الغيث وما فى الأرحام وبأى أرض تموت النفس وماذا تكسب غدا كل نفس ) ، ويعلم الله ما فى البر وما فى البحر من أحياء وجمادات ويعلم ما يسقط من ورق النبات ويعلم كل حبة صغيرة أو كبيرة فى الظلام أو النور ويعلم كل شئ جامد أو رطب ويعلم الحركات والسكنات ، وكل ذلك عنده فى كتاب .