تخطى إلى المحتوى

تفسير سورة التغابن 2024

  • بواسطة
تفسير سورة التغابن

علينا أولا نفهم معنى

التغابن :
هو غبن الكافر والمؤمن
هى الغلبة والنقص
فهو يوم يظهر فيه غبن ( نقص ) الكافر بتركه الإيمان
وغبن ( غلبته ونقصه و خسارته) فى تقصيره فى الإحسان
وهو اسم من أسماء يوم القيامة

وقيل سمى بيوم التغابن لأن أهل الجنة يغبنون ( يغلبون وينقصون ) من شأن أهل النار
أى يقللون من شأنهم ويعتبرونهم أغبياء ناقصون حكمة وإدراك

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيات 1 ـ 4

( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ *يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )

تنزه الله عن كل عيب وجميع المخلوقات فى السموات والأرضين تسبح بحمده وهو يقدر على كل شئ ولا يقدر عليه

الله هو الذى خلق الناس ولابد من أن يكون منهم الكافر المكذب ومنهم المؤمن والله شهيد على أعمال الناس وبصير بمن يستحق الضلال ومن يستحق الهداية
خلق السموات والأرض بحكمة وتدبير وخلق الإنسان فى أحسن صورة والمرجع والمآب إليه

يعلم الله بجميع الكائنات فى السماء والأرض ويعلم السر والعلانية وما تكن الصدور

الآيات 5 ، 6
)أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ )

يخبر الله عن الأمم السابقة الذين كفروا بالله ورسله وكذبوهم فعذبهم الله بكفرهم وفى الآخرة لهم عذاب الحريق المؤلم

فقد كانت تأتيهم رسل الله بالبينات والدلائل والحجج فكانوا يتكبرون ولا يؤمنون بأن تكون رسل الله من البشر مثلهم فكذبوا فاستغنى الله عنهم والله غنى عن المعبودات حميد الصفات تحتاج له المخلوقات وهو غنى عنها

الآيات 7 ـ 10

(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ *يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (
يزعم الكافرين أن ليس هناك بعث ولا قيامة … لا ستجمعون وتخبرون بكل أعمالكم كبير وصغير وهذا سهل على الله
فآمنوا بالله وآمنوا بمحمد وآمنوا بالقرآن الذى أنزل معه فيه لكم نور وهداية فلا تخفى على الله خافية

إن الله سيجمعكم يوم القيامة الذى ويغبن فيه المؤمن والكافر
فالكافر يحاسب على نقصه إيمانه بالله
والمؤمن منقوص إحسان عمله وكلاهما فى حسرة على ما فاته .

الآيات 11 ـ 13

( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ *وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ *اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )

كل ابتلاء أو مصيبة فهى بقدر الله وعلمه من قبل أن تنزل بصاحبها
فمن آمن بالله وعلم أن ما أصابه هو من الله ورضى بذلك وصبر واحتسب فإن الله ييسر له الإيمان ويهدي قلبه ويعوضه
والله يعلم كل شئ سرا وعلانية وما فى الصدور
ويأمر الله الناس بطاعته وطاعة رسوله فيما شرع
ومن لم يفعل ما أمره فعليكم ما حملتم من السمع والطاعة … أى عليه العقاب وعلى الرسول البلاغ واضحا وعليكم التسليم لله
فالله هو الأحد الذى له حق أن تصمد وتخلص له الخلائق وتتوكل عليه

الآيات 14 ـ 18

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُم * وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ *فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ *عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

يحذر الله من التلهى بالأولاد والأزواج عن ذكر الله وطاعته
مثلا يطيع الرجل زوجته فى عدم إنفاق لفقير أو فى قطيعة رحم …أو يسرق ويرتشى من أجل نفقة ابنه … وهكذا

واعلموا أن الأبناء والأموال هى اختبار لكم ليعلم الله من يطيعه ومن يعصيه

ويوم القيامة عند الله الخير والتعويض العظيم لمن أطاعه
وبقدر استطاعتكم حاولوا طاعة الله واسمعوا لأوامره وجاهدوا أنفسكم وانفقوا مما رزقكم فمن قاوم بخله وانفق ابتغاء مرضاة الله فله أجر عظيم وهذا هو من الفلاح فى الدنيا والآخرة
( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ) : مهما تنفقوا وتحسنوا فإن الله يؤجركم عليه ولا ينقصكم شيئا بل يضاعف لكم الأجر ويغفر ذنوبكم ويتجاوز عن سيئاتكم والله يعلم الغيب وهو شهيد على أفعالكم وقوى على مجازاتكم حكيم فى أوامره .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى

    جزاكى الله خير

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.