سبب نزول السورة :
أتى عمر بن ربيعة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : حدثنى عن يوم القيامة متى يكون ؟
وكيف يكون أمرها وحالها ؟
فأخبره النبى صلى الله عليه وسلم بذلك
فقال عمر بن ربيعة : لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك يا محمد ولم أؤمن به أويجمع الله هذه العظام ؟
فأنزل الله تعالى ( أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه ……)
الآيات 1 ـ 15
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ *وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ *أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ *بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ *بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ *يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ *فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ *وَخَسَفَ الْقَمَرُ *وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ *يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ *كَلاَّ لا وَزَرَ *إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ *يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ *بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ *وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)
لا : سبقت القسم لأن يوم القيامة ينفيه الكفار
وهنا لا تنفى النفى أى تؤكد وتثبت يوم القيامة
النفس اللوامة : هى التى تلوم نفسها على أفعالها
( أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ) : هل يظن الإنسان أن الله ليس بقادر على إعادة عظامه المتفرقة
( بلى قادرين على أن نسوى بنانه ) : يؤكد الله أنه قادر على تسوية الإنسان مرة أخرى حتى أطراف أصابعه التى لا يشترك فيها اثنين
( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ) : يريد الإنسان أن يفعل ما يريد ويمضى قدما ثم يقول أتوب فيما بعد
( أيان يوم القيامة ) : ويتساءل أين يوم القيامة هذا ؟ وينكره
( برق البصر ) : حار البصر ولم يستقر من شدة الرعب
( خسف القمر ) : ذهب ضوءه
( وجمع الشمس والقمر ) : جمع بينهما واختلفت طبيعة الكون
( يقول الإنسان أين المفر ) : إنها أهوال يوم القيامة فإلى أين أهرب
( كلا لا وزر ) : لا نجاة ولا مكان للإعتصام
( إلى ربك يومئذ المستقر ) : المرجع إلى الله
ويتم إخبار الإنسان بجميع أفعاله
( بل الإنسان على نفسه بصيره ) : يشهد الإنسان على نفسه وتشهد عليه جوارحه ويديه وأرجله وسمعه وبصره
( ولو ألقى معاذيره ) : مهما جادل ليدافع عن نفسه
الآيات 16 ـ 25
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ *ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ *كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ *وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ *وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ *تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ )
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى يعانى مشقة فى متابعته ويسبقه بتحريك شفاهه مخافة من أن لا يستوعبه ويحفظه
فأنزل له الله هذه الآيات يطمئنه ويقول له : إذا جاءك الوحى فاستمع وتابعه فعلينا جمعه فى صدرك وتفسيره وتثبيته
( إن علينا جمعه ) : جمعه فى صدرك
( قرأناه ) : يتلى عليك من الملك
( قرآنه ) : على الله تيسيير قراءته
( اتبع قرآنه ) : استمع ثم قل مثله
( ثم إن علينا بيانه ) : توضيحه وتفسير أحكامه
ثم يواصل الله الحديث للناس ويقول لهم :
إن سبب تكذيبكم ليوم القيامة هو أنكم تعلقتم بنعيم الدنيا وكرهتم الآخرة
وفى الآخرة تتشكل الوجوه
منهم وجوه ناضرة مشرقة مسرورة تنظر إلى الله وتراه
ووجوه باسرة متغير لونها ، تتأكد بأن يؤدى بها إلى النار والعذاب ( تظن أن يفعل بها فاقرة ) وهؤلاء هم المكذبون
الآيات 26 ـ 40
(كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ *وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ *وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ *وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ *إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ *فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى *وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى *ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى *أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى *ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى *أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى *أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى *ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى *فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى *أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى)
ويخبر الله تعالى عن حالة الإحتضار وما عندها من صعابفيقول :
عندما تصل الروح إلى الحلقوم عند عظام الترقوة ( التراقى ) سوف تعاين أيها الإنسان ما تكذب به
عندما يحتار أهلك ويبحثون عن طبيب للعلاج أو من يرقى من المرض
وتلتقى الشدة التى أنت بها بشدة تحضير وتجهيز جسدك للدفن وشدة الملائكة فى السؤال وتجهيز الروح ( التفت الساق بالساق )
فاليوم تعود وتساق إلى ربك
والكافر لا صدق ولا دعى الله لمثل هذا اليوم
بل كذب وعاد إلى أهله يتبختر ( يتمطى ) مختالا
( أولى لك فأولى ) : تهديد ووعيد ويؤكد ذلك بالتكرار
ثم يقول : هل ظن الإنسان أنه لن يبعث ويترك بدون حساب ( سدى )
الذى خلقه من ماء المنى المهين ثم جعله نطفة ثم علقه فى بطن أمه وشكله إلى ذكر وأنثى ، قادر على إعادته مرة أخرى وهو أهون عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .