لم يعد شق البطن أو أي مكان آخر في الجسم أمرا حتميا لإزالة أحد الأعضاء الداخلية كالزائدة الدودية والمرارة، بعد أن نجحت جراحات استئصال هذه الأعضاء عبر الفتحات الطبيعية في الجسم كالفم والمهبل.
فقد خضع أكثر من ألف مريض في أوروبا والولايات المتحدة مؤخرا لما يسمى بجراحة الفتحة الطبيعية، حيث يلجأ الأطباء لاستخدام جهاز روبوت كالثعبان في الوصول للعضو المطلوب إزالته أو علاجه من خلال هذه الفتحات بدلا من قطع الجلد كما هو معروف في الجراحة التقليدية، بحسب صحيفة ‘ديلي ميل’ البريطانية.
ويقول الدكتور مايكل سودرجرين أخصائي الجراحة العامة في كلية إمبريال ترست البريطانية: ‘في ظل التقدم الحاصل في أجهزة الربوت الطبية سنكون قادرين على عمل المزيد من الجراحة المعقدة عبر الفتحات الطبيعية.. هناك العديد من التجارب تجرى حاليا حول هذا الموضوع’.
ويقول المتخصصون إن هذه التقنية تجعل المريض يقضي وقتا أقل في المستشفى وتعجل بتعافيه، فضلا عن كونها تقلل آلامه، وهو ما يجعل تنفيذ هذه الجراحة في ظل تخدير خفيف أمرا ممكنا.
ولم تحتاج أول سيدة خضعت لجراحة استئصال الزائدة من الفتحات الطبيعية لأكثر من مسكن بعد العملية لتتمكن من العودة إلى لعمل بعد يومين فقط.
وتجرى حاليا محاولات لاستئصال الطحال وأورام الغدة الكظرية وتشخيص سرطان البنكرياس باستخدام جراحة الفتحة الطبيعية.
وفي تعليقه على هذه التقنية قال الدكتور رفعت كامل -أستاذ جراحة الكبد لـmbc.net: ‘إن هذه النوع من الجراحة بدأ ينتشر بالفعل ويستطيع الطبيب من خلالها في رؤية العضو المريض والتعامل معه دون الحاجة لشق الجلد’.
لكن الدكتور رفعت أكد أن: ‘هذه التقنية لها بعض السلبيات حيث تتسبب أحيانا
في حدوث تسريب من الأعضاء التي تعرضت للجراحة الداخلية نتيجة لعدم تدبيس أو إغلاق الجرح بشكل جيد.. وقد يحدث هذا أحيانا في المعدة التي يتم ثقبها عند إزالة المرارة على عكس الجراحة التي تفتح فيها بطن المريض حيث يتحكم الطبيب في خياطة العضو جيدا’.
كما أشار الدكتور كامل إلى أن هذا النوع من الجراحات مكلف جدا، حيث قد تبلغ تكلفة الجراحة الواحدة خمسة أضعاف إجرائها بالشكل التقليدي المعروف، وهو ما يجعل تعميمها أمرا في غاية الصعوبة.
شكرا حبيبتي