حاسة اللمس مفقودة في الحياة الزوجية
اللمس حاسة مهملة بين الأزواج، ولا يلتفت كثيرون إليها بالرغم من أهميتها، وهي نوع من أنواع التواصل الغير لفظي، يعبر عن أحاسيس الإنسان الداخلية، وتنعكس على الشخص المتلقي إيجابياً.
يقول البروفسير الأمريكي خبير العلاقات الإنسانية في كتابه الرجال من المريخ والنساء من الزهرة “كتاب الأيام”: عندما يمد الرجل يده لكي يلمس أو يمسد يد المرأة فإن ذلك يستحث مشاعرها، ويفتح حواسها بشكل كبير، إن الرجل بشكل عام يحب أن يتفحص يد المرأة بيده في مرحلة الخطبة والارتباط، ولكنه يتوقف عن ذلك بعد الزواج، وهذه خسارة كبيرة.إن المرأة تحب أن تستشعر حب الرجل بهذه الطريقة، إنها لا تشعر بحبه إذا كانت رغبته في ملامستها لا تأتي إلا عن طريق ممارسة العلاقة الحميمة فقط.لمسات حنونةإذا أراد الرجل أن يشعر برغبة زوجته في ممارسة العلاقة الحميمة، فإنه في حاجة إلى أن يلمسها بطريقة حنونة أكثر من مرة فى اليوم الواحد، وعندما لا يريد الممارسة، يمكنه أن يمسك بيدها، أو يطوقها بذراعيه، يربت على كتفها وذراعيها، دون أن يلمح بممارسة العلاقة الزوجية.وأشار جراي في كتابه إلى أن لمس الزوجة فقط عند الرغبة فى ممارسة العلاقة الحميمة يشعرها أنها تستغل وأن لمسات زوجها الحانية ما هي إلا وسيلة خالية من المشاعر للوصول إلى هدفه وأن هذا التعامل أمر مسلم به.ويؤكد جراي أن المرأة تحتاج أن يلمسها الرجل بأكثر من طريقة وأكثر من مرة فى اليوم، فعندما يمسك الرجل بيد المرأة، يجب عليه أن يشعر زوجته بالدفء والاهتمام فى لمساته، وفي كثير من المرات ينسى الرجل أن يحتضن يد زوجته، وتجد المرأة نفسها ممسكة بيد باردة لا حياة فيها.عندما يحتاج الرجل أن يركز اهتمامه من ناحية أخرى، يجب عليه أن يترك يدها فحسب، إن المرأة لا تريد أن تمسك بيد الرجل طوال الوقت، إنها فقط وسيلة اتصال حنون لبضع دقائق.إن التلامس ليس مجرد طريقة عظيمة للاتصال والشعور بالدفء والقرب، لكنه أيضاً يهدئ المشاعر الثائرة فى الأوقات الصعبة، ويجعلنا نعود بمشاعر الحب الذي نكنه لبعضنا البعض.وسيلة للتعبير
تقول دكتورة فوزية الدريع الاختصاصية النفسية وخبيرة العلاقات الزوجية أن كل سنتيمتر مربع من الجلد به ثلاثة ملايين خلية: تشمل الخلايا الدهنية، عرقية، شعرية، عصبية، وإذا ركزنا على النهايات العصبية على الجلد نجدها تبلغ في الجلد كله خمسة ملايين خلية عصبية، لذلك يكون الإنسان فى حاجة إلى لمسة حنونة كمسحة على الرأس أو تربيت على الظهر، أو احتضان، تشجيع، وكلها تعبيرات حانية تتم عن طريق اللمس.وتؤكد خبيرة العلاقات الإنسانية أن التلامس الجسدي وسيلة من وسائل التعبير عن المشاعر، فيجب استغلال هذه الوسيلة بين الأزواج للتعبير عن الحب وتجديد المشاعر، والمرأة بطبيعتها تحتاج للتدليل والملامسة أكثر من الرجل.وأشارت الدكتورة فوزيه الدريع: أن اللمس يعطي شريك الحياة بالشعور بالراحة، والاطمئنان، والثقة
يزيد أحاسيس الحب، والاشتياق، كما يعد وسيلة من وسائل إزالة التوتر والخوف، والكثير من الأمراض
فهو يزيد من ضربات القلب، وبالتالي يحرق عدد كبير من السعرات، وهو أيضاً طريقة ذكية للاعتذار وحل الخلافات.مفيد لصحة المرأة
ومن خلال الدراسات تبين أن التلامس مع الزوج ينعكس إيجابياً على المرأة بشكل ملحوظ، فتصبح تجاعيدها أقل وبشرتها شابة، ودورتها الشهرية أكثر انتظاماً و قابليتها للإخصاب أقوى وقدرة تحملها لضغوط الحياة أعلى.ويؤكد خبراء الحياة الزوجية أن التلامس الجسدي ليس مقصوراً على غرفة النوم فقط بل أنه متاح في أي وقت وأي مكان مع وجود الخصوصية المناسبة للموقف، ومن أبرز طرق التلامس بين الزوجين المطلوبة يومياً:الاحتضان اليومي، وهو علاج في متناول أيدينا ونتجاهله ونقلل من أهميته، التقبيل، المسح على الرأس، اللعب بخلاصات الشعر، تربيت الظهر والكتف، تلامس اليدين ومسكها وتشابك الأصابع، لمس الوجه والرقبة
وضع الرأس على الكتف أو على الفخذ، اللمسة الحنونة، مسح دموع الزوجة، الالتصاق وقت النوم سواء بالظهر أو بالأرجل وغيره، المداعبة الشقية في كل الأوقات ، والتدليك والمساج.