قد يكون طفلك محبوباً في محيطه بسبب هدوئه وحسن تصرفه لكن الهدوء الزائد عن الحدّ والذي يتّسم بالخجل، يعدّ في حد ذاته مشكلة وبالرغم من أن الطفل الخجول هادئ ومطيع ومحبوب لانضباطه وعدم تسببه في المشاكل مع زملائه، إلاّ أنه أيضاً غير مبادر أبداً وقليل الكلام وهو من الأشخاص الذين يرتبكون إذا ما وُجّه إليهم سؤالاً، فينظر إلى الأرض ولا يرفع رأسه عنها ولا يرتاح عندما يكون برفقة الآخرين ويصعب عليه مفارقة والديه، وهنا يصبح خجله ناقوس خطر، يجب ألّا يُهمل! وعليكِ أن تدفعي طفلك للتغلب عليه، فإذا كنتِ تعانين من خجل أحد أطفالك، تعالي وتعرفي معنا على خجل الأطفال .. أسبابه وكيفية علاجه
يرجع العلماء أسباب خجل الأطفال إلى عاملين:
عامل بيولوجي يشير إلى أن طفلاً واحداً من بين كل خمسة أطفال، يولد ولديه استعداد فطريٌ لأن يكون خجولاً، فيبدي منذ طفولته المبكرة انزعاجاً عندما يكون في مكان واحد مع غرباء، وما يقارب نصف الأطفال الذين يمكن تصنيفهم ضمن هذه الفئة لا يتخلصون من خجلهم إلّا في سن السادسة أما البعض منهم فلا يتخلص من خجله إلاّ في سن المراهقة والآخر قد يحافظ على درجة ما من الخجل طوال حياته حتى مع بلوغه، ويعتبر الخجل هنا مجرد حالة مزاجية.
عاملٌ طبيعيٌ مرتبطٌ بمواقف معينة كالقلق أو الانزعاج، فهو يعتبر رد فعل طبيعي مؤقت لما يشعرون به كمرض أحد الأبويين أو انفصالهما مثلاً ويكون حل مشكلة الخجل في هذه الحالة مرتبطاً بحل المشكلة المسببه له أو بالتأقلم مع الوضع الجديد.
وفي حال تطور الخجل في شخصية الطفل فإن المسؤولية الأولى تقع على الوالدين أو المربين في المدرسة فاتصاف الطفل بالخجل الشديد والذي يراه الآخرون ضعف ثقته بنفسه وإمكانياته، ما هو إلاّ الصورة التي يكونها الطفل عن نفسه والتي تكون انعكاساً لما يراه به والده والمحيطون به.
فكيف تتعاملين مع طفلك الخجول، وكيف تعالجين خجله؟
– ادفعي طفلك للإختلاط بأشخاصٍ غرباء منذ الصغر وللتعرف على أطفالٍ جدد حتى يكتشفوا بطريقة طبيعية كيفية التعامل مع الناس داخل المجتمع، فعزل الأطفال عن الإختلاط بالغرباء يحولهم إلى أشخاص انطوائيين.
– لا تشعري طفلك بأنه خجول ولا تشيري لذلك بطريقةٍ مباشرةٍ ولا توبخيه كثيراً، لأن هذا سيزيد من مشكلته وانطوائه على نفسه وشعوره بأنه غير محبوب.
– احترمي شخصية طفلكِ وعامليه على أنه كيان مختلف فلكل طفل إيقاع معين يسير عليه في تطوير شخصيته، وانتبهي فليس كل طفل هادئ يعد خجولًا، فليس بالضرورة أن يشبه أحداً.
– أظهري لطفلك أهميته وقيمته كفرد، واثني عليه عندما يحسن التصرف ولا تسيئي معاملته في حال أساء التصرف وشجّعي نجاحاته مهما كانت صغيرة، واتركي له مجالاً من الحرية ليتخذ بعض القرارات الصغيرة واسمحي له بأن يخوض بنفسه بعض الخيارات حتى لو اخطأ، وذلك ليُراكم تجاربه الخاصة التي ستبنى عليها شخصيته.
– شجّعيه منذ سن مبكرة على التعبير عن نفسه وعلّميه قدر المستطاع كيف يوصل للناس مشاعره وأفكاره، فمناقشة الطفل ومحاورته في القضايا التي تهمه أو التي تهم الأسرة ككل هي أفضل طريقة لتنمية ذكائه وروح النقد عنده.
– لا تجبريه على أن يكون في وضع يتطلب شجاعة تفوق قدرته حتى لا يفشل ومن ثم يفقد الثقة بنفسه، فمن المهم أن تتقبلي طبيعته وتساعديه على اكتساب الوسائل التي تجعله يتغلب على خجله، فمثلاً، قبل أن تضعيه بموقفٍ جديد عليه، هيّئيه نفسياً لذلك من خلال الحديث معه وإخباره عن الأشخاص الذين سيقابلهم ومرري إليه النصائح حول طرق الاندماج وسط مجموعة من الناس .
وأخيراً، يمكنك تعليم طفلك بعض تقنيات التنفس والاسترخاء البسيطة التي تناسب عمره والتي يمكنه تنفيذها عندما يشعر بالانزعاج، ولا تنسى أن تحيطيه بحُبك ورعايتك وأن تشعريه بالاهتمام الذي يتطلّب أن تكوني صبورةً معه.
مشكورة
شكرا حبيبتى
مشكورة اختي على الفائدة
شكررررر موضوع مهم