لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ{ (6) (التكاثر)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى تفسير الايات :
{ كلا لو تعلمون علم اليقين }
أي : حقًّا لو تعلمون علم اليقين لعرفتم أنكم في ضلال ، ولكنكم لا تعلمون علم اليقين،
لأنكم غافلون لاهون في هذه الدنيا ولو علمتم علم اليقين
لعرفتم أنكم في ضلال وفي خطأ عظيم .
ثم قال تعالى :
{ لترون الجحيم . ثم لترونها عين اليقين }
{ لترون }
هذه الجملة مستقلة ليست جواب «لو» ولهذايجب على القارىءأن يقف عند قوله:
{ كلا لو تعلمون علم اليقين }
ونحن نسمع كثيراً من الأئمة يَصِلون فيقولون
{ كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }
وهذا الوصل إما غفلة منهم ونسيان ،
وإما أنهم لم يتأملوا الآية حق التأمل،
وإلا لو تأملوها حق التأمل
لوجدوا أن الوصل يفسد المعنى لأنه إذا قال
{ كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }
صار رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم ،وهذا ليس بصحيح،
لذلك يجب التنبه والتنبيه لهذا من سمع أحداًيقرأ
{ كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }
ينبه ويقول له : يا أخي هذا الوصل يوهم فسادالمعنى ،
فلا تصل وقف ،
أولاً : لأنها رأس آية ، والمشروع أن يقف الإنسان عند رأس كل آية،
وثانياً : أن الوصل يفسد المعنى «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم»
إذاً{ لترون الجحيم }
جملة مستأنفة لاصلة لها بما قبلها ، وهي جملة قسمية ، فيها قسم مقدر
والتقدير : والله لترون الجحيم ، ولهذا يقول المعربون في إعرابها : إن اللام موطئة للقسم ،
وجملة «ترون» هي جواب القسم،
والقسم محذوف والتقدير «والله لترون الجحيم»
و{الجحيم} اسم من أسماء النار …..