تخطى إلى المحتوى

دفــــــــــــــــن حيــــــــا 2024

كنت أعيش حياة بسيطة.. يعرفها كل الفقراء.. الذين يكدحون ليل نهار بحثا عن لقمة العيش.. مات أبي وأنا صغير.. تحملت المسئولية الصعبة التي اعتبرتها رسالة لا أملك التخلي عنها للانفاق علي أمي وأخوتي البنات …الثلاثة.. عملت قهوجيا في مقهي قريب من اقامتي بمنزل متواضع بحي منشية ناصر بالقاهرة.. جرت بي السنون وفكرت في الارتباط بفتاة طيبة تحبني وتشاركني رحلة الحياة.. وبالفعل قابلتها وشرحت لها ظروفي.. تمت خطبتنا.. كنت أحلم بيوم زفافنا في أقرب وقت.. كنت أدخر كل مليم من ثمرة عملي ليساعدني علي تحقيق حلمي الوردي.. كل أهل المنطقة يحبونني وتربطني بهم صلات طيبة.. ولم يكن هناك أي شيء يعكر صفو الحياة من حولي حتي جاءت هذه الليلة التي لم أكن أتوقعها!

ويكمل حسين حكايته قائلا:
_ تقريبا يوم 5 مارس عام ..2019 استسلمت للنوم بعد انتصاف الليل والانتهاء من عملي في المقهي.. لم أدر بأي شيء حولي.. في الصباح تنبه بعض الجيران لتأخري في النوم حتي صلاة الظهر علي غير عادتي.. طرقوا بابي.. حاولوا ايقاظي بشتي الطرق حتي انهم سكبوا علي وجهي مياه باردة.. لكن لم يتحرك لي ساكن.. حملوني بسرعة الي مستشفي أحمد ماهر التعليمي.. اجري الاطباء فحوصا طبية شاملة. ثم نصحوا ببقائي عدة ساعات ربما افيق من الغيبوبة.. بعدها أعلن الاطباء نبأ وفاتي لكل المرافقين لي.. وهنا بدأوا اتخاذ اجراءات دفن الجثة العادية.. غسلوني ثم كفنوني وشيعوا جنازتي حتي وصلنا الي مقابر الخفير.. ودفنوني.. ثم تركوني وحدي داخل القبر.. وتقبلوا في العزاء.. مر يومان كاملان وأنا جثة هامدة داخل القبر المظلم.. لا همس.. لا حركة.. لا أثر للحياة.. بعدها بدأت أعود للحياة.. أحس بجسدي.. وجدت نفسي في ظلام حالك.. نزعت القطن من اذني وأنفي فاشتممت رائحة كريهة جدا.. تملكني شعور بالخوف لا يمكن أن تصفه الكلمات.. تخلصت من الكفن.. زحفت في الظلام فاصطدمت قدمي بجسم صلب سبب لي ألما شديدا.. صرخت صرخات شديدة كانت تهز أركان القبر وأنا أصيح:
الحقوني.. أنا عايش.. طلعوني من هنا’!
ظللت أصرخ في الظلام لمدة يومين كاملين.. طبعا لم اتناول خلالهما أي أكل أو شرب وأنا حبيس القبر.. كان كل همي أن يسمعني أحد ويخرجني الي النور والحياة.. كنت في غاية الدهشة.. اسأل نفسي ألف سؤال.. من الذي جاء بي الي هنا؟ وماذا حدث؟ وكيف تحولت الي ميت؟ لكن لا وقت للبحث عن اجابة.. المهم أن اخرج من هنا.. ظللت أواصل صرخاتي حتي جاءني الامل من خلال أشخاص يرفعون غطاء بوابة القبر..
نزل التربي إليٌ.. هالة المشهد رغم أنه يعيش في هذه المهنة منذ 30 سنة.. اخرجني من القبر وهو يرتعد.. وما أن خرجنا حتي سقط الرجل مغشيا عليه.. وتبين أنه فارق الحياة من الصدمة!

العودة للحياة!

_ بعد ذلك وجدت نفسي أقف وسط المقابر كما ولدتني أمي.. جسدي كله يرتعد.. شعر رأسي يقف رغما عني.. انعقد لساني فلم يعد ينطق كلمة واحدة.. ساعدتني سيدة تصادف مرورها من المكان واوقفت لي تاكسي وصلني لمستشفي أحمد ماهر التعليمي.. وهناك عرف الاطباء حكايتي.. في البداية أصيبوا بالدهشة.. معظمهم كان يخشي الاقتراب مني.. لكنهم أدوا واجبهم بفحصي.. وتبين انني اعاني من قرحة في ساقي شديدة تتطلب علاج وعمليات تجميل وفترة علاج طويل تحت الرعاية.
وأصبحت ضيفا علي المستشفي لأكثر من عام.. كنت خلالها أحظي بشفقة وعطف كل من يعرف حكايتي لكني ظللت لمدة ثلاثة أشهر كاملة لا أتكلم ولا اتناول أي طعام.. المحاليل كانت البديل الذي اختاره الاطباء.. وبعد هذه المدة.. تحولت الي بقايا انسان.. كل معالمي تغيرت.. وجهي.. جسدي.. شعر رأسي.. كأنني كهل في الثمانين من عمره!

عودته الى اهله….!!
_ في البداية ظلوا فترة طويلة مندهشين.. يخشون الاقتراب مني لكن بعد أن تأكدوا من أن ما حدث كان أمر الله وهو قادر علي كل شيء سبحانه وتعالي بدأوا يتعاملون مع الموقف بشكل عادي.
* وماذا تعمل الآن؟
_ _ عاطل.. لا أعمل.. لأن صحتي لا تساعدني علي ذلك.. لا استطيع الوقوف علي قدمي أكثر من دقائق قليلة لاصابتي بقرحة شديدة في ساقي وحتي أعود لطبيعتي لابد من اجراء عمليات تجميل وعلاج متكامل وأنا لا املك المال الذي يساعدني علي تحقيق ذلك!
* وبماذا فسر الاطباء عودتك للحياة؟
_ قالوا انني كنت ميتا اكلينيكيا لكن الغيبوبة طالت فظنوا انني توفيت وفاة طبيعية كاملة.
* وخطيبتك ماذا فعلت معك؟
_ للأسف .. تركتني واختفت.. ثم ظهرت بعد فترة طويلة ترسل لي.. لكن قلبي رفضها بعد أن تخلت عني
* وكيف تعيش الآن؟
_ أعيش داخل غرفة متواضعة بمنزل قديم بحي الدويقة يدفع لي ايجارها بعض أولاد الحلال ويطعمونني أيضا.
* وهل افقت من هذه التجربة؟
_ في الحقيقة لا.. فمثلا لا استطيع النوم في الظلام.. اذا حدث تنتابني حالة هياج غير عادية تدفعني لقتل أي شخص يمكن أن يقابلني .. كذلك شعر رأسي اذا حلقته كاملا.. ينمو بسرعة رهيبة خلال يوم واحد!.. واذني أحيانا تنتفض وترتعش!
وبعدها يكمل……

_ يمسح دموعه ويقول بصوت مخنوق:
ما حدث لي شيء غريب بالفعل.. لا يمكن أن يتحمله البشر.. وإذا تعرض له أي انسان غيري لتعرض لنفس ما تعرضت له بالفعل.. الآن أنا لا أملك سكن.. ولا مصدر رزق اعيش من دخله بدلا من أن انتظر المساعدة من الناس.. اتمني أن يصدر وزير الصحة قرارا انسانيا بعلاجي بمستشفي كبير علي نفقة الدولة.. وأتمني أن أؤدي فريضة الحج وزيارة قبر الرسول الكريم.. صلي الله عليه وآله وسلم أرجوكم ساعدوني علي تحقيق هذه الامنيات.. فربما تكون وصية انسان عاش تجربة الموت.. ومازال يعيش الآن ميت حي!

الونشريس

قصه جميلة..الونشريس
ربنا معاه..
بس غريبة موته و حياته من جديد..
شو السبب؟

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

لا حول ولا قوة الا بالله

يارب يشفية ويعافيه

لا حول ولا قوة الا بالله
قصة غريبة جدا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.