وبعودتنا لموقع التواصل الاجتماعي الشهير (الفيسبوك) نجد أن 6000 عضو من المجموعات يتبادلون الحديث يوميا عن خوفهم من الثُّقوب (la peur des trous)!
ولتقييم هذا النوع من الرُّهاب ودراسته، قامت مجموعة من الباحثين من جامعة إسيكس (University of Essex) البريطانية بتقديم شريط مصوَّر يُظهر أنواعا مختلفة من الثُّقوب، منها ما يثير اشمئزاز النفس، وتمثَّلت العيِّنة المدروسة في مائات الأشخاص من الجنسين، وكانت النتيجة أنْ سُجِّل رد فعل يوحي بالتريبوفوبيا لدى 11٪ من الرجال، و18٪ من النساء، من ضمن المجموعة التي شاهدت الشريط.
والملاحظ أن رد فعل هؤلاء شمل رؤيتهم للثُّقوب بوجه عام حتى ما وجد في رغوة غاسول الشعر أو داخل قطع الشكولاتة، فإنه يثير فيهم عدم الارتياح!
ولكن من أين يأتي رُهاب الثُّقوب؟
أحد أعضاء فريق الباحثين وبعد ملاحظته لصورة الأخطبوط الأزرق الحلقي بما يبدو عليه من حلقات شبيهة بالثقوب – والذي يعدُّ من أنواع رأسيات القدم السامَّة – دفع بزملائه في فريق العمل للبحث والتقصِّي الذي شمل وبشكل موسَّع هذا النوع من الحيوانات السامَّة على شاكلة الأفاعي والعناكب، فوجدوا أن هذه الكائنات تعطي انطباعا للرائي بوجود أشكال بصرية مشابهة للثُّقوب على شكل دوائر أو شرائط لها حواف مثل حواف الثُّقوب، ومن ثمة خرج هؤلاء الباحثين بفرضية مثيرة للاهتمام مفادها:
رُهاب الثُّقوب هو رد فعل يدل على الخوف والهروب التلقائي حيال رؤيتنا للحيوانات السامَّة، إذْ يخيَّل لنظامنا البصري أننا أمام أخطبوط أزرق ونحن نرى زهرة اللوتس أو حتى قطعة جبن من النوع المثقَّب!
زهرة اللوتس هي الموضَّحة في الصورة أعلى، وصورة والأخطبوط الأزرق الحلقي هي الموضَّحة في الأسفل – حسب ما أورده كاتب المقال:
موش عارفة كل مابشوف منظر الثقوب جسمي بيقشعر بطريقة رهيبة
حاجة غريبة جدا