الفصل الأول
تزاحمت أربع رؤوس تريد النظر إلى شاشة الحاسوب، كانت صفحة السكايب مفتوحة و منى تضرب بأصابعها بخفة على لوحة المفاتيح و هي تطلب الهدوء من صديقاتها
منى: انظرن الآن إلى ما سيحدث ههههه
جحضت الأعين و هي تراقب الفتى النحيف الذي اقترب وجهه من عين الكاميرا حتى بدا أنفه مهولا يبتلع ملامحه كلها، قرأ الفتى ما كتبته منى ثم سبل عينيه في هيام و بدأ يغني:
"أهواك و اتمنى لو أنساك أنسى روحي وياك"
انطلقت قهقهة البنات في الغرفة حتى سالت دموعهن و إحداهن تحاكي حركة العزف على الكمان لتماشي النشاز المنبعث من الشاشة بينما الثانية تقلد حركات البيانو و الأخيرة تعزف على مزمار خيالي و ضحكاتهن الهستيرية تأبى الإنقطاع، أشارت منى بيديها تطلب الصمت من جديد و قالت محاكية مقدمات البرامج التافهة في جل القنوات الفضائية و وضعت قبضتها أمام فمها محاكية المكروفون و قالت بصوت مدلل:
منى: كانت هذه أول قطعة من برنامجكم ما يطلبه المشاهدون، ننتظر طلباتكم التي سنعمل على تحقيقها
وضعت قبضتها أمام وجه إحدى صديقاتها التي تابعت اللعبة المرتجلة بسرعة و قالت
إيمان: أريد أغنية شعبية راقصة
منى: طلبات مشاهدينا أوامر
انطلقت ضحكتها تعم الغرفة من جديد و هي تضرب على أزرار الحاسوب و عيون البنات تراقبها بضحكات مكتومة، قرأ الفتى ما كتبته له فقام من مكانه و بدأ يرقص كالإوز و يدندن لحنا شعبيا كاد يزهق أرواح البنات من الضحك.
انفتح باب الغرفة فجأة فأخذت كل فتاة مجلسا لها أمام الحاسوب سريعا و غيرت منى الصفحة لتظهر خريطة شمال إفريقيا، دخلت والدتها إلى الغرفة و نظرت إلى الشاشة و خاطبت البنات:
الأم: هل يستعصي عليكن شيء في الدراسة يا بنات؟
كانت والدة منى في أواخر الثلاثين تعمل في المدرسة الثانوية التي يدرسن فيها كمدرسة لمادة اللغة الفرنسية، نظرت إليها الفتيات في براءة و هززن رؤوسهن نفيا و تكلمت إحداهن:
أحلام: لا يا خالتي، الحاسوب يفي بالغرض ففيه كل ما قد نحتاج إليه
ابتسمت والدة منى في اقتناع و نظرت إليهن في حنان:
الأم: أحمد الله لأنكن مثابرات و مجتهدات، بارك الله فيكن يا بنات، هيا اتركن الدراسة الآن و اخرجن لتناول الشاي
خرجت الأم من الغرفة و بدأت ضحكات البنات الخافتة تنتشر في الغرفة من جديد و عادت منى تظهر صفحة السكايب، و ظهر وجه الفتى المطيع الذي أغرق الصفحة بالرؤوس الصغيرة المبتسمة و بالقلوب الحمراء و الشفاه؛ نظرت منى إلى صديقاتها في خبث و قالت:
منى: ما رأيكن في الإنتقال الآن إلى المرحلة الحاسمة؟؟
ابتسمت أحلام و إيمان بينما ترددت هبة
هبة: منى يكفي ما قمت به إلي الآن، اتركي الفتى و شأنه
مني: انظرن من يتكلم، ألست أكثرنا استمتاعا؟ ألم تعزفي لنا المزمار منذ لحظات؟
هبة: نعم ضحكت و تسليت لكن هذا لا يعني أن تتمادي، فمن يدرينا أن الفتى يملك المال؟
منى: إذا كان لا يملكه فلا حاجة لنا به
هزت منى كتفيها في استهتار و عادت تضرب أزرار حاسوبها في مهارة انتظرت رد فعل الفتى، بدا التردد على ملامحه في أول الأمر ثم ذابت عيناه في هيام من جديد و جاءت إجابته تقطع أي شك كان لديهن في حبه المجنون لمنى التي تعالت ضحكتها و هي تقرأ رده
منى: أرأيت؟ إنه يملك المال، و سيبعث لي مبلغا لا بأس به غدا، لكن الأزمة هو الإسم، فأنا بالنسبة إلى هذا الأحمق "همس الليل" و لست أريد إعطاءه اسمي الحقيقي
بدأت كل واحدة تفكر في حل لهذه المشكلة، عندما صرخت إيمان في انتصار:
إمان : وجدتها، تريدين اسما و بطاقة قومية لشخص ما تتسلمين باسمه المال؟؟
أومأت منى برأسها إيجابا فاستطردت إيمان تشرح لهم فكرتها التي جعلتهن يشهقن ذعرا….
حلوة اوي ياايفين
منتظرين التكمله بجد مشوقه و كمان تحكي حال البنات و عمايلهم عالنت
ان شاء الله تعالى
شكرا للمرور
شكرا للمرور
رووووووووععععة
شكراااااا للردود العطرة