و عائلته الوحشية خلال 25 سنة ألتهموا ما يقارب الألف شخص
سوني بين و عائلته الوحشية قصة سوني بين و عائلته المتوحشة من القصص المشهورة في اسكتلندا و هي تدور حول عائلة اختفت في احد الكهوف على الشاطيء الاسكتلندي لمدة ربع قرن كان مصدر عيشها الوحيد هو اللحوم البشرية للمسافرين البائسين الذين كانوا يمرون بتلك المنطقة فتختطفهم العائلة و تلتهمهم , و على الرغم من ان البعض يشكك في حدوث قصة سوني بين الا ان هناك البعض الاخر ممن يؤكد حدوثها و في كل الاحوال اقدم اليكم القصة الكاملة للعائلة المتوحشة
خلال 25 سنة ألتهموا ما يقارب الألف شخص
ولد سوني بين (Sawney Bean) في الريف الاسكتلندي على بعد عدة اميال الى الشرق من مدينة ادنبره في زمن الملك جيمس الاول ملك اسكتلندا, كان ابوه يعمل في تسييج المزارع و قد انشأ ابنه لكي يستمر في نفس مهنته, ففي شبابه كان سوني بين يحصل على لقمة الخبز عن طريق عمله مع والده و لكنه كان ميالا الى الكسل و الراحة لذلك لم يبال لتطوير عمله و الاستمرار به و قد ترك ابيه و امه و فر الى منطقة ريفية بعيدة مع أمراة لا تقل عنه في الرداءة و الخسة. هذا الاثنان سكنا في في احد الكهوف قبالة شاطيء الريف في غالواي, حيث عاشا هناك لخمسة و عشرين سنة من دون الذهاب الى اي قرية او مدينة او الاحتكاك و الاتصال بالناس.
و مع مرور الزمن اصبح لديهما الكثير من الاولاد و الاحفاد الذين ربوهما على نفس طريقتهما بالأنعزال عن الناس و عدم الاتصال بأي بشر و قد عاشوا كل هذه السنين عن طريق خطف البشر و كانوا من القسوة بحيث انهما لم يتركا اي انسان اختطفوه من دون قتله.
بواسطة هذه الطريقة الدموية و عدم الاحتكاك بالناس فقد استمروا لمدة طويلة من دون ان يكتشفهم او يراهم احد و لم يستطع اي شخص ان يفهم لماذا يختفي بعض الناس عند مرورهم بالمنطقة التي تسكنها عائلة سوني بين.
فما ان تختطف العائلة الشريرة اي شخص او امرأة او طفل حتى ينقلوه الى كهفهم و هناك يقومون بتقطيعه و التهامه و في الليل يقومون برمي اكف و اقدام و بقايا ضحاياهم البائسين في البحر و في منطقة تكون بعيدة عن كهفهم حتى لا يجلبوا الشكوك اليهم و كانت هذه البقايا البشرية تنتقل مع المياه الى شواطيء مختلفة من البلاد فتثير الرعب و الحيرة في قلوب الناس.
ان العدد الكبير للأشخاص الذين يختفون في المنطقة التي يعيش بها سوني بين و عائلته بدأت تثير الشكوك في قلوب الناس لذلك بدؤا بأرسال الجواسيس و العسس الى تلك المنطقة عسى ان يكتشفوا شيئا و لكن بعض هؤلاء لم يعودوا ابدا و اختفت اثارهم نهائيا بينما من كانوا محظوظين و لم يقعوا فريسة العائلة المتوحشة فأنهم لم يروا اي شيء يثير الشبهات.
بدأت الشكوك تحوم حول اصحاب الفنادق و النزل في تلك المناطق لأن الكثير ممن اختفوا في تلك الانحاء كانوا قد باتوا ليلتهم الاخيرة في احد هذه النزل, و قد القي القبض على بعض اصحاب النزل و جرى التحقيق معهم و تعذيبهم للحصول على اعترافات و تم اعدام بعضهم مما جعل البقية الباقية يقفلون نزلهم و فنادقهم و يتركون المنطقة خوفا من ان يلاقوا نفس المصير.
استمرت هذه الجرائم البشعة و نشرت الرعب و الخوف في المملكة و قد تم القاء القبض و اعدام الكثير من الناس الابرياء الذين كان يشتبه بهم. و لكن رغم كل ذلك فأن مسلسل اختفاء الاشخاص و ظهور الاطراف البشرية على الشواطيء استمر مما دفع الكثير من الناس الى هجر هذه المنطقة و الانتقال الى مناطق اخرى اكثر امنا.
في هذه الاثناء فأن عائلة سوني بين كانت تكبر و يزداد عدد الابناء و الاحفاد عن طريق زواج الاخوة بأخواتهم و كان جميع من في العائلة يشاركون في اعمال القتل الوحشية و كانوا حذرين جدا لئلا يتم اكتشافهم فكانوا يقتنصون المسافرين الوحيدين و القليلي العدد و يحرصون اشد الحرص ان لا يفلت منهم اي شخص سواء كان راجلا ام ممتطيا صهوة جواده, كانوا يحيطون بضحاياهم من كل جانب و يحصروهم في دائرة يستحيل الافلات او الهرب منها. و كان كهفهم الذي يعيشون به لا يبعد سوى امتار قليلة عن شاطيء البحر و تغطيه الاشجار و كانت المياه تدخل الى مسافة كبيرة داخل الكهف مع المد و تغمر مدخل الكهف لذلك فأن احدا من فرق التفتيش و البحث التي كانت ترسلها الدولة لم يشك بأن يعيش احد في هذا الكهف الموحش و المظلم. ان عدد ضحايا هذه العائلة الشريرة لم يعرف ابدا و لكن على العموم يمكن التخمين بأنهم قتلوا على الاقل الف شخص من الرجال و النساء و الاطفال في مدة الخمس و العشرين سنة التي عاشوها في الكهف و استمر هذا حتى اتى اليوم الذي تمكن احد ضحاياهم من الافلات منهم.
ففي احد الايام كان احد الرجال عائدا الى بيته مع زوجته و هو يمتطي حصانه و فجأة احاط به شياطين عائلة سوني بين من كل الاتجاهات و لكن الرجل قاومهم بشدة و استطاع جرح عدد كبير منهم بواسطة مسدسه و سيفه و في هذه الاثناء سقطت زوجته المسكينة من على الحصان فأحاط بها المتوحشون و قامت احدى فتيات العائلة الشريرة بقطع حنجرتها فورا و قام الاخرون بنزع ثيابها و اخراج احشائها و تقطيعها مما جعل زوجها يستميت في مقاومة العائلة المتوحشة لأنه كان متأكدا بأنه سيلاقي نفس المصير و استطاع بعد جهد كبير من الافلات بين اشجار الغابة و هو يرى خلفه عشرين الى ثلاثين من عائلة سوني بين المتوحشة و هم يسحلون جثة زوجته المسكينة الى كهفهم ليلتهموها. و هكذا فأن هذا الرجل الذي كان اول شخص يستطيع الافلات من العائلة المتوحشة قام بأخبار جميع الناس بما حصل له مما اثار دهشتهم و خوفهم و اخذوه الى كلاسكو العاصمة ليخبروا الحكومة حيث ارسل فورا الى بلاط الملك ليروي قصته المرعبة.
خلال ثلاثة الى اربعة ايام تم تجهيز حملة كبيرة تحت قيادة الملك بنفسه مع مئات الرجال الذين توجهوا من العاصمة للبحث عن العائلة المتوحشة , و الرجل الوحيد الذي افلت من يد عائلة سوني بين هو دليلهم و قد قرروا ان لا يتركوا حجرا الا بحثوا تحته و لا شجرة الا و نظروا خلفها , جالبين معهم بنفس الوقت عددا كبيرا من كلاب الصيد المدربة لكي تساعدهم في عملية البحث.
أستمرت عملية البحث مدة طويلة من دون ان يجدوا اي اثر او دليل يقود الى سوني بين و عائلته و رغم انهم مروا بالقرب من الكهف الذي يسكنه الا انه لم يثر شكوكهم و استمر البحث على الشاطيء بدون جدوى و لكن عندما نزل المد و انكشفت المياه عن مدخل الكهف دخلت عدد من الكلاب الى داخله و احدثوا ضجة كبيرة بالنباح مما اثار فضول الملك الذي عاد هو و رجاله و توقفوا عند مدخل الكهف , لم يتصور احد بأن بأمكان اي شخص العيش في مثل هذا الكهف المظلم و الموحش و لكن مع هذا لم تتوقف ضجة الكلاب بل ازدادت كلما توغلت اكثر داخل الكهف و لم تفلح كل المحاولات لأعادتها مما اثار شك الملك فأمر عدد كبير من الرجال بأن يدخلوا الكهف. دلج رجال الملك الى داخل الكهف و توغلوا فيه حتى وصلوا الى المكان المرعب الذي يأوي وحوش عائلة سوني بين.
لقد شاهد رجال الملك داخل الكهف ما لا يمكن لعقل ان يتخيله , ارجل , ايدي , رؤوس بشرية , اكف لرجال و نساء و اطفال معلقة على شكل صفوف كالحم المجفف , كمية كبيرة من العظام البشرية غطت الارضية , كمية من العملات النقدية , ذهب , فضة , اوراق نقدية مكدسة فوق بعضها البعض , مع ساعات , خواتم , سيوف , مسدسات و كمية كبيرة جدا من الملابس و أشياء اخرى كانت العائلة المتوحشة قد جمعتها من ضحاياها البائسين.
كانت عائلة سوني بين المتوحشة تتكون عند القاء القبض عليها بالأضافة اليه و زوجته الشريرة من ثمانية اولاد و ست بنات و ثمانية عشر حفيد و اربعة عشر حفيدة و الذين كانوا جميعم نتيجة لزواج المحارم بين الاخوة و الاخوات.
تم القاء القبض على جميع افراد العائلة الشريرة و تم أحراق جميع البقايا البشرية التي وجدت في الكهف كما جمع رجال الملك جميع الاشياء التي وجدوها من نقود و ملابس , و تحرك ركب الملك عائدا الى العاصمة و هو يخترق القرى و المدن حيث تجمع الالاف الناس ليلقوا نظرة على افراد عائلة سوني بين الملعونة.
عند وصول الملك الى العاصمة لم يطالب اي شخص بمحاكمة العائلة لأنها لا تستحق سوى مصير واحد هو الموت بدون رحمة كما كانت تفعل مع ضحاياها الابرياء.
بالنسبة لسوني بين و بقية افراد العائلة من الرجال فقد قاموا بقطع ايديهم و ارجلهم و تركوهم ينزفون حتى الموت لعدة ساعات , اما بالنسبة للنساء , الزوجة الشريرة و بناتها و الحفيدات فقد جعلوهن يشاهدن قتل رجالهن ثم جمعن كلهن و احرقن في ثلاثة نيران منفصلة , و حتى الى اخر لحظة من حياتهم لم يبدي اي شخص من عائلة سوني بين اي علامة من علامات الندم بل كانت صيحاتهم تقارب عنان السماء مع ارواحهم