نزل برما من التاكسي أمام محل الكاسيت في الميعاد الذي اتفقنا عليه، نظر إلى أفيش ألبوم تامر حسني الجديد «اللي جي أحلى»، دقق النظر إليه ثم قال «طبعا أحلى.. هو فيه أوحش من اللي فات؟».
تحركنا باتجاه المقهى وعندما هممنا بالجلوس عليه طلب مني أن نغادر المكان فسألته عن السبب فقال: شفت واحد ما بحبوش، لأنه يدير علاقته بالله على مزاجه مثل كثيرين، هذا الشخص ظل يدعو الله أن يرزقه بـ«موتوسيكل» وعندما شعر أن الله لا يستجيب له لم يقنط فسرق موتوسيكلا وأخذ يدعو الله أن يسامحه، قلت له: الدنيا مليانة بلاوي فقال: الدنيا جميلة، يجب علينا فقط أن نفهم شكلها الهندسي، فهناك من يراها كدائرة وهو شخص يشعر بالملل وينتهي دائما حيثما بدأ، وهناك من يراها كمربع وهو شخص يرى ما تلتقطه عيناه فقط ولا يمتلك أي خيال، سألته كيف يرى الحياة فقال: الحياة مكعب له عدة أوجه عندما تراها جميعا ستصل إلى الحكمة وسترى الأمور على حقيقتها، ساعتها لن تقع في فخ سطحية التفسير.. مثلا إذا تأملت الزحام على المحلات قبل العيد بيومين ستعتقد أن الناس كلها تعيش في رخاء وأنهم يمتلكون ما يمنحهم جميعا القدرة على شراء ملابس العيد، لكن الحقيقة أن الناس تعيش في فقر مدقع لدرجة أن العائلة بكاملها تنزل من منزلها (الأب والأم والطفل والحماة والخال والعم) فقط لكي يتقاسموا بهجة شراء شبشب العيد الصيني للطفل، الفقر يقسو عليهم لدرجة أنهم لا يمتلكون سبيلا للبهجة إلا باقتسامها مع طفل فرحان بالشبشب الجديد.
جلسنا على مقهى آخر فطلب برما شايا بالنعناع البلدي ثم قال: عندما ترى الحياة مكعبا ستعرف الطريق إلى الحكمة، وأفضل ما في الحكمة أنها ستقيك شر الحوار مع أحمق، ما لم تكن حكيما سيستدرجك الأحمق إلى طريقة لعبه.. وإذا استدرجك إلى طريقة لعبه سيهزمك بفارق الخبرة.
قلت له: كلمني أكثر عن مزايا الحكمة، فقال: الحكمة تجعلك متيقظا في مجتمع يفضل النوم عملا بقاعدة يؤمن بها تقول: «النايم في ذمة الصاحي» الحكمة تجعلك قويا لا بمنطق شيخ العرب فان دام، لكن بمنطق أن «الخشب اللين ما بينكسرش»، الحكمة تجعلك قادرا على التعامل يوميا مع ناس، بعد كل هذه الفضائيات، ما زلت تطلب منهم أن «يوطوا التليفزيون» عند الاتصال بأحد البرامج على الهواء، الحكمة تجعلك مؤمنا بقاعدة أن الهجوم الجيد يبدأ بخطوة إلى الخلف.. إنها استراتيجية الانتصار، الحكمة تحميك من أن تكون شخصا معقدا ومنبوذا فهي تجعلك في أعين الجميع شخصا بسيطا بساطة واحد بيسأل: «الساعة كام؟».. التعقيد شيء مقيت ويخبئ خلفه فراغا هائلا، الحكمة تجعلك قادرا على تفادي الشخص اللزج الذي يظهر لك في كل مكان قائلا: «خد نصيحتي» ..هل تعرف لماذا يطلب منك أن تأخذ منه نصيحته؟ سألته: لماذا؟ فقال: لأنه ما بيستخدمهاش.
قلت له كلامك يا برما يؤهلك بجدارة لأن تكون ضيفا في أحد برامج التوك شو، أخذ رشفة من الشاي ثم قال: أهي برامج التوك شو دي حاجة غريبة جدا.. في بداية الحلقة يظهر المذيع ليقول لك «مساء الخير» ثم يظل لمدة ثلاث ساعات كاملة يحاول إقناعك بأنها جملة كاذبة وأنه لا مساء الخير ولا حاجة. قلت لبرما لكن هناك مذيعون في غاية المهنية والاحتراف، فقال: من الحكمة أيضا أن لا تثق بأحد ثقة كاملة.. مبارك أكل دماغنا بالضربة الجوية وفي الآخر وصل الغاز لإسرائيل.. طب كنت بتضربهم ليه من الأول؟!
أعجبني منطق برما فقلت له: برما.. أنا متفق معاك في كل ما قلته، فنظر إلي بنصف ابتسامة ثم قال: الحكمة أيضا تجعلك لا تفرط في الفرحة باتفاقك مع من تحاوره فمن الوارد إنكو إنتو الاتنين تكونوا بهايم!
تحركنا باتجاه المقهى وعندما هممنا بالجلوس عليه طلب مني أن نغادر المكان فسألته عن السبب فقال: شفت واحد ما بحبوش، لأنه يدير علاقته بالله على مزاجه مثل كثيرين، هذا الشخص ظل يدعو الله أن يرزقه بـ«موتوسيكل» وعندما شعر أن الله لا يستجيب له لم يقنط فسرق موتوسيكلا وأخذ يدعو الله أن يسامحه، قلت له: الدنيا مليانة بلاوي فقال: الدنيا جميلة، يجب علينا فقط أن نفهم شكلها الهندسي، فهناك من يراها كدائرة وهو شخص يشعر بالملل وينتهي دائما حيثما بدأ، وهناك من يراها كمربع وهو شخص يرى ما تلتقطه عيناه فقط ولا يمتلك أي خيال، سألته كيف يرى الحياة فقال: الحياة مكعب له عدة أوجه عندما تراها جميعا ستصل إلى الحكمة وسترى الأمور على حقيقتها، ساعتها لن تقع في فخ سطحية التفسير.. مثلا إذا تأملت الزحام على المحلات قبل العيد بيومين ستعتقد أن الناس كلها تعيش في رخاء وأنهم يمتلكون ما يمنحهم جميعا القدرة على شراء ملابس العيد، لكن الحقيقة أن الناس تعيش في فقر مدقع لدرجة أن العائلة بكاملها تنزل من منزلها (الأب والأم والطفل والحماة والخال والعم) فقط لكي يتقاسموا بهجة شراء شبشب العيد الصيني للطفل، الفقر يقسو عليهم لدرجة أنهم لا يمتلكون سبيلا للبهجة إلا باقتسامها مع طفل فرحان بالشبشب الجديد.
جلسنا على مقهى آخر فطلب برما شايا بالنعناع البلدي ثم قال: عندما ترى الحياة مكعبا ستعرف الطريق إلى الحكمة، وأفضل ما في الحكمة أنها ستقيك شر الحوار مع أحمق، ما لم تكن حكيما سيستدرجك الأحمق إلى طريقة لعبه.. وإذا استدرجك إلى طريقة لعبه سيهزمك بفارق الخبرة.
قلت له: كلمني أكثر عن مزايا الحكمة، فقال: الحكمة تجعلك متيقظا في مجتمع يفضل النوم عملا بقاعدة يؤمن بها تقول: «النايم في ذمة الصاحي» الحكمة تجعلك قويا لا بمنطق شيخ العرب فان دام، لكن بمنطق أن «الخشب اللين ما بينكسرش»، الحكمة تجعلك قادرا على التعامل يوميا مع ناس، بعد كل هذه الفضائيات، ما زلت تطلب منهم أن «يوطوا التليفزيون» عند الاتصال بأحد البرامج على الهواء، الحكمة تجعلك مؤمنا بقاعدة أن الهجوم الجيد يبدأ بخطوة إلى الخلف.. إنها استراتيجية الانتصار، الحكمة تحميك من أن تكون شخصا معقدا ومنبوذا فهي تجعلك في أعين الجميع شخصا بسيطا بساطة واحد بيسأل: «الساعة كام؟».. التعقيد شيء مقيت ويخبئ خلفه فراغا هائلا، الحكمة تجعلك قادرا على تفادي الشخص اللزج الذي يظهر لك في كل مكان قائلا: «خد نصيحتي» ..هل تعرف لماذا يطلب منك أن تأخذ منه نصيحته؟ سألته: لماذا؟ فقال: لأنه ما بيستخدمهاش.
قلت له كلامك يا برما يؤهلك بجدارة لأن تكون ضيفا في أحد برامج التوك شو، أخذ رشفة من الشاي ثم قال: أهي برامج التوك شو دي حاجة غريبة جدا.. في بداية الحلقة يظهر المذيع ليقول لك «مساء الخير» ثم يظل لمدة ثلاث ساعات كاملة يحاول إقناعك بأنها جملة كاذبة وأنه لا مساء الخير ولا حاجة. قلت لبرما لكن هناك مذيعون في غاية المهنية والاحتراف، فقال: من الحكمة أيضا أن لا تثق بأحد ثقة كاملة.. مبارك أكل دماغنا بالضربة الجوية وفي الآخر وصل الغاز لإسرائيل.. طب كنت بتضربهم ليه من الأول؟!
أعجبني منطق برما فقلت له: برما.. أنا متفق معاك في كل ما قلته، فنظر إلي بنصف ابتسامة ثم قال: الحكمة أيضا تجعلك لا تفرط في الفرحة باتفاقك مع من تحاوره فمن الوارد إنكو إنتو الاتنين تكونوا بهايم!
ياه دا فيه زي برما دة كثير صعوبة المعيشة خلتهم حكماء
ههههههه
تسلمى
تسلمى
شكرا يا قمر على موضوعك الحلو
