حدث في حلب:
كان الطفل يحمل الخبز ويضمّه إلى
صدره ، ويمشي ..
فوقف رجل ينظر إليه ويتأمله ..
ويتساءل :
-كم ساعة وقف هذا الصغير في انتظار دوره للحصول على الخبز ؟
-كم ستكفي هذه الأرغفة القليلة عائلة كاملة ؟
-كم فرداً بقي من عائلته يا ترى ؟
-أليس له إخوة أكبر منه يقفون على طابور الخبز بدلاً عنه ؟
-كم طفلاً بعمره يقفون مثله الآن على الطوابير في هذا البرد الشديد ؟
-يا الله .. هل كانت الانتفاضة تستحق كل هذه المعاناة ؟
لم ينتبه الرجل إلى أن نظره كان
طوال هذا الوقت مسمّراً على الطفل ،
وكان الطفل يسترق النظرات وجلاً من
تركيز الرجل عليه ، حتى تجاوزه
بخطوات ..
فأشاح الرجل نظره عنه ، وغطى وجهه
بكلتا يديه من شدة الهم الذي
ألمَّ به
ولم يشعر إلا بالطفل قد عاد أدراجه
ووقف أمامه ، وقال له ببراءة مطلقة
: "عمو بدك خبز؟,
إذا جوعان كتير بعطيك هدول وبرجع
بوقف عالدور ، معلش أهلي بيستنوا ،
أخي أخد ربطة قبلي وسبقني
عالبيت…صحيح انو وقف عالدور
8 ساعات بس الحمد لله ممكن ندبر
حالنا فيها اليوم !"
فانهار الرجل وسقط على ركبتيه ،
وضمّ الطفل إلى صدره ، وأجهش
بالبكاء كالمجنون ، وليس بينه وبين
صدر الصغير .. إلا رغيفُ خبز
كم تحية للشعب السوري العظيم بكباره
وصغاره الرائعين..
وصغاره الرائعين..