يعود تاريخ إنشائها إلى عصر المؤابيين (860ق. م). وقد استخدمها الأنباط بدليل وجود تماثيل نبطية منقوشة في الأسس الأولى بالقلعة. وظلت في العصر البيزنطي درعًا واقيًا للأردن حيث أشارت إليها خريطة مادبا الفسيفسائية بين مجموعة قلاع هذه المنطقة. وفي الفتوحات الإسلامية طرقتها جيوش المسلمين بقيادة أبي عبيده عامر بن الجراح فاستسلمت له. وظلت قلعة الكرك تؤدي دورها الدفاعي في العصر الإسلامي لأن المسلمين اهتموا بالقلاع القديمة وعملوا على تقويتها والإضافة إليها بالزيادة والبنيان ونستدل على ذلك من اهتمامهم بقلعة عمان التي بقيت تؤدي وظيفتها في فترة الحكم الأموي والعباسي والفاطمي. وقد وصل الينا نص تاريخي يؤكد ذلك لأن قلعة الكرك كانت اقطاعًا إلى القائد الفاطمي بلتكين التركي سنة (372هـ 982م). وعندما أسس الصليبيون مملكة بيت المقدس اللاتينية سنة (492هـ 1099م) احتلوا منطقة جنوب الأردن في سنتي (509 و 510هـ 1115 و1116م) وأسسوا بارونية الكرك والشوبك. وفي سنة(537هـ 1142م) استولى الصليبيون على حصن الكرك وزادوا عليها حتى أصبحت مركزًا لبارونية الكرك والشوبك، ومن أهم قلاع الصليبين في بلاد الشام. ولعبت دورًا هامًا في فترة الصراع الصليبي الإسلامي في بلادنا وأحكمت هي وقلعة الشوبك سيطرتهما على كل المسالك والدروب في منطقة شرق الأردن كما تحكمت في حركة التجارة وقوافلها القادمة من مصر والجزيرة العربية والبحر الأحمر إلى بلاد الشام والعراق ومنعت أي وحدة بين مصر وبلاد الشام وشكلت خطرًا على المقدسات الإسلامية في الحجاز فقد وصفها ابن فضل الله العمري بأنها كالهامة بالنسبة إلى بلاد الحجاز ومقدساتها الإسلامية. وقد حررها صلاح الدين الأيوبي سنة (584هـ 1188م). (التاريخ الحضاري لشرقي الأردن في العصر المملوكي). د. يوسف غوانمة
تسلم الأيادي
شكراً حبيبتي