قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ
الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ
عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (المؤمنون 112-116، تفسير ابن كثير، مجلد 4، صفحة 601)
يقول تعالى منبها لأهل النار على ما أضاعوه في عمرهم القصير في الدنيا من طاعة الله تعالى وعبادته وحده، ولو صَبَروا في مدة الدنيا القصيرة لفازوا كما فاز أولياؤه المتقون،
( قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ) أي كم كانت إقامتكم في الدنيا؟ ( قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ ) أي الحاسبين.
( قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا ) أي مدة يسيرة على كل تقدير ( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) أي لما آثرتم الفاني على الباقي، ولما تَصَرَّفتم لأنفسكم هذا التصرف السّيئ، ولا استحققتم من الله سخطه في تلك المدة اليسيرة، ولو أنكم صبرتم على طاعة الله وعبادته -كما فعل المؤمنون-لفزتم كما فازوا.
وقوله ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ) أي أفظننتم أنكم مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا؟، وقيل للعبث، أي لتلعبوا وتعبثوا، كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب، وإنما خلقناكم للعباده وإقامة أمر الله عز وجل، ( وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ) أي لا تعودون في الدار الآخرة، كما قال ( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ) (القيامة 36) ، يعني هملا .
وقوله ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ) أي تقدَّس أن يخلق شيئا عبثا، فإنه الملك الحق المنـزه عن ذلك، ( لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) ، فذكر العرش؛ لأنه سقف جميع المخلوقات، ووصفه بأنه كريم، أي حسن المنظر بهذا الشكل، كما قال تعالى ( فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ) (لقمان 10).
تدبر أخي وأنت أختي في هذه الآيات . واقرأها واقرئيها مرات ومرات . سيتضح لي ولكم بعد ذلك . أن الحياة الدنيا تمر سريعا . وحين يحين الرحيل . يتضح لنا أنها أقل من القليل .
مادام الامر كذلك . فعلام التسويف والتأجيل . الآن الآن فالنبادر بالتوبة
لو تفكرنا في مضى من حياتنا . لحسبناها سويعات بل حلم مر بنا .
انها دعوة لمصارحة النفس ومكاشفتها فما زالة الفرصة قائمة .
غفر الله لي ولكم وجعل أعمالنا وأقوالنا صالحة خالصة لوجهه الكريم
ولا تنسوني من دعوة صالحة يجزيكم الله بمثلها.
الله اكبر الله اكبر لااله الاالله
الله اكبر الله اكبر ولله الحمد
منقول
ربى يبارك فيكى يارب
ينقل لقسم القران الكريم
والله يجعل مآ قدمتِ في ميزآن اعمالك