قيل : الإنسان سمي إنساناً لأنه ينسى . والنسيان صفة من صفات النقص ..تلازم الإنسان منذ صغره ، وتزيد فيه
عند كبره . والرب تعالى هو الكمال المطلق فقد نفى عن نفسه هذه الصفة فقال وما كان ربك نسيّا).
ولعل كتاب الله وهو المنزل بأسلوبه الرائع البديع ، وببلاغته التي تأخذ بالألباب ، والذي يسٌره الله تعالى للذكر والحفظ والتلاوة
.. هو أشد الكتب والعلوم نسياناً وهو يكاد يطير أو يتفلت من الذهن . ولا شك أن النسيان مرض ….
فما علاج نسيان القرآن ياترى ؟؟……….
العلاج الأول : هو اللجوء الى الله تعالى … تدعوه أن يلزم قلبك حفظ كتابه ويجب أن تكون بدعاءك مخلصاً متوجهاً
بكليتك إلى الله . وكان الرسول الكريم يوصي بهذا الدعاء لدفع النسيان اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ماأبقيتني،
وارحمني بترك مالا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، وألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، ونور به
بصري ، واشرح به صدري ، واجعلني أتلوه كما يرضيك عني ، وافتح به قلبي ، وأطلق به لساني ).
العلاج الثاني : هو دوام التلاوة ، وكثرة المذاكرة ، واستمرار القراءة مع نفسك ، ومع الأهل ، وفي صلاتك ، وفي تهدجك
في سكون الليل، وجد لك رفيقاً تتدارس معه تقرأ مرة ويقرأ أخرى ، فتنفعه وينفعك ، وتثبته ويثبتك ،
وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في شهر رمضان ..وفي السنة الأخيرة من حياته
المباركة دارسه مرتين .
اللهم علمنا من القرآن ماجهلنا..
وذكرنا منه … مانسينا …
وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا …
واجعله … حجة لنا ..
لاعلينا …
إنك سميع الدعاء .
مجهود رائع