وهنا يجب على الأم الحرص على تغذية الطفل وإمداده بالسوائل أثناء إصابته بالإسهال لحمايته من الإصابة بالجفاف وتعويضه عن السوائل التي يفقدها مع الإسهال.
تغذية الطفل المريض بالإسهال:
للأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية يجب أن يستمر الطفل على الرضاعة من الثدي، ويتوقف طوال فترة وجود الإسهال عن تناول الأطعمة الأخرى. فعلى عكس ما تعتقد العديد من الأمهات فإن لبن الأم الطبيعي يساعد على التخلص من الإسهال. ويجب تجنب تقديم اللبن البقري ومنتجاته كالجبن والزبادي للطفل لأنه قد يزيد من الإسهال.
وبصفة عامة يجب أن يقدم الطعام للطفل المصاب بالإسهال تدريجياً، ويفضل أن تبدأ الأم بتقديم العصائر الطازجة وخاصةً عصير التفاح في اليوم الأول، ثم الخضروات المسلوقة كالبطاطس والجزر في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث يبدأ الطفل في تناول شرائح الدجاج المسلوقة إذا كان عمره يسمح بذلك، وفي اليوم الرابع يمكن تقديم الخبز والبيض للطفل، ثم يعود الطفل لطعامه المعتاد ابتداءاً من اليوم الخامس.
وبالنسبة للأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية يجب أن يتوقف الطفل عن تناول اللبن الصناعي والأطعمة الصلبة معاً لمدة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة، وفي هذه الحالة يتم الاعتماد على تقديم العصائر الطازجة والسوائل بمختلف أنواعها كالماء ومشروبات الأعشاب لإمداد الجسم بالماء اللازم لحمايته من الجفاف.
وفي مختلف الحالات يجب إعطاء الطفل محلول الجفاف، وخاصةً الأطفال تحت عمر 6 شهور وذلك لكونهم أكثر عرضة للإصابة بالجفاف. ويعمل هذا المحلول على تعويض الجسم عما يفقده من ماء وأملاح ليعيد للجسم توازنه الداخلي مرة أخرى.
ويُلاحظ أن الأطفال الرضع يفقدون الوزن بصورة سريعة خلال يوم إلى يومين بسبب الإسهال المتكرر وخاصةً إذا كان مصحوباً بقئ، وينبغي على الأم عدم القلق الشديد في هذه الحالة وذلك لأن الطفل يعود لوزنه الطبيعي مرة أخرى من خلال تعويض الجسم عما يفقده من سوائل.
وإذا انخفض معدل الإسهال بدرجة ملحوظة خلال 24 ساعة يمكن أن يعود الطفل إلى غذائه المعتاد تدريجياً.
أما إذا استمر الإسهال لمدة تزيد عن يومين أو كان مصحوباً بالأعراض التالية:
خروج دم مع البراز.
استمرار الطفل في فقدان الوزن حتى مع تقديم السوائل له.
ارتفاع درجة حرارة الطفل.
ظهور علامات الجفاف.
القئ الشديد والمستمر.
في هذه الحالة يجب على الأم استشارة طبيب فوراً لعمل الفحوصات اللازمة.
وقد يحدث الإسهال بسبب تناول الطفل للمضادات الحيوية والتي تعمل على القضاء على البكتيريا التي تعيش في الأمعاء الغليظة في صورة سلمية مع أنواع أخرى من البكتيريا مما يؤدي إلى حدوث خلل في التوازن الطبيعي بين هذه الأنواع ويتسبب في حدوث الإسهال. وفي هذه الحالة يجب تقديم الزبادي للطفل أثناء فترة العلاج بالمضاد الحيوي لتعويضه بالبكتيريا المفيدة وإعادة التوازن للأمعاء مرة أخرى
تحيتي وتقديري لمجهودك الراقي