مساء الخير عدولاتي
كتبت خاطرة جديدة
يا رب تعحبكوا
وحيدة أنا، أجلس بمفردي، لا جليس و لا أنيس، حولي أصدقاء من وحي الخيال، فنجان من الوهم ، كتاب من الهم ، حروفه تروي صراعات الزمان ، آآآه! لقد مللت هذا اليأس ، هذا اليأس الذي يضعني بين قضبان حديدية ، و يخبئ مفاتيح أبواب النجاة ، لقد حان الوقت لكي أحطم أقفال هذه الأبواب ، و ها هي أناملي تلتمس الأرض متخلصة من قيود الحزن ، ها هي الحرية تقرع بابي ، و ها أنا أستقبلها ، يعبر جسدي أولى بوابات الخلاص و ها قد بدأت مغامرتي مع الحياة ، أخطو نحو أولى درجات سلم الحرية ، أسير في طرقات خالية ، حفيف الأوراق هو كل ما أسمعه ، و مازالت كرة الذهب نائمة على وسادات القطن، تلتقط عيناي مشهدًا خلابًا من بعيد ، أسرع من خطواتي لكي أقترب من هذا المشهد الجميل ، ها هي الكرة الذهبية قد استيقظت و ترسل أولى خيوطها الذهبية لكي تحيك نسيج من النور و الدفء ، ها قد وصلت إلى وجهتي ، ما أجمل هذا المشهد الرائع!
بساط يحاكي في لونه لون الكرة الذهبية، و تمتد فوقه صفحة زرقاء صافية، تعكسها أمواج من نفس اللون ، و تتراقص إشعاعات ذهبية متخذة من الأمواج ساحة لرقصها ،أتخذ من البساط مقعدًا لي لأستمتع بهذه المسرحية المتقنة ، أبطال سقطت الأقنعة عن وجوههم ، و أنتجوا مسرحية واقعية لا مكان للخداع فيها ، و تأتي ألحان قيثارة الرياح لتضيف لمستها النهائية ، و ألتف لأمسك بحفنة من الرمل ثم أتركه ينساب من بين ثنيات يدي ليشكل ساعة رملية تحذرني من الدخول في غيبوبة خيالية من السعادة ، ثم تتعالى ألحان القيثارة و كأنها تريد جذب انتباهي ، فترتسم ابتسامة قصيرة المدى ، فقد انتهت المسرحية السعيدة و ها قد ارتدى الأبطال أقنعتهم ، اسودت الصفحة الزرقاء، و أصبحت الأمواج هوجاء، و قد عادت الكرة الذهبية للإختباء، و ها أنا أقف و أطلق العنان لقدمي ، تتسارع دقات قلبي مع تسارع خطواتي وها قد أطلقت السماء أول سهامها ، يجب أن أسرع!
ليس عندي ما أدافع به عن نفسي ، و لكن ها قد وصلت إلى بر الأمان و رجعت إلى حصني البائس ، و أقف خلف زجاج نافذتي ، لتتابع عيناي مسرحية قد أخذت الأقنعة دورًا با رزًا فيها ، و أخذ عقلي يتدارك ما حدث ، ليدرك أخيرًا أن هذه الحرب قد بدأت مبكرًا ، مبكرًا جدًا!
و بس أنا خلصت يا رب تكون عجبتكوا
و الشيء اللي عايزة أوصله هو إننا لازم مننخدعش بالمظاهر يا رب يكون هدفي وصل لكم
قولولي رأيكم يا قمرات
مستنياكم
ادام الله عطر قلمك
ننتظر جديدك