السؤال:
ما حكم القول عند التهنئة " مبروك " مع ما يقال إنها مأخوذة من البروك كأن تقول برك الجمل وليست بمعنى مبارك الذي هو من البركة ؟
الجواب:
اللفظة صالحة بأن تكون من البركة لأنه يقال هذا مبارك من الفعل الرباعي بارك ويقول هذا مبروك من برك ولكن العامة لا يريدون به إلا البركة وهو بمعنى مبارك في اللغة العرفية . ولا أظنه من حيث القواعد الصرفية يصح أن المشتق من برك مبروك لأن برك فعل لازم والفعل اللازم لا يصاغ منه اسم المفعول إلا معدى بحرف الجر ، ولهذا يقال بركت الناقة فهي باركة ولا يقال مبروكة ، ويقال برك ناقته فهي مبركة لا مبروكة فصيغة مفعول من برك اللازم لا تصح من حيث اللغة إلا معداة بحرف جر . وهي تستعمل بغير حرف الجر ، كما هو معروف عند العامة ، وإذا كانت مادة الاشتقاق موجودة وهي ( الياء والراء والكاف ) التي هي أصل حروف البركة فلا أرى مانعاً أن يقول القائل مبروك بمعنى مبارك .
فتاوى اسلامية/الشيخ بن عثيمين رحمه الله
وهذه فتوى للشيخ عبد الرحمن السحيم في هذه المسألة
السؤال
الشيخ الفاضل عبدالرحمن السحيم ..
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
ما تعليقكم على هذا الموضوع ؟
كلمة مبروك ماذا تعني ؟
تعتبرُ عبارة (مبـروك) من التهاني المتداولة الشائعة بيننا، ونقصد بها الدعاء ..
بالبركة والنّماء عند المناسبات السارّة . ..
لكنّ الصحيـحَ من جهة اللّغة أن نقول (مُبـارك) أو (بالبَـرَكة) أو (بارك الله لك أو فيك أو عليك) أو (بارك الله) ..
ونحوها من صيغ التبريكات الصحيحة لغةً وشرعاً، والتي تعني الدعاء بالنّماء والزّيادة .
أما (مبـروك) فإنها مشتقّة من بَرَكَ البعير يبرُكُ بُروكاً أي : استناخَ البعير وأقامَ وثبَتَ .
فقولنا لشخص (مبـروك) يعني : بَرَك عليك البعير واستقرّ وثَبَتَ ، لأنه اسم مفعول من بَرَكَ .
فهذه العبارة في الحقيقة دعاءٌ على الشخص لا دعاءٌ لـه، واختلاف المعنى واضح وضوح الشمس.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
وبارك الله فيك
جاء في السؤال : (بَرَكَ البعير يبرُكُ بُروكاً) ولا أعرف أنه يُشتقّ منها ( مَبْرُوك ) . ولم أجِد – فيما بين يدي حال سَفَري – معنى ( مبروك ) في كُتُب اللغة .
هذا مِن جِهة .
ومِن جَهة أخرى فإن بين بُروك البعير وبين البركة اشْتِرَاكا في أصل الاشتقاق .
قال ابن منظور في لسان العرب :
بَرَك : الْبَرَكة : النماء والزيادة . والتبريك : الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة . يُقال : بَرّكْتُ عليه تَبْرِيكًا ، أي : قلت له : بارك الله عليك .
وبارك الله الشيء وبارك فيه وعليه : وَضَع فيه الْبَرَكة .
وطعام بَريك : كأنه مُبارك .
وقال الفراء في قوله تعالى : (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ) قال : البركات : السعادة .
قال أبو منصور : وكذلك قوله في التشهد : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " لأن مَن أسْعَده الله بما أسْعَد به النبي فقد نال السعادة المباركة الدائمة .
وفي حديث الصلاة عن النبي : " وبارك على محمد وعلى آل محمد " أي أثْبِت له وأدِم ما أعطيته من التشريف والكرامة ، وهو مِن بَـرَكَ البعير : إذا أناخ في موضع فَلَزِمَه .
وتُطْلَق البركة أيضا على الزيادة ، والأصل الأول .
وفي حديث أم سليم : " فَحَنّكَه وبَرّك عليه " أي دَعَا له بالبركة .
ويُقال : بارك الله لك ، وفيك ، وعليك ، وتَبارك الله ، أي : بَارَك الله . اهـ .
والصحيح في التّبريك أن يُقال : على البركة . ففي حديث عائشة رضي الله عنها وقِصّة زواجها : فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فَقُلْن : على الخير والبركة ، وعلى خير طائر . رواه البخاري ومسلم .
أو يُقال في التبريك : بارك الله لك .
قال النبي صلى الله عليه وسلم لِعبد الرحمن بن عوف لما تزوّج : بارك الله لك . رواه البخاري
وقال عبد الرحمن بن عوف لِسعد بن الربيع : بارك الله لك في أهلك ومالك .
أو يُقال : بارك الله عليك
قال النبي صلى الله عليه وسلم لِجابر لما تزوّج : بارك الله عليك
والله أعلم .