كان مهند يتابع البرامج الرمضانية التي ستُبثّ في التلفاز في شهر رمضان المبارك.
وكم كانت فرحته عظيمة عندما علم أن هناك الكثير الكثير من المسلسلات الترفيهية، والبرامج الغنائية، والمسرحيات الهزلية، والمسابقات السخيفة.
فدوّن على دفتره أوقات هذه البرامج، حتى لا ينسى أي برنامج منها.
أقبل شهر رمضان المبارك، وبدأت البرامج التلفزيونية المتنوعة.
فكان مهند يجلس أمام شاشة التلفاز طوال النهار، وحتى عند تناوله الفطور.
ولم يشارك أسرته بأحاديثهم الجميلة أثناء الطعام، لأنه كان يتابع برنامج مسابقات رمضانية لعله يفوز بجائزة رمضان.
ثم قام مهند متثاقلاً إلى صلاة المغرب، وعاد مباشرة إلى برامجه الشيّقة.
ولما حان وقت صلاة العشاء والتراويح، اعتذر مهند من أبيه عن ذهابه معه إلى المسجد، بحجة أنه مرهق من صوم يوم طويل.
وبقي مهند طوال الليل أمام التلفاز حتى حان موعد السحور، فتناول سحوره وهو يتابع المسلسل الرمضاني الجديد.
ثم قام يصلي صلاة الفجر بصعوبة، ثم عاد إلى التلفاز وبقي هكذا حتى نام على الأريكة.
وبعد أسبوع.. مرض مهند وارتفعت حرارته، وصارت كل مفاصله تؤلمه وأصيب بصداع وزغللة في عينيه.
قال له والده غاضباً:
-مرضك هذا سببه سهرك المتواصل أمام شاشة التلفاز.
حمل أبو مهند ابنه وذهب به إلى الطبيب، فقال له الطبيب بعد فحصه:
-يبدو يا بني أنك مرهق جداً، لابد أنك تقوم الليل وأنت تصلي وتقرأ القرآن، ولا تريح نفسك أبداً، عليك أن ترتاح قليلاً يا بني، الله سبحانه وتعالى يحب المؤمن القوي، ويخاف عليك أكثر من خوف أمك عليك.
أطرق مهند رأسه خجلاً من نفسه، ونظر إلى والده نظرة خجلى، وقرر ألا يتابع أي برنامج تلفزيوني بعد اليوم.
تسلميلي يا حلوة