ﻣﻔهوم ﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ، ﻣﻔهوم ﻣﻄﺎطٌﻲ وﻣﺮٌن ﺑﺤﺴﺐ اﻷﻓﺮاد
واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت وﻣﺎ ﻳﺮاﻓﻘها ﻣﻦ إﺧﺘﻼﻓﺎٍت ﺛﻘﺎﻓﯿٍﺔ ودﻳﻨﯿٍﺔ وأﺧﻼﻗﯿٍﺔ وﻏﯿﺮھﺎ،
ﻓﻜﯿﻒ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻔهوم اﻟﺘﺤﻤﻞ ﺑﺸﻜٍﻞ ﻋﺎٍم، اﻟﺘﺤﻤﻞ اﻟﺬي
ﻳﺸﻤﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ واﻷﻟﻢ واﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ… إﻟﺦ.
ﻓﻔﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺑﯿﺌًﺔ ﺧﺼﺒًﺔ ﻟﻠﺤﻮارات
واﻟﻨﻘﺎﺷﺎت واﻟﻤﻨﺎظﺮات ﻧﻈﺮًا ﻟﻐﻨﺎھﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻜﺔ واﻟﻤﻌﻘﺪة، ﺗﻄﺮح
اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ اﻟﺤﻮار، وﻣﻦ ﺑﯿﻦ إﺣﺪى أھﻢ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ
ﺗﻄﺮح ﻣﻦ وﻗٍﺖ ﻻَﺧﺮ، ﻗﻀﯿﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺤﻤﻼً اﻟﺮﺟﻞ أم اﻟﻤﺮأة؟!
ﻓﻔﻲ ھﺬا اﻟﻨﻄﺎق ﺗﺒﺪًا اﻟﻤﻨﺎظﺮات اﻟﻤﺆﻳﺪة واﻟﺮاﻓﻀﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢَاراﺋها
وﺑﺮاھﯿﻨها اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻣﻨها وﻏﯿﺮ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ، ﻓﺎﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻤﺆﻳﺪ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻳﺠﺪه ﻓﯿﻪ
ﻗﺎﺋﺪ اﻟﻤﺴﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل وﺧﺎرﺟﻪ، واﻟﻤﺘﺤﻤﻞ ﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ
إﺧﺘﻼﻓها، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿها ﻋﻠﯿﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻟﺬا ﻓهو
اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺤﻤﻼً ﻷﻋﺒﺎء اﻟﺤﯿﺎة، وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﻮة اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻓهو اﻷﻗﻮى
وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻘﻮة اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ.
ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻤﺆﻳﺪ ﻟﻠﻤﺮأة اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻤﻀﺎد، ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨها أﻣًﺎ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺿﻐﻮطﺎت
اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺑﺎﺗها، وﺿﻐﻮطﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻮﺗهاوﺗﻨﻮﻋها وظﻠﻤها ﻟها ﻓﻲ ﻛﺜﯿٍﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﯿﺎن، ﻓها ھﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ
اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج، ﻓهي اﻷم واﻟﻤﺮﺑﯿﺔ واﻟﺰوﺟﺔ واﻟﻤﺪﻳﺮة ….إﻟﺦ، ﻓﻜﯿﻒ ﻟها أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻛﻞ ھﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ دون أن ﺗﻔﻘﺪ ﺣﺲ
اﻷﻧﻮﺛﺔ اﻟﺬي ﺣﺒﺎھﺎ ﺑﻪ ﷲ، رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ھﺬا اﻟﻤﻔهوم اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻟﻘﻮة اﻟﻤﺮأة.
وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن أرق ﺟﺴﺪًا وﻟﻜﻨﻪ ذات اﻟﺠﺴﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻤﻞ أﻟﻢ اﻟﻮﻻدة اﻟﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﺻﻌﺐ أﻧﻮاع اﻷﻟﻢ
وأﻗﺴﺎھﺎ.
إذَا ھﻲ ﺗﻮازي اﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﺣٍﺪ ﻛﺒﯿٍﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻮة، ﺣﯿﻦ أﺛﺒﺘﺖ ﻗﺪرﺗها ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟهة اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻮﺟﻮد اﻟﺮﺟﻞ أو ﺑﻐﯿﺎﺑﻪ، أﻟﯿﺲ ﻟها
اﻟﺤﻖ ﻓﻲ أن ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺐ اﻻﻛﺜﺮ ﺗﺤﻤﻼً؟!
وﻷن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻧﺴﺒٌﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮاز اﻷول، ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻄﺮح اﻟﺴﺆال ﻋﻠﻰ اعضاء منتدانا الغالى ﻟﻨﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦَاراﺋهم ووﺟهات ﻧﻈﺮھﻢ.
الف شكر