يا من أدركت عشر ذي الحجة: تذكر أنك تعيش في أفضل أيام السنة عند الله، والعمل الصالح في هذه الأيام أحب الأعمال إليه سبحانه،
ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني عشر ذي الحجة – قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
فانظر/ي كيف فضّل النبي صلى الله عليه وسلم العمل في هذه الأيام حتى على الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، فشمّر/ي –رعاك الله- عن ساعد الجد وتخلّ عن الكسل والخمول، وقدّم ما تستطيع من الأعمال الصالحة بنية خالصة لعل الله يغفر لك ويرحمك وإني أذكرك ببعض الأعمال الصالحة التي لو حافظت عليها ستنال بإذن الله أجراً كثيراً:
– حافظ على ما فرضه الله عليك من الصلوات الخمس وأدّها بأركانها وواجباتها وسننها.
– احرص على جميع نوافل الصلوات كالسنن الرواتب وصلاة الضحى والجلوس في المسجد بعد الفجر إلى طلوع الشمس.
– اجعل لك ورداً من القرآن الكريم، وأكثر من تلاوته وابذل جهدك في ختمة للقرآن خلال هذه الأيام الفاضلة.
– أداء فريضة الحج من أفضل الأعمال في هذه العشر فحجّ بيت الله الحرام إن استعطت إلى ذلك سبيلاً.
– إن كنت فارغاً خلال هذه الأيام فاحرص أخي على صلة رحمك وجيرانك وتعاهد أقاربك وذويك.
– تصدق من مالك بما يتيسر لك واعلم أن المسلم في ظل صدقته يوم القيامة وصنائع المعروف تقي مصارع السوء وما نقص مال من صدقة.
– إن استطعت أن تصوم بعض الأيام فافعل، فإن الصوم جُنّة، والله يقول:
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
الأعمال الصالحة كثيرة ومتنوعة وما ذكرنا لك ما هو إلا من باب التذكير فقط، فاجتهد في الطاعة، واغتنم الفرصة، وتذكر أن كل ما تعمله اليوم ستجد جزاءه في الآخرة
{ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا }
وأخيراً: إن كنت قد عزمت على ذبح الأضحية فلا تأخذ من بشرتك وشعرك وأظفارك شيئاً حتى تذبح أضحيتك.
تقبل الله طاعتكم وغفر ذنبكم،
وصلى الله و سلم على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم أجمعين