أولا: كرامة الإنسان
لقد كان حق الإنسان وكرامته جزءا من التقاليد العربية حتى في عصور الجاهلية وقبل الإسلام، وكانت قيمة القبيلة تقدر بمدى النجدة للمظلوم، ونصرة الضعيف، وتأمين الغريب، وإكرام الضيف وابن السبيل.
ولقد عرفت الجاهلية العربية حلفا تاريخيا يعرف بحلف "الفضول" تعاهدت فيه قبائل العرب على مواجهة الظالم، ونصرة المظلوم، وحماية اللاجئ، وقد شهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا الحلف وهو صبي صغير، وكان إذا ذكره امتدحه، وقال: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا، ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت" "سيرة ابن هشام"، وكان النبي يقول: "لم يصب الإسلام حلفا إلا زاده شدة" "مسند الإمام أحمد" والمقصود هو هذا النوع من الأحلاف.
وجاء الإسلام -بعد ذلك- ليؤكد كرامة الإنسان، ويضمن حقه واحترامه، عبر قوانين وتشريعات كثيرة، تناولت حماية حياته، وماله, وعرضه، وحريته الفكرية، ومشاركته في الحياة العامة، ولم يفرق الإسلام بين الرجل والمرأة من حيث الكرامة، والحقوق العامة، إلا في الوظائف والمسئوليات التي تحكمها الطبائع الجسدية والنفسية لكل منهما، حتى تستقيم الأسرة والمجتمع.
وقد بنيت هذه التشريعات والضمانات على أسس عقائدية ثابتة جعلت كرامة الإنسان جزءا لا يتجزأ من الإيمان نفسه، ذلك أن القرآن الكريم يشير في أكثر من موقع، أن الله -سبحانه- خلق هذا الإنسان بيده في أجمل صورة وأحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وجعله "خليفة" في الكون، وقال في حقه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70].
وإذا كان الله قد ضمن التكريم للإنسان, فإن ذلك يعني -ضمنا- أن على الإنسان أن يكرم أخاه الإنسان، وألا يعتدي عليه أو ينكر حقه. وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد واجب المسلم في منع الظلم، والاعتداء والحيف على الحقوق, وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا
بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 33] وقال تعالى محذرا من عواقب الظلم: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} [الكهف: 59]. وقد أكد نبي الإسلام على وجوب تضامن المجتمع الإنساني لمنع الظلم, وإحقاق الحق فقال: "إذا رأيت أمتي لا يقولون للظالم منهم: أنت ظالم؛ فقد تودع منهم" "مسند الإمام أحمد".
أما ما تضمنته الآية الكريمة السابقة من سيادة الإنسان على البر والبحر, فهي للتذكير بالقدرات الجسدية والعقلية التي ميز بها الله الإنسان حتى يمكنه من تسخير الطبيعة وحل أسرارها، واكتشاف خيراتها وكنوزها. وتفضيل الإنسان على سائر المخلوقات الحية واضح ولا يحتاج إلى بيان، لكن الآيات تحمل الإشارة إلى أمر الله لملائكته المقربين ليسجدوا لهذا المخلوق الذي اصطفاه ربه لعبادته، وإعمار أرضه، وقد جاء هذا المعنى في آيات أخرى منها قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: 34].
لقد كان حق الإنسان وكرامته جزءا من التقاليد العربية حتى في عصور الجاهلية وقبل الإسلام، وكانت قيمة القبيلة تقدر بمدى النجدة للمظلوم، ونصرة الضعيف، وتأمين الغريب، وإكرام الضيف وابن السبيل.
ولقد عرفت الجاهلية العربية حلفا تاريخيا يعرف بحلف "الفضول" تعاهدت فيه قبائل العرب على مواجهة الظالم، ونصرة المظلوم، وحماية اللاجئ، وقد شهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا الحلف وهو صبي صغير، وكان إذا ذكره امتدحه، وقال: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا، ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت" "سيرة ابن هشام"، وكان النبي يقول: "لم يصب الإسلام حلفا إلا زاده شدة" "مسند الإمام أحمد" والمقصود هو هذا النوع من الأحلاف.
وجاء الإسلام -بعد ذلك- ليؤكد كرامة الإنسان، ويضمن حقه واحترامه، عبر قوانين وتشريعات كثيرة، تناولت حماية حياته، وماله, وعرضه، وحريته الفكرية، ومشاركته في الحياة العامة، ولم يفرق الإسلام بين الرجل والمرأة من حيث الكرامة، والحقوق العامة، إلا في الوظائف والمسئوليات التي تحكمها الطبائع الجسدية والنفسية لكل منهما، حتى تستقيم الأسرة والمجتمع.
وقد بنيت هذه التشريعات والضمانات على أسس عقائدية ثابتة جعلت كرامة الإنسان جزءا لا يتجزأ من الإيمان نفسه، ذلك أن القرآن الكريم يشير في أكثر من موقع، أن الله -سبحانه- خلق هذا الإنسان بيده في أجمل صورة وأحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وجعله "خليفة" في الكون، وقال في حقه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70].
وإذا كان الله قد ضمن التكريم للإنسان, فإن ذلك يعني -ضمنا- أن على الإنسان أن يكرم أخاه الإنسان، وألا يعتدي عليه أو ينكر حقه. وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد واجب المسلم في منع الظلم، والاعتداء والحيف على الحقوق, وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا
بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 33] وقال تعالى محذرا من عواقب الظلم: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} [الكهف: 59]. وقد أكد نبي الإسلام على وجوب تضامن المجتمع الإنساني لمنع الظلم, وإحقاق الحق فقال: "إذا رأيت أمتي لا يقولون للظالم منهم: أنت ظالم؛ فقد تودع منهم" "مسند الإمام أحمد".
أما ما تضمنته الآية الكريمة السابقة من سيادة الإنسان على البر والبحر, فهي للتذكير بالقدرات الجسدية والعقلية التي ميز بها الله الإنسان حتى يمكنه من تسخير الطبيعة وحل أسرارها، واكتشاف خيراتها وكنوزها. وتفضيل الإنسان على سائر المخلوقات الحية واضح ولا يحتاج إلى بيان، لكن الآيات تحمل الإشارة إلى أمر الله لملائكته المقربين ليسجدوا لهذا المخلوق الذي اصطفاه ربه لعبادته، وإعمار أرضه، وقد جاء هذا المعنى في آيات أخرى منها قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: 34].
ممنوع الروابط
جزاكى الله خيرا