تخطى إلى المحتوى

الطريق الى الفردوس الاعلى 2024

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
●●

السؤال: هل الوصول للفردوس الأعلى من الجنة طريق صعب ،

وقليل من يصله ؟

رسولنا الكريم قال

( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى …. الحديث)

فهل لو أكثرت من الدعاء ( اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة ) ،

هل ممكن أن أبلغها بفضل الله تعالى ، حتى ولو كان عملي


لا يوصلني لتلك المنزلة ؟


وما هي أقرب الأعمال التي توصلنا


إلى هناك بإذن الله تعالى ؟


أيضا هناك حديث لرسولنا صلى الله عليه وسلم


(من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة :


اللهم أدخله الجنة ….الحديث)


فهل يجوز لي أن أقول مباشرة


(اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة)


بدلا من قول (اللهم إني أسألك الجنة) ؟؟.


..,

الجواب :

الحمد لله


أولا :


روى الترمذي (2450) وحسنه


عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه


قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


( مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ،


أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ) .


صححه الألباني في "صحيح الترمذي" وغيره .


فالجنة سلعة غالية ، والفردوس الأعلى أعلى الجنان وأفضلها ،


ولا يصل إليها إلا من اختصهم الله بمزيد فضله .


وروى الترمذي (3174) وصححه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ


رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :


( َالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا )


وصححه الألباني .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ :


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


( حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) متفق عليه .


فإذا كانت الجنة محفوفة بالمكاره وأنواع المشاق ،


فكيف بأعلى درجاتها وأسمى منازلها ؟


هذا يدل على أن الأمر ليس بالأمر الهين .


قال ابن القيم :


" أنزه الموجودات وأظهرها ، وأنورها وأشرفها


وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسعها : عرش الرحمن جل جلاله ،


ولذلك صلح لاستوائه عليه ، وكل ما كان أقرب إلي العرش


كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه ؛


ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان


وأشرفها وأنورها وأجلها ، لقربها من العرش ،


إذ هو سقفها ، وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق ،


ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير "


انتهى .


"الفوائد" (ص 27)


وأهل الفردوس الأعلى هم السابقون المبادرون


إلى فعل الخيرات كما أمروا ، قال الله تعالى :


( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ )


الواقعة/10 – 12


قال السعدي :


" والمقربون هم خواص الخلق "


انتهى .


"تفسير السعدي" (ص 833)

قال ابن كثير :


" من سابق إلى هذه الدنيا وسبق إلى الخير ،


كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة ،


فإن الجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان "


انتهى .


"تفسير ابن كثير" (7 / 517)

ثانيا :


ليعلم أن من أعظم أسباب حصول المطلوب ،


والنجاة من المرهوب : الدعاء ،


فإن الدعاء هو العبادة ،


كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ،


وكما أنه عبادة محبوبة لله ، فهو سبب في حصول المطلوب ،


ومن أراده الله به خيرا ، وفقه لأسبابه ،


ويسر له العمل الذي يؤهله لذلك ؛


كما قال تعالى :


( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *


فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *


وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )


سورة الليل /5-10 .


الونشريسالونشريس

    روى البخاري (2790)


    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :


    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


    ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ


    مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ،


    فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ


    وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ )


    الونشريسالونشريس


    الونشريس


    قال الحافظ :


    " يَدُلُّ هَذَا عَلَى أَنَّ الْفِرْدَوْسَ فَوْقَ جَمِيعِ الْجِنَانِ ,


    وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –


    تَعْلِيمًا لِلْأُمَّةِ وَتَعْظِيمًا لِلْهِمَّةِ – :


    ( فَإِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ )


    "انتهى .


    الونشريسالونشريس


    الونشريس


    ثالثا :


    اعلم ـ يا عبد الله ـ أن نيل الدرجات في الدنيا والآخرة ،


    ليس بالأماني ولا الأحلام ، وإنما هو بسلوك أسباب ذلك ،


    ولولا ذلك ما كان فرق بين الصادق والكاذب ،


    وهذا من حكمة الله تعالى في تكليفه لعباده ،


    وأمرهم بما أمرهم به .


    الونشريسالونشريس


    قال الله تعالى :


    ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا


    يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا *


    وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى


    وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا )


    سورة النساء /123-124.


    الونشريسالونشريس


    قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :


    أي: { لَيْسَ } الأمر والنجاة والتزكية


    { بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ }


    والأماني : أحاديث النفس المجردة عن العمل ،


    المقترن بها دعوى مجردة ،


    لو عورضت بمثلها لكانت من جنسها .


    وهذا عامّ في كل أمر ، فكيف بأمر الإيمان والسعادة الأبدية ؛


    … فالأعمال تصدق الدعوى أو تكذبها " .


    "تفسير السعدي" (205) .


    الونشريسالونشريس

    رابعا :


    ومن أهم الأعمال التي تبلغ المسلم الدرجات العلى ،


    ولعلها أن تبلغه الفردوس الأعلى برحمة الله :


    – الجهاد في سبيل الله :


    وقد تقدم في ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه .


    وروى مسلم في صحيحه (1884)


    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ،


    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :


    ( يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا


    وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ . فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ ،


    فَقَالَ : أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ ،


    وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ


    مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ !!


    قَالَ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،


    الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) .


    الونشريسالونشريس


    الإخلاص والصدق مع الله :


    روى مسلم (1909)


    من حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه


    أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:


    ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ


    وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ).


    الونشريسالونشريس


    قال النووي رحمه الله :


    " َفِيهِ : اِسْتِحْبَاب سُؤَال الشَّهَادَة ,


    وَاسْتِحْبَاب نِيَّة الْخَيْر "


    انتهى .


    الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين :


    قال الله تعالى :


    ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا )


    الكهف / 107


    قال السعدي :


    " يحتمل أن المراد بجنات الفردوس :


    أعلى الجنة ، وأوسطها ، وأفضلها ،


    وأن هذا الثواب ، لمن كمل فيه الإيمان


    والعمل الصالح ، والأنبياء والمقربون .


    ويحتمل أن يراد بها : جميع منازل الجنان ،


    فيشمل هذا الثواب ، جميع طبقات أهل الإيمان ،


    من المقربين ، والأبرار ، والمقتصدين ،


    كل بحسب حاله ، وهذا أولى المعنيين لعمومه "


    انتهى . تفسير السعدي – (488)



    وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ


    عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :


    ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ


    الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ


    لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ


    لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ ؟ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ


    رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) .


    متفق عليه .



    قال الحافظ :


    " قَوْلُهُ : ( وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ )


    أَيْ حَقّ تَصْدِيقهمْ ، وَإِلَّا لَكَانَ كُلّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَصَدَّقَ


    رُسُله وَصَلَ إِلَى تِلْكَ الدَّرَجَة وَلَيْسَ كَذَلِكَ .

    – إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد


    وانتظار الصلاة بعد الصلاة :


    عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم


    قال : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا


    ويرفع به الدرجات ؟ )


    قالوا : بلى يا رسول الله ،


    قال : ( إسباغ الوضوء على المكاره ،


    وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،


    فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ) .


    رواه مسلم (251) .

    الطاعات التي ورد في الأخبار الصحيحة


    أنها سبب في معية النبي صلى الله عليه وسلم ومصاحبته في الجنة :


    روى مسلم (489) عن ربيعة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه


    قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


    فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي :


    سَلْ فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ .


    قَالَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ هُوَ ذَاكَ .


    قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ .


    وروى مسلم (2983)



    أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :


    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


    ( كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ )


    وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .


    وروى أيضا (2631) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :


    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


    ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ )


    وَضَمَّ أَصَابِعَهُ .


    وروى الإمام أحمد (12089) عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ :


    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


    ( مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ


    حَتَّى يَمُتْنَ أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ )


    وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .


    صححه الألباني في "الصحيحة" (296)

    وبالجملة : فالاجتهاد في الأعمال الصالحة ،


    والمسارعة في الخيرات ، واستدامة العمل الصالح ،


    وصنائع المعروف ، ومسابقة أهل الخير والصلاح :


    أصل الوصول إلى غاية المأمول في الدنيا والآخرة ،


    ولو كانت تلك الغاية هي الفردوس الأعلى .

    والله أعلم .

    جزآآكـ الله خيراً

    وجزاكى مثله حبيبتى منورانى

    بارك الله فيكي حبيبتي

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.