إذا عطست في الصلاة؟ ماذا تفعل؟
أتمنى الاستفادة منة..
سؤال:
إذا عطست وأنا أصلي ، هل أقول : الحمد لله أم لا ؟
الجواب:
الحمد لله
"من عطس وهو في الصلاة فإنه يشرع له أن يحمد الله سبحانه ،
سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً ،
وبذلك قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ،
وقال به الإمام مالك والشافعي وأحمد ،
على خلاف بينهم : هل يسر بذلك أو يجهر به ، والصحيح من قولي العلماء ومذهب أحمد أنه يجهر بذلك ، ولكن بقدر ما يسمع نفسه ؛
لئلا يشوش على المصلين ،
ويدل لذلك عموم ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : (إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ..) الحديث أخرجه البخاري
ويؤيد ذلك أيضاً ما رواه رفاعة بن رافع رضي الله عنه
قال : (صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست ،
فقلت : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، مباركاً عليه ،
كما يحب ربنا ويرضى) فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف قال : (من المتكلم في الصلاة ؟)
فلم يتكلم أحد ، ثم قالها الثانية : (من المتكلم في الصلاة ؟) فلم يتكلم أحد ، ثم قالها الثالثة : (من المتكلم في الصلاة ؟)
فقال رفاعة بن رافع : أنا يا رسول الله ، قال :
(كيف قلت ؟) قال : قلت : (الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، مباركاً عليه ، كما يحب ربنا ويرضى) فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(والذي نفسي بيده ، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها) أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي ، وقال الترمذي
حديث حسن ، والذي نقله الحافظ في التهذيب عن الترمذي أنه صححه ، وأخرجه البخاري في صحيحه إلا أنه لم يذكر أنه قال
ذلك بعد أن عطس ، وإنما قاله بعد الرفع من الركوع ، فيحمل على أن عطاسه وقع عند رفعه من الركوع ، فقال ذلك لأجل عطاسه
فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم ينكر عليه ، فدل ذلك على مشروعيته في الصلاة ، لكن من عطس في الصلاة ثم حمد الله ،
فإنه لا يجوز لمن سمعه أن يشمته ؛ لأن التشميت من كلام الناس ، فلا يجوز في الصلاة ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنكر على
من شمت العاطس في الصلاة ، ثم قال له
: (إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس هذا ، وإنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) أخرجه الإمام مسلم وأبو داود والنسائي .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز … الشيخ عبد العزيز آل الشيخ … الشيخ صالح بن
فوزان الفوزان … الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/113) .
" الإسلام سؤال وجواب "
__________________
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك