الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يبدأ بيمينه في الأمور التي هي من باب التكريم والتزين، كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله".
وكان هذا شأنه ودأبه في كثير من الأمور، ومنها:
البداءة في الغسل باليمين
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل بدأ بيمينه فصب عليها من الماء فغسلها".
وفي غسل الميت
فقد بينت أم عطية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غسل ابنته : "اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر ، وابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها، واجعلن في الآخرة كافورا".
البدء بالأيمن في الشرب
فإذا شرب الواحد منا وكان عن يمينه ويساره آخرون أعطى من عن يمينه، فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ فقال للغلام : " أتأذن أن أعطي هؤلاء؟" فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا، فتلَّه( أي أعطاه)رسول الله في يده.
كما دخل النبي صلى الله عليه وسلم دار أبي بكر فحلبوا له شاة فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره أبو بكر وعن يمينه أعرابي وعمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: أعط أبا بكر أعط أبا بكر، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الأعرابي وقال: " الأيمن فالأيمن".
التيمن في الوضوء ولبس النعل وتسريح الشعر
كما مر معنا سابقا حيث قالت عائشة رضي الله عنها إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر وفي ترجله( تمشيط الشعر) إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل.
الأكل والشرب باليمين
فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي: " يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك".
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله".
وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلا أكل عند النبي صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: " كل بيمينك" قال: لا أستطيع. قال "لا استطعت" ما منعه إلا الكبر. فما رفعها إلى فيه.
دخول المسجد باليمين
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى.
النهي عن الاستنجاء باليمين
من السنة إذا قضى المسلم حاجته أن يستنجي بيساره ، ولا يستعمل يده اليمنى في الاستنجاء، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال لنا المشركون: إني أرى صاحبكم يعلمكم كل شيء حتى الخِراءة. فقال سلمان رضي الله عنه: أجل. إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه…"الحديث.
وبالجملة فالأمر كما قال الإمام النووي رحمه الله:
قاعدة الشرع المستمرة استحباب البداءة باليمين في كل ما كان من باب التكريم والتزيين، وما كان بضدهما استحب فيه التياسر.
ونختم بقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله…
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ينقل ل
السنة النبوية الشريفة