بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قول الله تعالى: ( وكان عرشه على الماء )
قال الله عز وجل : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) هود/7 .
فهذا خبر من الله تعالى أن عرشه سبحانه كان على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض وما فيهن . قال قتادة : "ينبئكم ربكم تبارك وتعالى كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السموات والأرض" .
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين واسمه لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي قال:
قلت: يارسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال:
«كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء، ثم خلق العرش بعد ذلك»
"تفسير الطبري" (15 / 246).
وروى البخاري (2953) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن نَاسا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سألوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالوا : جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ ؟ قَالَ : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ) .
فالآية والحديث إنما هما خبر عن بداية الخلق ، وأن عرش الله عز وجل كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض .
وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين واسمه لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي قال:
قلت: يارسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال:
«كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء، ثم خلق العرش بعد ذلك»
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
"وَقَعَ فِي رِوَايَة إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ : (وَالْعَرْش عَلَى الْمَاء) وَظَاهِره : أَنَّهُ كَذَلِكَ حِين التَّحْدِيث بِذَلِكَ ؛ وَظَاهِر الْحَدِيث الَّذِي قَبْله أَنَّ الْعَرْش كَانَ عَلَى الْمَاء قَبْل خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض ، وَيُجْمَع بِأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ عَلَى الْمَاء " انتهى .
"فتح الباري" (20 / 496) .
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء»
وقال الربيع بن أنس {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى ٱلْمَاء }[هود:7] فلما خلق السماوات والأرض قسم ذلك الماء قسمين فجعل نصفاً تحت العرش وهو البحر المسجور.
فأفاد قوله تعالى : (كان) في الآية الإخبار عما كان في الماضي قبل خلق السموات والأرض، وأفاد قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : ( وعرشه على الماء ) أنه لم يزل كذلك.
والله أعلي وأعلم
تم التقييم وتقييم الموضوع
بجد موضوع يستاهل
جزاكي الله خير وجعله في ميزان حسناتك