تخطى إلى المحتوى

"وكان أبوهما صالحًا" 2024

الونشريس
{ وكان أبوهما صالحا}
الونشريس

الونشريس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
☺كثير من الآباء الآن يهتمون بأمر التربية يقصرون اهتماماتهم على متابعة آخر ما توصل إليه علم التربية.
وهذا حسن وخاصة إذا كان مصدره الشريعة وسيرة النبى صلى الله عليه وسلم واستنباطات العلماء منها.
غير أن القضية الأولى والأهم قضية

الونشريس

"وكان أبوهما صالحًا"
الونشريس

قال تعالى{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ( 82 )}

الونشريسيقول ابن كثيرقوله: { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم.

الونشريسوقال ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره
( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) فكان من شكر الله – – لهذا الأب الصالح أن يكون رؤوفاً بأبنائه، وهذا من بركة الصلاح في الآباء أن يحفظ الله الأبناء.

الونشريس

الونشريس وقال القاسمي رحمه الله في تفسيره محاسن التاويل
وفي الآية إشارة إلى إرشاد الآباء ، الذي يخشون ترك ذرية ضعاف ، بالتقوى في سائر شؤونهم حتى تحفظ أبناؤهم وتغاث بالعناية منه تعالى ، ويكون في إشعارها تهديد بضياع أولادهم إن فقدوا تقوى الله تعالى ، وإشارة إلى أن تقوى الأصول تحفظ الفروع .
وأن الرجال الصالحين يحفظون في ذريتهم الضعاف ،
الونشريس ويقول صاحب الظلال: فهذا الجدار الذي أتعب الرجل نفسه في إقامته ولم يطلب عليه أجرا من أهل القرية وهما جائعان وأهل القرية لا يضيفونهما كان يخبئ تحته كنزا ويغيب وراءه مالا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة.
ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدافعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهما قادران على حمايته.

الونشريس

أخواتى

رجلان أتيا إلى قرية أهلها بخلاء لم يطعموهما ليجدا جدارًا أصحابه غير موجودين، وليس ذلك فقط بل و"صبيان صغيران" فيقيما الجدار ويصلحاه.

هنا وقفتان:
الوقفة الأولى
الونشريس

وقفة تأمل لهذا الرجل والد هذين الولدين يا تري ماذا فعل حتى يحفظ الله كنز كان يخبأه لولديه هذان ويقول عنه صالحا؟؟؟!!!
أكان يقف في خشوع بين يدي الله في جوف الليل يسيل دمعه من خشيتة فرضى الله عنه وكان عنده صالحا؟؟
ام استمع لصوته وهو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر محتسبا لله ؟؟
أو اشعر بصبره على ابتلاء ات أصابه الله بها فكان صابراً بل راضياً؟؟؟
أو ترقبه وهو يضع الصدقة في يد يتيم وترقرق عينه من الدمع شفقة عليه.؟
ام انَّه كان بارا بوالديه ولا ينام حتى يكونا راضين عليه فدعوا له فتقبل الله منهما فكان عند الله صالحا؟؟
أم انَّه كان يتقى الله و لا يمد يده للحرام ابدا ولا يأكل الا طيبا فكان عند الله صالحا
ام انَّه كان يهتم بزوجته وبناته فسترهم بحجاب شرعى وعلمهنَّ امور دينهنَّ فرضى الله عنه فكان عنده صالحاً
لا شك أن لهذا الرجل سرًا بينه وبين الله رفع من قدره فحفظ الله به ولده، فلأجله ولأجل صبياه ابتعث رجلين عظيمين عند الله أحدهما نبي من أولي العزم، والآخر قيل فيه إنه بني وقيل إنه كان رجلا صالحًا.

والوقفة الثانية:
الونشريس

المال والمنصب والجاه والعقار لا ينفع وحده إن لم يكلله ب "وكان أبوهما صالحا".
انظروا لهذا الرجل:
بلغ من خوف أحدهم على ابنه من دواهي الزمان ما حكاه العالم أبو بكر بن يعقوب بن شيبة عن أبيه لما وُلد, فإنه دخل على زوجته فقال: إذا حسبت مولد هذا الفتى فلو عاش كذا وكذا من السنين وقد حسبتها أيامًا وقد عزمت أن أعدّ له لكل يوم دينارًا مُدّة عُمره؟!
فإن ذلك يكفي الرجل المتوسط له ولعياله، فأعدّ له "برميلاً" وملأه بالدنانير وتركه في الأرض ثم قال لها: أعدّي برميلاً آخر أجعل فيه مثل هذا يكون له, قال: وما نفعني ذلك مع حوادث الزمان، وقد احتجت إلى ما ترون!! ورأيناه فقيراً يجيئنا بلا إزار نقرأ عليه الحديث ونبرّه!!
سبحان الله تخيلوا هذا الرجل كان يضع لابنه يومياً نقود حتى كبر فاذا بها تهلك كلها حتى انه لا يجد ما يلبسه ليستره !!!

المال لا ينفع ابنك بدون تقوى وكم من النَّاس ترك لابناءه اموالا كثيرة فسرقها منهم اعمامهم ، بل والله وجدنا ام ابناء تضيَّع اموال تعب فيها الاب سنوات لأجل اولاده وجدنا امهم تنفقها على زوج لها وتحرم أبنائها !!!!!

الونشريس

واستمعي لهذه القصة

• توفى رجل وترك بنات له صغار كان هذا الرجل كما يُقال اليوم متدين ولكنَّه كان اذا تعامل مع النساء مُتساهل( وما اكثر انتشار هذه المصيبة هذه الأيام) يضحك ولا يغض بصره وقد يجلس معهنَّ ليحكى الحكايات كأنَّهنَّ محارمه، حتى انَّ بعض النساء اردن ان يكون بينهم علاقات محرمة !!لكنَّه رفض {متدين !!} كثيراً ما نصحته زوجته ولكنَّه كان يحلل لنفسه معصيته ويقول لها انا لا أفعل معهنَّ الحرام ومات الرجل وسنه صغير وترك البنات فى سن صغير جداً ولمَّا كبرت البنات كانت معصية ابوهم تقف على الباب تنتظر الوقت المناسب ،فاذا بكل البنات بلا استثناء يُفعل بهنَّ ما كان يفعله الأب حتى ان تصل البنت لمحاوله الزنا بها يتدخل القدر ويمنع وكأنَّ الأحداث تقول الى هنا كانت معصية الاب وللعلم الام حاولت بكل ماتستطيع ان تربيهم تربية تُرضى الله وتظل البنت تسمع كلامها وفجاءة وفى سن مناسب يحدث هذا !!!!
وقد صدق الامام الشافعى إذ يقول

عفوا تعف نساؤكم في المحرم ….. وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضته …….. كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ….. سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد ….. ما كنت هتاكا لحرمة مسلم
من يزن يزن به ولو بجداره …. . إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
من يزن في قوم بألفي درهم ….. يزن في أهل بيته ولو بالدرهم

الونشريس

• وكانت هنَّاكَ امراة عندها ولد وتربى معه ولد لزوجها فكانت تقسو عليه وتعامله معاملة سيئة للغاية، فماتت وتركت ابنها صغير وليس معه الا والده وابنه الثانى فاذا بهذا الولد يتجرع الذل من زوجة اب ثانية تحرمه من كل شيء وكان معصية أمه تنتظره!!! فمن كان يحنو عليه ؟؟ ابوه بالطبع لا لأنه لو كان كذلك كان حنا على اخيه المسكين من قبل ولكنَّ الذى اهتم به ورباه رغم صغر سنه اخوه الذى كانت امه تعذبه ّ!! يحكى هذا بعد ان اصبح رجلاً ويقول كل ما فعلته امى فى أخى وجدته بعينى من زوجة ابى!!!! حقاً كما تدين تُدان
ولا أحد يعلم من سيربى أولاده فالأمر بيد الله وحده!!

الونشريس

"وكان أبوهما صالحًا".!!
ومن امثلةالثمرات الطيبة

ـ الثمرة الطيبة المباركة عبد الله بن المبارك
فهذا المبارك والد الإمام الحجة شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك، كان عبداً رقيقاً أعتقه سيده، ثم عمل أجيراً عند صاحب البستان، وفي يوم خرج صاحب البستان مع أصحاب له إلى البستان وقال للمبارك: ائتنا برمان حلو فقطف رمانات، فإذا هي حامضة،
فقال صاحب البستان: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟!!
فقال له: أنت لم تأذن لي لأعرف الحلو من الحامض.. فقال: أنت من كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا وظن أنه يخدعه،فسأل الجيران، فقالوا: ما أكل رمانة واحدة منذ عمل هنا، فقال له صاحب البستان: يا مبارك ليس عندي إلا ابنة واحدة فلمن أزوجها؟ قال المبارك: اليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، والعرب للحسب، والمسلمون يزوجون للتقوى ـ فمن أي الأصناف أنت؟ زوّج ابنتك للصنف الذي أنت منه،فقال: وهل يوجد أتقى منك، ثم زوّجه ابنته.
فكان من ثمرة ذلك شجرة يانعة مباركة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، أكلاً من جهاد، وزهد، وعلم، وصدقة إنه "عبد الله بن المبارك".
الونشريس وهذا والد الإمام البخاري يقول عند موته "والله لا أعلم أني أدخلت على أهل بيتي يومًا درهمًا حرامًا أو درهمًا فيه شبه" فجاء حديث الرسول الصحيح مجموع على يد ولده "محمد بن إسماعيل البخاري" أصح الكتب بعد كتاب الله.
الونشريس ورد عن محمد بن المنكدر أنه كان يقول لولده والله يا بني إني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك.
لنتقى الله فى اولادنا بصلاحنا
قال سعيد بن المسيب : إني لأصلي فأذكر ولدي ، فأزيد في صلاتي : ( قصد بذلك أنه يكثر من الدعاء لولده في الصلاة ) .
الونشريس وقال أحد الصالحين : ( يا بني ، إني لأستكثر من الصلاة لأجلك ) . وكان سهل التستري يتعهد ولده وهو في صلبه ، فيباشر إلى العمل الصالح رجاء أن يكرمه الله تعالى بالولد الصالح فيقول : (( إني لأعهد الميثاق الذي أخذه الله تعالى عليَّ في عالم الذَّرِّ ، وإني لأرعى أولادي من هذا الوقت إلى أن أخرجهم الله تعالى إلى عالم الشهود والظهور )) .
هكذا كان السلف الصالح – رضي الله عنهم – يتعهدون أبناءهم رجاء أن يكونوا طائعين لله ، وخير خلف لهم .
فيا اخواتى
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }

بارك الله فيكم على طيب المتابعة وجزى الله خيراً من قرأ وعَمل ودعا فنشر فالدال على الخير كفاعله ورُب حامل فقه الى من هو افقه منه
اللهم اهدنا لمَّا تحب وترضى واصرف عنَّا الذنوب والآثام وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

الونشريس


•ديوان الشافعى
ابن كثيرقوله: { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا }
القاسمي رحمه الله في تفسيره محاسن التاويل
فى ظلال القرآن سيد قطب
•ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره
( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً )
•أحمد محمد عمرو

الونشريس

جزاكي الله خيرا
موضوع اكثر من رائعالونشريسالونشريسالونشريس

الونشريس اقتباس الونشريس
الونشريس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الورده الخجوله الونشريس
الونشريس
جزاكي الله خيرا
موضوع اكثر من رائعالونشريسالونشريسالونشريس
الونشريس الونشريس

بارك الله فيكِ وزادكِ على دينكِ حرصاً ولله حُباً دمتِ طيبة
جزاكى الله خيرا وبارك فيكى موضوع رائع

جزاك الله خيرا

بارك الله فيكى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.