تخطى إلى المحتوى

السعيد شبانة سالم !! 2024

  • بواسطة

السلام عليكم ورحمة الله

كيفكم ؟ قرات هذه القصة في احد المواقع أعجبتني فأحببت نقلها لكم

هو رجل صالح عاش وحيدا ومات وحيدا لم يعرف في حياته الغش ولا الخداع عاش في عالم آخر غير ما يعيشه الناس كان فقيرا وحيدا ولكن موته فجر في نفوس الكثيرين الألم والتأمل خاصة أولئك الذين تركوه في حياته ولم يهتموا لأمره رغم انهم أقرب الناس اليه

ربما يستغرب الكثيرون كيف تكون قصة تحمل اسم شخص ولكن من يعرف حكايته يجد ان حياته أكبر من أن تسطر في وريقات يقرؤها الناس ثم ينساها من ينساها !!

بضعة صفوف صغيرة صلت عليه الجنازة لا أدرى هل لأنها كانت بعد العصر وقبيل المغرب وكانوا يريدون دفنه قبل الظلام أم لأن الناس قد زهدوا فيه فمن يكترث لرجل عاش ومات فقيرا وحيدا بجانب مرضه النفسي الذي كان ابتلاءا فوق ماعنده ولكنها حكمة الله تعالى

في حجرة ضيقة عاش وفي لحد ضيق دفن كان قريبا من قلوب الناس بعيدا عن أعينهم كان أبي هو الوحيد الذي يهتم به ويذهب له بالطعام ومايحتاجه ويجهز له مسكنه الضيق ويطمئن عليه-والمفارقة ان اسم جدي في بطاقة ابي مختلف عن أعمامي بسبب خطأ في السجلات …. المهم كيف لا يهتم به وهو شقيقه وله واجب عليه رغم ان عمي الآخر تنصل مرة من دفع مبلغ من المال من اجل مساعدة هذا الرجل الطيب الذي لم أحس به ولم أشعر بهكذا مرارة الا بعد ان وصلني خبر وفاته

اتصل بي ابن عمتي ليخبرني بالخبر الذي أحزنني كثيرا ليس لأنه قال أن عمي على فراش المرض ويقولون انه قد يكون يحتضر فحسب ولكن أيضا لانني لم ازره منذ فترة طويلة وكنت مقصرا معه فشعرت بمرارة رغم اني احافظ على صلة الرحم وازور أكثر أقاربي ولكن لا أعرف لماذا أخذتني الدنيا والمشاغل عن السؤال عن شقيق ابي

كان شابا وسيما -كما يحكي ابي وعمي الآخر- وكان يؤذن للصلاة في المسجد ويؤم الناس وعندما سمع أبو زوجتي وهو امام خطيب على المعاش به قال انه يعرفه وانه كان حافظا للقرآن في شبابه وكان عذب الصوت بالقرآن وكان يحب الأذان ويؤم بالناس

اما موضوع مرضه النفسي فكما يحكي ابي انه كان قد دخل الجيش- اي عمي- وكان يصلي كلما حان وقت الصلاة فصلى مرة أثناء الخدمة فمر به ضابط نصراني فركله بقدمه وهو يصلي فقام وقد اصابته حالة هياج شديدة ظلت ملازمة له وقيل انه دخل على الضابط مكتبه بعد ذلك وقلبه على راسه ومن ساعتها وهو يعاني من المرض النفسي

كانت عمتي تعيش معه فتركته وانصرفت الى مسكن آخر مع اولادها وياللقدر لقد توفي ابنها قبل ايام من وفاة اخيها ..فكيف سيكون حالها ولم يخبرها ابن عمتي للآن بوفاة اخيها

دخلت شارع عمي الذي عشت فيه اياما من طفولتي فكأني ادخله لأول مرة وكأن البيوت تريد أن تنطق وتقول لي أين أنت؟ وأين كنت؟ ولماذا ذهبت وتركته؟ولم لم تسأل عنه كل تلك الفترة

كانت الخواطر تنهال علي ّ لم اجد جوابا لأي من تلك التساؤلات هل هي الدنيا ؟ العمل؟ الزوجة؟ الأطفال الصغار ؟ مشاكلي؟ همومي ؟ أي من تلك الأسباب كانت تشدني بعيدا عن صلة رحمي وياللعجب لقد كنت ازور أقاربي الآخرين ومنهم عمي الآخر ولكن لم أزر هذا الرجل الا قليلا قليلا

دخل مقبرته وأشهد اني لم احضر جنازة واقف على مشارف قبر احد وبكيت الا نادرا ولكن لم استطع تمالك نفسي وانهمرت دموعي حزنا عليه لقد عشت يا سعيد وحيدا ومت وحيدا ودفنت بقبر ضيق فهل عشت سعيدا؟

لقد قطعت قلبي يا سعيد وانهمرت دموعي واغرقت وسادتي ليلتها حين رجعت الى البيت ولم استطع النوم والآن أنا اسهر لكي اخط بعض خواطري عنك

كيف اعوض تقصيري معك وأحاول اسداء أي شئ لك ..اللهم الا أنني قد اشتري بعض المصاحف واضعها في مسجد قريب صدقة جارية على روحك وساكتب الجملة الشهيرة صدقة جارية على روح…….نسألكم له الفاتحة

يارب وسع له في قبره وأسكنه فسيح جناتك وتقبله عندك في الصالحين

منقوووووووووووووووووولالونشريس

    مشكووووووووووووووووره حبيبتي

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.