تخطى إلى المحتوى

في القرية,,,, قصة مرعبة جدا 2024

  • بواسطة
في القرية ……..
الجزء الأول
التاريخ :
26/7/2019

الذهاب إلى قرية أحد اصدقائي هو ما قررنا ان نبدأ عطلتنا الصيفية به …….

بعد انتهاء الامتحانات بعدة أيام كنا أنا و اصدقائي جالسين في حديقة منزلي نتشاور حول المكان الذي سنبدأ عطلتنا الصيفية فيه ، حيث ان الامتحانات هذه السنة قد انهكتنا عقليا و جسديا و نفسيا ، كنا 5 اشخاص ( محمد ، حسين ، أحمد ، يوسف ، صافي )
كل شخص قد قدم ما لديه من اقتراحات لكن الاقتراح الابرز كان اقتراح أحمد بالذهاب إلى قريته ….
و قد حظي بتأييد الجميع خصوصا بعدما وصف أحمد القرية و البيت الذي يملكونه فيها …….
فالقرية تقع في منطقة جبلية على الحدود السورية التركية ، لا يتجاوز عدد سكانها ال 100نسمة بسبب هجرة معظمهم إلى المدينة بداعي الدراسة أو العمل ، تتميز القرية بطبيعة خلابة مما حدا بوالد صديقي بأن يقوم بتشييد بناء فاخر على أحد سفوحها ……
البناء هو عبارة عن طبقتين الطبقة السفلية دافئة نسبيا لذلك تعودت عائلة صديقي على الجلوس فيها شتاء ، تتكون من صالة كبيرة و غرفة متوسطة الحجم بالإضافة إلي المطبخ و الحمام بينما العلوية فتبقى مهجورة من الصيف إلى الصيف ، تتألف من 3 غرف نوم بالإضافة إلى الحمام ، و يصل بين الطبقتين درج داخلي …….
هذا الوصف كان بناء على كلام صديقي ……
اتفق الجميع على تحديد يوم الخميس موعدا لبداية رحلتنا إلى القرية .
جاء مساء الاربعاء لنتفاجأ بنية صديقي يوسف على عدم الذهاب معنا بسبب حدوث أمر طارئ يتعلق بعمله ، و اتفقنا على الذهاب بدونه لنتفاجأ صباح الخميس بأن صافي أيضا لن يتمكن من الذهاب معنا بداعي المرض ، أصابتنا الحيرة نحن الثلاثة الباقون !
هل نذهب من دونهم أم نؤجل الرحلة ؟
لكن في النهاية قررنا الذهاب على ان نرتب رحلة أخرى فيما بعد ……
رتبنا حاجياتنا و هممنا بالذهاب بسيارة صديقي أحمد ….
انطلقنا الساعة السابعة و نصف مساء ، دخلنا في الريف الذي تتبع اليه القرية بعد حوالي الساعة و نصف الساعة .
سفوح جبلية موحشة ، قرى صغيرة تكاد تخلو من البشر حيث اعتاد ساكنوها على النوم باكرا ، طريق زراعية مظلمة و ضيقة جدا حركة المرور فيه قليلة ، حيث نادرا ما تمر سيارة في الاتجاه المعاكس لتضرب أضواءها في اعيننا و نصاب بعمى مؤقت !
صديقي معتاد على أمر كهذا فهو دائم الذهاب و الاياب على هذا الطريق ليأخذ عائلته من و إلى القرية .
كلما زاد اقترابنا من القرية زادت وحشة الطريق و ساد الظلام أكثر ……
كنت جالسا في الخلف اضع تصورا للمكان الذي نحن ذاهبون اليه بناء على المعطيات التي أراها حتى الآن .؟
أعتقد انه مكان يبث الرعب ….
أعتقد ان القرية نائية جدا ……
أعتقد ……( قطع سلسلة أفكاري دعسة أحمد على المكابح بشكل مفاجئ )
نظرت لا شعوريا إلى مقدمة السيارة لأتفاجأ بوجود بحيوان بري !
عم الهدوء داخل السيارة !
( انه ضبع ) قطع هدوءنا صوت أحمد ……
ما هي الا ثوان ليكمل الحيوان طريقه و نكمل بدورنا طريقنا ……
زادت تساؤلاتي عن طبيعة المكان الذي اقترب وصولنا اليه ….
و قبل ان نصل بقليل اكتشف حسين بأن عليه ان يشتري بعض السجائر ، تنهد أحمد و عاد ليخبره بأننا سنمر على احدى البلدات فإن كان هناك أي شيء آخر ينقصنا فليخبره .
رد حسين : لا فقط السجائر .
بعد عدة دقائق وصلنا إلى البلدة ……
" يا الهي ! ان كانت البلدة هكذا فكيف هي القرية ؟ "
تساءلت في سري ..!
" انها صغيرة جدا ! "
" لا مؤشر لوجود بشر على الرغم من ان الساعة الآن هي العاشرة !!!!! "
لا حوانيت مفتوحة ، طرق خالية ، شوارع مظلمة …… هذه هي البلدة باختصار .
فقدنا الأمل من وجود أي حانوت مفتوح لنشتري منه السجائر فقام أحمد بالاتصال بأحد اقاربه لنأخذ من عنده سجائر تكفي صديقي حسين حتى الغد ، و فعلا جلب لنا السجائر و قبل ان يودعنا اخبر صديقي أحمد عن جريمة قد حدثت منذ يومين في قريته ، ليودعنا بعدها و ننطلق باتجاه القرية التي تبعد عنا الآن حوالي ربع ساعة ،
يا الهي كيف علي ان أتصور القرية الآن .؟
أعتقد انها مثيرة للفزع بشكل كبير !!!!!
لكن لا يهمني ذلك فمعظم وقتنا سنقضيه داخل المنزل ……
مرت الدقائق لنصل إلى القرية المنشودة !!
استقبلتنا مقبرة صغيرة على يمين مدخل القرية و من ثم طريق يصعد إلى الاعلى بشكل حاد منازل على الطرف الايمن بينما وادي يزداد عمقه كلما استمر صعودنا للأعلى على الطرف الايسر هكذا هي بداية القرية ……
استمر صعودنا إلى الاعلى و التفافنا يمينا و يسارا بين هذه المنازل المبعثرة شديدة الهدوء ، ليبدأ عدد المنازل بالانخفاض مع استمرار صعودنا على الجبل و لتظهر منازل تدل جدرانها المتهدمة على ان أصحابها قد هجروها منذ عقود ……
بدأنا الآن بالخروج من القرية !!!!!
قطعت الهدوء الموحش بسؤالي :
( لما نبتعد عن القرية ؟ )
أجابني صديقي : المنزل خارج القرية !!
مممممممم رددت متمتما .
و بعد ثوان ظهر المنزل ….
نعم انه منزل جميل و ضخم كما وصفه صديقي ، لكن لم يخبرنا بأنه خارج القرية و انه لا يوجد أي منازل أخرى بالقرب منه .
نزلنا من السيارة لأبدأ بسماع أصوات لم انتبه إلى وجودها عندما كنا على الطريق !
أصوات حيوانات تنادي بعضها البعض و كأنها تتحدث عن قدوم غرباء إلى المنطقة !
كلاب تنبح ، ذئاب تعوي ، ضباع تزمجر …..
يا لوحشة هذا المكان !
تجاهلت و اصدقائي الأصوات
لندخل بوابة المنزل الرئيسية و نبدأ بانزال حاجياتنا من السيارة و وضعها في الصالة لنقرر بعدها استكشاف المنزل ….
استكشفنا الطابق السفلي و من ثم صعدنا الدرج إلى الطابق العلوي ، الذي ما إن بدئنا باستكشافه حتى شعرت بقشعريرة قد سرت في جسدي !!
لا ادري السبب و لكن ربما لأن الطابق العلوي مهجور منذ فترة فعائلته لم تصعد اليه منذ الصيف الماضي و نحن أول من وطأت قدمهم عليه منذ شهور !
انتهينا من استكشاف المنزل لاطلب من صديقي ان يرينا ما يحيط بالمنزل من الخارج ، فأجابني أحمد : دع الأمر للغد على ضوء النهار .
أعدت طلبي بإصرار رغبة مني بإشباع فضولي .
ليهز أحمد راسه موافقا .
خرجنا من باب المنزل الداخلي إلى حديقة لا بأس بحجمها ، مليئة بالاشجار المثمرة ، يتوسطها بئر ، و لكن ( ما هذا البناء في نهاية الحديقة ؟) سألت مستغربا !
أجاب أحمد : انه منزل جدي المهجور و قد قمنا بتحويله إلى مستودع …….
(فلنذهب لنرى ما فيه ) طلبت ذلك بفضول …….
( لكنه مسكون ) أجاب أحمد سريعا …….
صمتت لوهلة ليقطع صمتي ضحكة صفراء من أحمد !!
ليتابع بعدها : هل تخاف الجن ؟
أجبت : بالطبع لا و لكن تفاجأت بوجود البناء فأنت لم تخبرنا عنه !!
أجاب انه ليس بالأمر المهم ….
قطع حسين نقاشنا قائلا : هل ستذهبون لرؤيته أم لا ؟
أجاب أحمد : لا ، غدا نهارا سأريكم إياه ……
و عاد بنا إلى داخل المنزل لنبدأ بترتيب حاجياتنا و تجهيز العشاء فيما بعد .
بعد انتهائنا من تناول طعام العشاء ، جلسنا لبعض الوقت نتناقش لنقرر إن كنا سننظف الطبقة العلوية لننام بها أم سننام في الطبقة السفلية و نترك موضوع الطبقة العلوية للغد …..
و بالطبع و نظرا للانهاك الذي اصبنا به بسبب الطريق قررنا النوم في الطبقة السفلية على ان ننام في الغد في احدى غرف الطبقة العلوية بعد تنظيفها ،
بعد حوالي ربع ساعة استلقى كل منا على فراشه و ما هي الا دقائق حتى استسلم حسين و أحمد إلى النوم فيما بقيت أنا مستيقظا أتقلب يمينا و يسارا !!
جل ما كنت أفكر به هو …… ( الغرفة المسكونة )
يا ترى هل هي مسكونة بالفعل ؟
ما الذي يوجد بداخلها ؟
لماذا لم يأخذنا أحمد لاستكشافها ؟
ما الذي يحصل بداخلها الآن ؟
و فجأة تشتت أفكاري عندما سمعت صوت دعسات اقدام آتية من الطبقة العلوية !!
عدلت من وضعيتي على الفور لأنصت للأصوات بتركيز أكبر …..
نعم انها أصوات اقدام تتجول بين الغرف .
شعرت بالفزع و الاثارة …..
هل علي ان اوقظ أحمد ؟
لا لن افعل ذلك قد تكون مجرد تهيآت سببها التعب و قد يستهزأ بي أحمد و يصفني بالجبان ، و لكن المنزل لم تطأه قدم منذ فترة قد يكون مسكونا !
اضافة إلى ان القرية شبه مهجورة و تقع في منطقة جبلية ….. هذه العوامل تعد مناخا مناسبا لوجود الكائنات الغريبة التي تدعى ( الجن ) ……..
استمر صوت الدعسات بالورود إلى أذني و أنا بين مصدق و مكذب لها حتى قررت في النهاية ان اتجاهل الأصوات و اطرد الأفكار و احاول ان انام و بالفعل ما هي الا دقائق حتى استسلمت جفوني للنوم لأدخل بسبات عميق استمر ساعات و لم يقطعه سوى احساس بأني احترق جعلني أقفز مذعورا لأتفاجأ بوجود نار تلتهم اصابع قدمي بينما يقف صديقاي و هم في حالة ضحك جنونية حيث انهم لم يروا طريقة أفضل من حرق اصابعي لإيقاظي
بعد ان اطفأت النار ….
رمقتهم بنظرة غاضبة جعلتهم يدركون سوء المزاج الذي أنا فيه و من ثم توعدتهم بالرد عاجلا غير آجل……
فابتسم أحمد و قال لي ما بك ؟
انها مجرد مزحة لا أكثر !
و على كل حال لك الحق في الرد علينا متى ما شئت ، أما الآن فسنخرج لنشرب فنجان قهوة على التراس العلوي فالصباح في الاعلى من اروع ما يكون …..
انهض لتغسل وجهك و من ثم بادر باللحاق بنا إلى الاعلى ……
هززت راسي موافقا ليصعد أحمد و حسين بينما اعود أنا لأستلقي لعدة دقائق كما تعودت دائما …….
بدأت بالانصات إلى أصوات اقدام صديقاي و هما يسيران بين غرف الطبقة العلوية …..
نعم انها لا تشبه الأصوات التي سمعتها البارحة .!
انها مختلفة تماما ……
طردت هذه الأفكار لأقف و اسير باتجاه الحمام و اغسل وجهي و من ثم اتوجه نحو الطبقة العلوية .
صعدت السلم و بدأت اتفقد الغرف بنظري لاعود و أشعر بالقشعريرة التي شعرت بها أول مرة …….
تجاهلت هذا الإحساس و أكملت طريقي باتجاه التراس ….
يا لروعة هذا المنظر .!
جبال خضراء ، اشجار كثيفة ، دواجن ترعى في الحقول ، فلاحون يعملون في البساتين …..
اخترقت صدري نسمة هواء عليلة جعلتني استمر في الشهيق مطولا فأنا محتاج لمثل هذا النقاء منذ زمن ……
اطلقت النفس لاعود و ادخل نفسا آخر كررت الشهيق و الزفير عدة مرات حتى سمعت نداء حسين في اشارة لي بأن ابدأ بشرب قهوتي قبل ان تبرد ، جلست على الكرسي و بدأت بارتشاف قهوتي و تقليب نظري بين المناظر شديدة الجمال التي تقبع امامي ….. ليقع نظري على الغرفة المسكونة !
نظرت إليها مطولا …….
اردت ان اخترق بنظري جدرانها لأرى ما بداخلها ، فالفضول قد تملكني ، نقلت عيناي باتجاه أحمد و قلت له : متى سنذهب لنرى المستودع ؟
ضحك أحمد ساخرا و أجاب : تركت المنزل و القرية و الجبال و البساتين التي تحيط بنا لتطلب مني الذهاب إلى المستودع ؟
وافقه حسين الرأي بأن ضحك هو الآخر ………..
اطرقت بنظري الأرض مستغربا من استهزائهم لاسمع أحمد يقول : سنذهب بعد قليل لنراها ، بعد تناول الفطور ان شاء الله .
رددت : ان شاء الله .
تبادلنا بعد ذلك أطراف الحديث و نحن نتحدث عن جمال هذه المنطقة و ما تحويه من مقومات تجعلها سياحية دون أدنى شك مما جعل أحمد يسترسل في إخبارنا عن مناطق لا يعرفها سوى قاطنو هذه المنطقة ، اخبرنا عن النهر الذي يبعد عن القرية مسيرة نصف ساعة على الاقدام و عن بستانهم و عن أماكن أخرى كثيرة جعلت من المنطقة كوكبا غامضا ارغب باكتشافه ، و كان أكثر ما سرق انتباهي في حديث أحمد هي ( المغارة ) .
أنهى كل منا قهوته لننزل بعدها لتجهيز طعام الفطور ……
بعد الانتهاء من الفطور طلبت من أحمد ان نخرج لنرى الغرفة كما اتفقنا .
رد بايجاب و هممنا بالخروج من بوابة المنزل الداخلية متجهين إلى الغرفة الغريبة !
هاهي الآن تقبع امامي …..
يزداد حجمها كلما ازداد تعداد خطواتي …..
لا ادري لما بدأت دقات قلبي بالتسارع !
غرفة كبيرة ، جدرانها قد أتعبها الزمن ، باب حديدي اكله الصدأ ، هذا ما أراه الآن و أنا امام باب الغرفة انتظر أحمد ليقوم بفتحه ……
فتح أحمد الباب و دخل امامنا ، تبعناه أنا و حسين …..
الجدران الداخلية تعاني من الرطوبة ، هدوء و سكينة يسكنان الغرفة ،
الغرفة أصبحت غرفتين حيث انها من الداخل مقسومة إلى قسمين : الأول يحوي أثاثا قديما و باليا و الثاني يحوي رفوفا عديدة يوجد عليها علب تحوي أنواعا من الزيتون و الأجبان و سواهما من الاطعمة ……
فجأة ! سمعت صوتا قويا بجواري مما جعلني اقفز من مكاني !
ضحك صديقاي حيث لم يكن الصوت سوى صوت ارتطام أحد العلب الفارغة بالأرض !!!!
لم أعتب عليهما .!
فهما لا يعرفان بأني جاهز نفسيا لتوجيه ردة فعل قوية على أي حدث قد يثير الرعب في هذه الغرفة ، حالتي هي تماما كحالة من يقرأ القصة الآن ……!!!!
أنهينا استكشاف الغرفة بعد ان أصبحت على ثقة تامة بأن غرفة مثلها تأمن مسكنا جيدا لمن يدعون ( الجن )
عدنا إلى المنزل و صعدنا إلى الطابق العلوي لنبدأ بالتنظيف .
انهينا تنظيف الطابق بعد حوالي الساعتين لنقوم بعدها بنقل حاجياتنا إلى الغرفة التي أخترنا الجلوس فيها ……
و اخيرا انتهينا من العمل و جلسنا لنرتاح لبعض الوقت …..
مر الوقت و الساعة الآن هي الرابعة عصرا …..
بدأنا أنا و حسين بتحضير طعام الغداء بينما ذهب أحمد إلى البلدة لشراء السجائر و بعض المستلزمات التي غفلنا عن جلبها معنا .
انتهينا تقريبا من تجهيز الغداء عندما طلب مني حسين ان ابدأ بنقل الصحون إلى الغرفة العلوية !
" ممممممم تبا" قلت ذلك في سري
"الآن ليست بمشكلة لكني لا ارغب بالصعود ليلا بمفردي لنقل طعام العشاء إلى الطابق العلوي !!!! "
خصوصا اني سمعت الأصوات ليلة البارحة بمفردي بينما كان الجميع نائما ……
و اخير انتهيت من نقل الصحون رغم اني في كل صعود و نزول كنت أشعر بأن أحدهم يراقبني !!!!
عاد أحمد لنبدأ بتناول طعام الغداء و بعد الانتهاء منه قررنا الجلوس في الخارج لينظف كل منا رئتيه باستنشاق الهواء النظيف …..
تحدثنا في أمور كثيرة خلال جلوسنا خارجا و حل المساء دون ان نشعر بذلك …..
هممنا بالدخول فالساعة الآن هي العاشرة
قررنا ان نتابع أحد أفلام الرعب و الذي كان يدعى ( paranormal activity )
جلسنا جميعا و بدأ الفلم ……
بينما كنت اتابع الفلم كنت أشعر دائما بأن مجريات الفلم ستحدث معي !!!!
انتهى الفلم و حان وقت تناول طعام العشاء ……
بدأنا بتحضير طعام العشاء لنتفاجأ بأن الزيتون قد انتهى و على أحدنا الذهاب إلى المستودع ليجلب احدى العلب !!!!
قال أحمد : حسين اذهب أنت فصديقنا ( محمد ) لا يجرؤ على الذهاب بمفرده ، اتبعها بضحكة تدل على الاستهزاء .!
أثار هذا الموقف حفيظتي مما دفعني بأن اجيبه بدون تفكير …… فكان جوابي : تبا لك .!
سأذهب أنا ……
ابتسم حسين و كانني أنقذته من موقف في غاية الصعوبة ، كنت قادرا على استشعار الخوف من عينيه .!
صمتت لوهلة ليخرج أحمد أحد المفاتيح من جيبه و يعطيني إياه و يخرج أحد الابيال لأستخدمه في انارة طريقي …..
بدأت بالسير باتجاه البوابة الداخلية التي تؤدي إلى الحديقة التي تحوي الغرفة و أنا افكر في إجابتي الغبية المتسرعة ……
كنت مدركا بأن أمامي لحظات صعبة .
خرجت من الباب لأرى ظلاما شديدا يحيط بالمكان ……
اشعلت البيل و بدأت رحلتي المرعبة باتجاه الغرفة المسكونة ……
ظلام يحيط بي من كل الأطراف ، أصوات حيوانات برية تخترق اذني لتزيد من حالة الرعب التي اعيشها ، اشجار مدت اغصانها باتجاهي و كأنها تحاول التقاطي ، خطوات متثاقلة يزداد وزنها مع اقترابي من الغرفة ، شعور بأني مراقب و بأن أحدهم سيظهر خلفي في أي لحظة ، هذا ما أنا فيه و أنا متجه نحو الغرفة الملعونة …….
استوقفتني فكرة قد تهدأ من روعي ، أخرجت هاتفي النقال و بادرت بالاتصال بأحمد لأؤنس وحدتي ، زعمت بأني اتصل به لأن باب الغرفة لا يفتح ……
استمر حديثنا حتى سمع أحمد صوت الباب و هو يفتح …..
لم يبقى أمامي الآن أي عذر لاكمل حديثي مع أحمد ، أقفلت الخط ، وقفت امام الغرفة و أنا في حيرة من امري ، ظلام شديد يعم أركان الغرفة ، رائحة عفن تخترق أنفي ، نظرات آتية من زوايا الغرفة تحرق جسدي ، أصوات أنفاس بجواري ، شعور مريب بأن أحدهم سيغلق الباب بعد دخولي ، يا الهي كيف سأدخل بمفردي ؟
لكن لا خيار آخر أمامي ، علي الدخول ……
خطوت الخطوة الاولى نحو الداخل ليتكسر تحت قدمي قطعة خشب صغيرة زادت من الاثارة التي أنا فيها …..
بدأت أنقل النور بين ثنايا الغرفة ، تبا !!!!
علي ان أنهي الأمر بسرعة كي لا يطول عذابي …..
بادرت بالدخول بشكل سريع إلى الغرفة الاخرى و التقطت أول علبة وقع نظري عليها ……
كنت التفت حولي بشكل سريع ، و كانني احاول ان امنع أحدهم من الغدر بي ……
خرجت بسرعة من الغرفة و اغلقت الباب بشكل سريع و هممت بالركض باتجاه المنزل لأسمع صوتا غريبا يأتي من خلفي !!!!
تسمرت في مكاني ، أصابني الجمود ، بدأت قدماي ترتجف تزامنا مع تسارع ضربات قلبي ، لم أعرف كيف اتصرف حيال موقف كهذا !!!!
اهتز هاتفي النقال ليرافقه اهتزاز جسدي رعبا ……
أحمد كان المتصل ، لم يهدأ رؤية اتصاله من رعبي ، فتحت الخط و بدأت السير ببطء باتجاه المنزل !!!!
ليطلب مني أحمد ان اعود إلى الغرفة و أجلب علبة جبن منها …..
ترددت في الاجابة لأخبره بعدها بأنني أصبحت بعيدا عنها ، أصر أحمد علي بأن اعود ……
وافقت كي لا يشعر أحمد بخوفي …….
أقفلت الخط لأنظر بحسرة على باب المنزل الذي ما إن تجاوزته سيهدأ روعي و اعود لطبيعتي …..
علي الآن ان اعود إلى الغرفة اللعينة ……
تنهدت و تذكرت صوت الهمس الذي سمعته قبل ان أجيب على الهاتف ، زاد الرعب في جوفي ، لكن علي ان اعود للغرفة ……
استسلمت للأمر و استدرت نحو الغرفة لأبدأ مع خطواتي المتثاقلة نحوها قصة رعب جديدة …..
أنا الآن امام الباب ، أقوم بفتحه بتأني ، شعور قوي قد انتابني بأن أحدا في الداخل ينتظر ان اقوم بفتح الباب ليخرج راكضا ……
تجاهلت كل الاحاسيس التي اجتاحت كياني و قررت ان انهي الأمر بسرعة …….
فتحت الباب ، توجهت نحو الرفوف ، التقطت إحدى العلب ، لكن لما هي ثقيلة هكذا ؟
أشعر بأن أحدهم يحاول منعي من أخذها .!
علي ان التقطها و أخرج باسرع وقت ممكن قبل ان يمسك أحدهم بيدي ……
و فعلا حملت العلبة في حجري و خرجت من الغرفة مسرعا ، أغلقت الباب بقوة ، و بدأت بالركض نحو المنزل ……
شعرت بوجودهم ، انهم يلاحقونني ، أعتقد انهم في سباق فيما بينهم للوصول إلي .!
علي أن أزيد من سرعتي قبل أن يتمكنوا من الوصول إلي ……
و فجأة !!!!
بدأت ابعد ذرات التراب عن فمي .!
لقد وقعت على الأرض …..
البيل بعيد عني ، لا ارى شيئا الآن ، حواسي فقدت الإحساس باستثناء حاسة السمع التي مكنتني من سماع ضحكاتهم تتعالى …….
أستعذت بالله و هممت بالتوجه لالتقاط البيل ، التقطته و بدأت أرسل نوره باتجاه مصدر الصوت ، ليقع النور على شيء ما يعكس النور الذي أرسلته من البيل باتجاهي …..
ما هذا ؟
أعتقد انها عيون !!!!
يا الهي …… اسرعت في التقاط العلب و بدأت بالركض بأقصى سرعة لدي …..
اركض و أنا أشعر بأنهم عادوا ليتبعوني ، أشعر بهم حولي ، أعرف تماما ان هدفهم هو إثارة الخوف في نفسي ……
و أخيرا انتهت معاناتي بأن إجترت باب المنزل …….
حمدا لله تنهدت و شكرت الله .
لادخل إلى المطبخ و اعطي العلب لحسين و اتصرف بشكل طبيعي و كأن لا شيء قد حدث معي !!!!
______________________________

اسمي : حسين
عمري : 19 عاما
أنا الآن في منزل صديقي أحمد الواقع في احدى القرى النائية لقضاء عدة أيام معه و مع صديقنا محمد …….
أشياء غريبة تحدث معي في هذا المنزل الغريب ……
البارحة قضيت أول ليلة لي في هذا المنزل ، استيقظت من نومي حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ، كان أحمد و محمد يغطون في سبات عميق ، توجهت إلى الحمام لقضاء حاجتي ، و بينما كنت أقف على المغسلة لاغسل يدي !!!!
سمعت صوت دعسات اقدام قادمة من الدرج الذي يصل الطبقة العلوية بالسفلية ، تقارب صوت الدعسات مني ، لكن صديقاي نائمان !!!!
إذن من هذا ؟
أعتقد ان علي العودة إلى الغرفة بسرعة …… و هذا ما فعلته عدت بسرعة و طردت الأفكار من عقلي لاعود للنوم ……
في الصباح أيقظني أحمد …..
و أخبرني بأنه قد جهز القهوة لنخرج و نشربها سويا ، لكن علينا إيقاظ صديقي محمد الذي يعد إيقاظه مشكلة بحد ذاته فهو من أصحاب النوم الثقيل …..
اقترح أحمد ان نوقظه بإحدى المزحات ……
وضعنا قطعة صغيرة من منديل بين اصابع قدميه و اشعلناها لينتفض محمد واقفا و ننتفض نحن ضحكا ……
باختصار خرجنا إلى التراس جلسنا جميعا ، و طلب محمد من أحمد ان يرينا غرفة تقع في حديقة المنزل تستخدمها عائلة صديقي كمستودع ، نعم أنا أيضا لدي فضول لمعرفة ما تحويه الغرفة ، لكن رد أحمد على محمد الذي يوحي بالاستهزاء جعلني أخفي رغبتي بذلك ……
بعد قليل ذهبنا إلى الغرفة برفقة أحمد ، دخلنا الغرفة ، انها مرعبه ، غريبة ، مثيرة ، فيها طاقة لم أشعر بها في مكان آخر ، قطع تأملاتي الكثيرة في ثنايا الغرفة قفزة قام بها محمد من شدة رعبه بعد سقوط أحد العلب الفارغة لادخل في نوبة ضحك لا ارادية …….
انتهت رحلة الاستكشاف في الغرفة و نحن الآن خارجون منها …..
خرج أحمد و تبعه محمد و أنا آخر من سيخرج ، القيت نظرة أخيرة على الغرفة لأتفاجأ بوجود شخص ضاعت ملامحه في الظلام ……
ارى بريق عينيه و هي تحدق بي ، لم أتمكن من التوقف للحظة و هممت بالمغادرة سريعا دون ان أحدث اصدقائي بما رأيت ……
جاء المساء و نحن الآن نجهز العشاء ، أحمد اكتشف حاجتنا لجلب احدى العلب من المستودع اللعين ……
طلب أحمد مني ان أقوم بذلك !!!!
تبا لا ارغب في الذهاب لرؤية الكائن الغريب …..
كيف تبدو الغرفة في هذا الليل الموحش ؟
ساعدني يا الهي ……
و جاء الانقاذ سريعا.!
فقد أوقف سلسلة الرعب التي اجتاحتني صوت محمد و هو يخبر أحمد بأنه ذاهب بالنيابة عني ، نظرت إلى محمد و ابتسمت ، قدمت له الشكر و الامتنان دون ان أشعر بذلك ……
خرج محمد و مرت الدقائق …… عاد محمد ……
هو الآن أمامي ……
أستطيع ان أرى الخوف يتلاشى من عينيه ليحل مكانه الأمان …..
يا ترى هل رأى ما رأيت اليوم أم ان ما رأيته كان مجرد أوهام ؟؟؟

________________________________

    في القرية ……..
    الجزء الثاني
    انتهينا من تناول طعام العشاء …..
    اكلت من الزيتون و الجبن بقدر كبير ….
    كيف لا افعل ذلك و قد عانيت الأمرين لأتمكن من جلبهم !!!!
    حان الآن وقت النوم ….
    استلقينا جميعا و سلمنا أجسادنا للفراش لندخل في غيبوبة استمرت حتى الساعة الحادية عشرة من ظهر اليوم التالي ….
    شربنا القهوة ، تناولنا الفطور ، و هممنا بالذهاب إلى النهر الذي حدثنا عنه أحمد في وقت سابق …..
    بدأنا بالسير بين هذه الأدغال ، اشجار ضخمة عمرها مئات السنين ، آثار أقدام لحيوانات برية ، هواء نقي ، طبيعة خلابه …..
    كان الطريق كافيا لينسيني معاناة اليوم السابق …..
    وصلنا إلى النهر ، اخرجنا مأكولاتنا و مشروباتنا و بدأنا بالتحادث تارة و التأمل تارة أخرى …..
    أمضينا هناك حوالي الأربع ساعات و لم يكن لدي مانع ان نبقى ل أربع ساعات أخرى …. الا ان أحمد اخبرنا بان علينا العودة في عجل لنقطع الأحراش قبل غروب الشمس و الذي هو موعد ظهور الحيوانات البرية لتبحث عن طعام عشائها …..
    أنطلقنا في طريق العودة ، قطعنا الأحراش و قبل أن نصل إلى المنزل بقليل أشار أحمد بيده إلى فجوة في الجبل اخبرنا بانها ( المغارة ) …..!
    تأملتها قليلا ….
    فتحة صغيرة منحوتة داخل الجبل ، مرتفعة بعض الشيء عن الأرض ، ظلام دامس في داخلها ، لا استبعد ان تكون جحرا لأحد الحيوانات البرية أو على الأقل مسكنا للجن ……
    أمتلكت هذه المغارة المثيرة للفضول مجمل تفكيري ……
    أكملنا طريقنا لنصل إلى المنزل …..
    بين استلقائنا لنستريح و تناولنا لوجبة العشاء مرت الساعات ….
    نحن الآن جالسون ، نتحادث عن الرعب و الجن و ما إلى ذلك ، انتهى الحديث و في كل منا رغبة كبيرة في تحدي الخوف الذي بداخله ….
    " لنذهب إلى المغارة الآن " اقترحت ذلك
    رأيت في عيني حسين رغبة يملؤها التردد في الموافقة على اقتراحي أطفأها أحمد بجوابه : مستحيل ، الحيوانات البرية تملأ المنطقة الآن ، انه أمر خطر …..
    " يا لك من جبان " جاء ردي في محاولة لاستفزاز أحمد
    " فلنذهب " وافق أحمد على الذهاب بسرعة استغربتها …..
    أخذ كل منا بيلا بيده و اخذ أحمد سلاحا ناريا لحمايتنا على حد زعمه ….
    خرجنا باتجاه المغارة …..
    كان يمشي أحمد في المقدمة يتبعه حسين لأكون أنا آخرهم …..
    بدأنا نبتعد عن المنزل و بدأت بالتالي أصوات الحيوانات بالارتفاع و كأنها فرحة بابتعادنا عن المنزل ، كانت خطواتنا تتعثر تارة بالحجارة و تارة أخرى بمخلفات الحيوانات التي مرت قبلنا ……
    لاحت المغارة في الأفق ، لقد ازدادت وحشة و ظلاما ، أعتقد ان بابها قد أنكمش ليصبح أصغر ، ما هذا الطائر الذي برقت عيناه امام باب المغارة ؟؟؟
    " انه بوم " بدأت أشعر بالاثارة تتزايد في نفسي بعد رؤية البوم …..
    هناك مثل قديم بما معناه : ان البوم دليل على الخراب كررته مرارا في سري مما جعل الدماء تسري في عروقي بشكل سريع لتطلق العنان لأفكار مثيرة بدأت تجتاحي كياني !!!!
    ازداد اقترابنا من المغارة مع ازدياد دقات قلوبنا سرعة !!!!
    نحن الآن امام بابها ، ابتعد البوم عن المغارة ليقف بعيدا و يطلق أصواته باتجاهنا ……
    ربما يقوم بتحذيرنا ؟ تسائلت في سري !!!!
    تجاهلت ما يدور حولي بعد سماع أحمد يقول موجها كلامه لي …… :
    تحديتني ان نذهب إلى المغارة و أنا قبلت التحدي و ها أنا الآن امامها ، أرنا شجاعتك و كن أول الداخلين ……
    ارتفعت دقات قلبي بشكل لم أعهده ، ازدادت سرعة انفاسي ، تملكتني الحيرة ، يا لهذه الورطة !!!!
    لكن لا خيار امامي ……
    اما ان أظهر بمظهر الجبان أو أكون أول الداخلين
    تقدمتهم بعدة خطوات لأضع احدى قدمي داخل المغارة ، شعرت لوهلة بأنني قد فقدتها ، لم أعد اراها ، ضاعت في سواد المكان …….
    رفعت من معنوياتي بأن وجهت النور نحو قدمي الضائعة …..
    نعم انها موجودة و على خير ما يرام ، بدأت بعدها بتقليب النور في ارجاء المكان الذي أنا مقبل على الدخول فيه …….
    شعور غريب ….. قشعريرة تسري ….. أفكار غريبة ….. خيالات مرعبه ……. همسات أعتقد انها لأرواح تائهة يتردد صدى ضياعها في المغارة …..
    آلاف الانعكاسات ظهرت لي عندما سلطت النور على سقف المغارة …. انها ( خفافيش ) الطائر الذي ارتبط اسمه بالكائنات الخرافية التي تمتص دماء الإنسان …..
    جاء صوت حسين من الخلف مشجعا لي : " هيا يا صديقي ، ادخل و نحن خلفك ، لا شيء يدعوك للتردد "
    تقدمت عدة خطوات في المغارة لينكسر حاجز الخوف بعد ذلك و أتعمق أكثر إلى الداخل ….
    أعتقد ان لا نهاية لهذه المغارة …..
    ربما تؤدي إلى عالم آخر غير عالم البشر !!!!
    توقف صديقاي لبعض الوقت امام حفرة داخل المغارة أعتقد انها جحر لأحد الحيوانات البرية ربما ثعلب أو ضبع أو خنزير بري …… لا يهمني ذلك فعلى الرغم من ان أصوات هذه الحيوانات تحفز الادرينالين في جسدي الا اني لا أخشاها ….
    ما يشغل تفكيري الآن هو العالم الآخر ….
    ( عالم الجن )
    أكملت السير بين جدران المغارة أقلب نور البيل في كل الابعاد …..
    ليقع النور على شكل مألوف بالنسبة لي !!!!
    اقتربت عدة خطوات لأتأكد مما رأيت ، انها شاهدة أحد القبور !
    سلطت النور عليها لاحاول قراءة الاسم ……
    لم أتمكن من رؤية شيء سوى التاريخ …..
    توفي في ؟ / ؟ / 810 هجري
    انه قبر قديم جدا ، عمره أكثر من 600 سنة

    آثار القبر فضولي ، أستدعيت أحمد بصوتي ….
    جاء بمفرده …..
    بدأت بالسؤال ….
    لمن هذا القبر ؟
    أجاب : هذا ليس من شأنك ، لا تتدخل فيما لا يعنيك ….
    استغربت جوابه !
    سألته : لكن أين حسين ؟
    أجاب : انه هناك ( مشيرا إلى العمق داخل المغارة )
    ادار ظهره لي و بدأ بالسير في الاتجاه الذي اشار اليه مرددا ( اتبعني )
    اصبت بالجمود للحظات !
    حسين مازال في الخلف !!
    هل من المعقول ان يمر بجانبي دون ان أراه ؟
    لا هذا مستحيل ….
    هناك أمر ما يحدث في المغارة ..
    بدأت السير بخطوات سريعة نحو الخلف لأجد أحمد و حسين جالسان امام الجحر ، يقومون برمي الحجارة إلى داخله ….
    عرفت انهم لم يتحركو ابدا مذ ان تركتهم قبل ان اتوجه بمفردي لعمق المغارة ….
    لكن !
    من هذا الغريب الذي جائني قبل قليل على هيئة أحمد ؟
    لما حاول ان يسحبني معه بعيدا عن اصدقائي ؟
    هل للقبر علاقة بما حدث ؟
    زاد الفضول ….
    عدت نحو اصدقائي لاخبرهم عن موضوع القبر …..
    قال أحمد : نعم أنا أعرف هذا القبر ، انه لشخص عاش قديما في هذه المغارة ، لم يكن يغادرها ابدا ، لا أحد يعرف ما هي قصته و لماذا قرر الاعتكاف فيها ، لكن لم يجرأ أحد على دخول المغارة و هو حي ، كان أهل القرية يجلبون له الطعام و يضعونه على باب المغارة يوميا ، و عندما توفي قرر أهل القرية دفنه هنا في نفس المكان الذي قضى حياته فيه ، هذا ما اخبرني به والدي ……
    زاد الكلام من حماس حسين لأرى في عينيه رغبة بالاستكشاف يشوبها الكثير من الرهبة ….
    و بدأنا لا شعوريا بالسير نحو القبر !
    تلمس حسين شاهدة القبر مرر اصابعه على الكتابات محاولا تحسس الحروف ، ليسأل أحمد بعد ذلك : ما اسمه ؟
    ( ضاع اسمه مع مرور السنين ) أجاب أحمد ….
    ( نسي اسمه الأجيال المتلاحقة التي مرت على القرية )
    أكمل أحمد مستطردا .
    و بينما كنت أنقل النور لأكشف تفاصيل القبر بشكل أكبر !
    لاحظت وجود منطقة ترابية من القبر أعتقد انها نبشت حديثا .!
    جلبت احدى الاعواد الخشبية لابدا بإعادة نبش المنطقة من جديد ….
    بعد عدة دقائق من النبش أعتقد اني وجدت شيئا !
    انه كيس بلاستيكي صغير يحوي بعض الأوراق !
    فتحت الكيس لأجد بداخله عدة أوراق يوجد معها بعض العظام و كتلة من الشعر !
    أعتقد ان أحدهم دفن سحرا في القبر ……
    صاح أحمد قد يكون للسحر خادم من الجن ليحميه !
    علينا ان نخرج بسرعة !!!!
    أصابتني و اصدقائي نوبة ذعر ….
    بدأنا تنقيل نظرنا فيما بيننا لنبدأ بالركض لا شعوريا إلى خارج المغارة …..
    استمررنا بالركض لنتوقف على بعد عدة أمتار من المغارة ……
    كنا نلهث بشدة ، انفاسنا كادت تنقطع ، ارجلنا ترتجف ، قطرات العرق تقطر من وجوهنا …..
    هدأنا لعدة لحظات لنتفاجأ بصوت حيوانات برية تتصارع فيما بينها بالقرب منا ……
    وجهنا الأضواء نحو مصدر الصوت ….
    انها خنازير برية …..
    يمكننا ان نلاحظ ضراوة المعركة القائمة بينها ….
    أصوات الأنياب و هي تنهش اللحم ، قرون ترتطم ببعضها البعض ، أصوات قوية و غريبة تطلقها و كأنها تطلب النجدة من اصدقائها ……
    مرت لحظات و نحن نتابع هذه المعركة الشرسة ، ليقطع المعركة طلق ناري أطلقه أحمد من سلاحه الناري ليخيف الخنازير و تبتعد لنكمل طريقنا إلى المنزل …..
    لكن الصوت لم يتمكن سوى من لفت انتباههم لثواني ليكملو بعدها معركة الحياة أو الموت فيما بينهم ….
    نحن الآن بين نارين ….
    الاولى تقبع في المغارة التي أنا متاكد من وجود جن بداخلها و الثانية هي الحيوانات البرية التي لا أعتقد ان لديها مانع من مهاجمتنا ان استدعى الأمر ذلك …
    قلت لأحمد : أطلق النار عليها بشكل مباشر ، اقتلها .
    أجاب : السلاح غير قادر سوى على جرحها مما سيزيد من شراستها و قد تبادر بالهجوم علينا أيضا …
    قلت : إذا ما الحل .؟
    أجاب : اتبعوني ، سنذهب من طريق آخر ….
    اتجه أحمد بنا نحو الأحراش …..
    تبعناه و نحن مستسلمون للأمر الواقع فلا خيار امامنا …..
    مرت ربع ساعة دون حدوث أي أمر غريب ، و أخيرا ظهر المنزل امامنا ….
    يا رباه !!
    انتهت المعاناة …..
    دخلنا المنزل ، جلسنا في الغرفة ، ساد الصمت …..
    قطعت الصمت باخراجي الكيس !
    اقترب أحمد و حسين مني لرؤية ما هو مكتوب على الأوراق ….
    اخرجت الأوراق و بدأنا بتفحصها ….
    لم تكن أوراقا بل كانت شيء ما يشبه الجلد !
    الحبر لونه احمر يشبه الدماء …..
    كتابات غريبة ، الاحرف عربية لكن الكلمات غريبة !
    انها طلاسم …..
    على طرف الورقة الخلفي هناك رسوم غريبة !
    نجوم سداسية ، دوائر ، أشكال غريبة ……
    وضعنا الأوراق على جنب و بدأنا باخراج العظام ….
    أعتقد انها تعود لأحد الطيور الصغيرة ، حيث ان حجمها صغير ،
    انتقلنا لرؤية الشعر …..
    لونه اسود مغبر ، شعث بعض الشيء …..
    هذا ما كان يحتويه الكيس …
    قاطع رهبة الموقف صوت أحمد : ماذا سنفعل به ؟
    قلت : سنحرقه ….
    لا يمكننا فعل ذلك ، يجب ان ناخذه إلى أحد الشيوخ ليفكه .
    قاطعه حسين : و هل سننتظر حتى الغد لنتخلص منه ؟
    لن انام هنا مادام السحر موجودا ….
    قلت : لا تحرق شيئا يا أحمد ، سنفعل ذلك أنا و حسين …….
    و بدأنا بتنفيذ ذلك ….
    بدأنا بحرق الأوراق لتخرج رائحة كريهة منها ، ثم رمينا بالشعر فوقها لتزداد الرائحة فظاعة …
    رمينا بالعظام في القمامة و انتهى الأمر بالنسبة لنا ….
    عدنا إلى الداخل و بدأنا التحضير للنوم عل النوم ينسينا مفاجآت اليوم ….
    لم يتمكن احدنا من النوم قبل مرور ساعتين على استلقائه ….
    و بعد الكثير من المعاناة استسلمت للنوم أخيرا لأترك حسين و أحمد يحاولون الخلود للنوم مرارا و تكرارا ….
    عادت الأحداث التي مررت بها منذ وصولي للقرية للحدوث معي في الحلم ، كنت اراها و كأنها تحدث فعلا ، شعرت بدقات قلبي تتسارع على الرغم من اني نائم ، شعرت بالعرق يزخ من جبيني ، احاول تحريك جسدي للهروب من هذه الكوابيس لكن جسدي ليس ملكي الآن ، توقفت الأحداث عن التكرار في حلمي ، مرت لحظات سادها اللون الأسود و كأني اتابع فلما و انتظر نزول الشارة !
    و فعلا لم يطل الأمر حتى ظهر شخص غريب لي !
    بالمختصر : وجهه قاتم ، ملامحه حادة ، لحيته كثيفة ذات لون احمر قرمزي ، شعر أشعث ، ثياب بالية !!!!
    اقترب مني و بدأ حديثه : ما الذي تفعله هنا ؟
    لم أتمكن من الاجابة و كأن لساني مربوط !!!!
    أكمل حديثه : مذ ان أتيت و أنت تعيث في المكان فسادا …..
    هذا منزلنا ، لا نخرج منه سوى عندما تأتي عائلة أحمد ، نحن لا نرغب بقدوم أناس غريبة عليه ……
    عليكم بالذهاب منذ الغد !!!!
    صمت الغريب لحظة ليأتي صوت من خلفه !!!!
    لن أدعه يذهب بخير ……
    أعتقد أني شهقت و أنا نائم و كأن روحي ستخرج من جسدي من هول الرعبة …..
    ظهر آخر ……
    لكن شكله غريب جدا ، انه مثير للفزع ، لا شعر على رأسه ، لونه مصفر ، أنياب طويلة ، عين واحدة كبيرة في منتصف وجهه ، كفان بأصابع كثيرة شديدة الطول ، قدمان غريبتا الشكل قريبتان من اقدام الحيوانات …..
    أريد ان استيقظ ، ساعدني يا ربي ، انقذني من شر هذه الكائنات ……
    لكن المعاناة استمرت ، اقترب الغريب الجديد مني !!!!
    بدأ بمد يده بأصابعها الكثيرة نحو جسدي ، ها هو يدور حولي كعقارب الساعة ، عينه الواحدة لا تفارق جسدي ، أنفاسه الحارة تزيد من تعرقي ، مد يده بجرأة أكبر …..
    بدأ حديثه معي بصوت يشبه الهمس : لما نبشت القبر ؟
    ما الذي سافعله الآن ؟
    الساحر سيعذبني ؟
    علي الانتقام منك …..
    لقد آذيتني …..
    سأدخل بجسدك و لن أخرج منه حتى موتك ……
    سأعلمك كيف تحترم خصوصيات القبور ……
    أمسك بقدمي و بدأ يجرني خلفه و هو متجه نحو نفق أسود !!!!
    كنت احاول الصراخ جاهدا ……
    مررت و أنا مسحول على الأرض بجوار الغريب الأول لأجد بان شكله قد أصبح شبيها بالآخر ……
    يا الهي ما الذي سيحدث معي ؟؟؟
    إلى أين يأخذني ؟؟؟
    يا رب انقذني ……
    استمررت بقول ذلك في سري لكن لم أتمكن من النطق به بشكل مسموع ……
    و فجأة انطلق لساني !!!!
    بدأت لا أراديا بقراءة المعوذات ، صرخ الغريب لأراه يحترق بشدة ، أفلت قدمي لتنطفأ ناره !!!!
    أكملت قراءة المعوذات لأراه يبتعد عني و هو يتوعد بالعودة قريبا !!!!
    أخيرا أتمكن من السير الآن …..
    بدأت السير لا شعوريا باتجاه الغريب الأول ؟؟؟
    وقفت امامه لأبدأ كلامي دون ارادة مني !!!!
    قلت له : ماذا علي ان افعل ؟؟؟
    أجاب : اخرج من هنا و لا تعد لهذه القرية ، بعد ان تصل إلى مدينتك ابدا بقراءة القرآن و الذهاب إلى الشيوخ …..
    قلت : و الغريب الذي حاول ايذائي ؟؟؟
    قال : أطمئن !!!!
    لديك وقت كافي ، هو الآن سيهرب بعيدا عن الساحر و حتى يتمكن من الوصول إليك مرة أخرى ستكون قد حصنت نفسك بشكل جيد !!!!
    قلت : لما تساعدني ؟؟؟
    قال : أنا لا أؤذي أحدا و بالوقت ذاته لا ارغب ان يأذيني أحد !!!!
    هممت باستكمال أسئلتي ليبادر الغريب بدفعي بقوة لأسقط و افتح عيني بعدها لأستيقظ !!!!
    انتهت هذه التجربة المفزعة …..
    نظرت باتجاه أحمد لأجده نائما ….. نقلت نظري إلى حسين لأراه يتصبب عرقا !!!!
    عرفت حينها ان ما حدث معي يحدث معه الآن …..
    قفزت إلى جانبه و بدأت بقراءة القرآن …..
    مرت دقائق ليستيقظ حسين و يشهق بقوة ؟؟؟
    نظر إلي و استعاذ بالله ……
    جاء ليتكلم فأسكتته …..
    قلت : لا تخبرني بشيء ، أعرف ما حدث معك لأنه حدث معي .
    قال سمعت صوتك و أنا نائم …..
    كنت تقرأ القرآن …..
    هززت راسي و أشرت له بأن نخرج من الغرفة …..
    نزلنا إلى المطبخ و بدأ كل منا يقص على الآخر كل ما رأى و كل ما حدث معه !!!!
    كنا نتحدث دون أن نشعر بأي خوف …… لكن ماذا علينا ان نفعل الآن ؟؟؟
    هل نخبر أحمد ؟؟؟
    كنا في حيرة من أمرنا ، إلى ان قررنا أخباره …..
    أيقظناه على الفور لنقص عليه ما رأى كلانا ……
    كان مستغربا بشدة .!
    حدقتا عينيه أستمرتا بالاتساع طوال فترة حديثنا …..
    بعد ان انتهينا من كلامنا ، اخرج أحمد جواله و بادر بالاتصال بأحدهم …..
    فهمت منه بأن من يتحدث معه آت إلى المنزل الآن !!!!
    مرت ربع ساعة ليطرق الباب بعدها .!
    نزلنا سويا لفتحه ……
    شيخ جليل بادر بالدخول ،
    لحية بيضاء ، شارب محفوف ، جسد ممتلئ ، ملامح تعطي احساسا بالراحة ، ملابس بسيطة ……. هذا ما أراه .
    بادرنا بالدخول إلى الصالة ، جلسنا و بادر كل منا بسرد قصته …..
    انصت الشيخ لحديثنا باهتمام …..
    بعد ان انتهينا من سرد الأحداث ، بدأ الشيخ حديثه : يجب ان ينتهي الأمر اليوم ، سأبدأ بالقراءة و عليكم ان لا تفزعو مهما حصل !!!!
    اجبنا بتردد : سنفعل ……
    بدأ الشيخ بالتلاوة ، مرت نصف ساعة و الأمور على خير مايرام ، ازداد صوت الشيخ ارتفاعا ، و بعد عدة دقائق !!!!
    بدأنا نشعر بازدياد قوة الرياح ، ما زالت تزداد سرعة ، أصبحت سرعتها كبيرة و بدأنا نسمع أصوات الشبابيك تفتح و تغلق بقوة ، أمتزجت أصوات الشبابيك مع أصوات طرقات اقدام تركض بين غرف الطابق العلوي ، انتقلت طرقات الاقدام إلى الدرج لتصل بعدها إلى امامنا ، شعرنا بوجود شيء غريب لم نعرف ما هو ، هدأت الريح لتبدأ الأشياء في الغرفة بالتحرك دون ان يلمسها أحد !!!!
    و فجأة هدأ كل شيء ليرمي حسين نفسه بالأرض و يبدأ الانتفاض كمن أصابته نوبة صرع !!!!
    صرخنا أنا و أحمد …… يا رب !!!!
    ازداد جسد حسين انتفاضا ليرفع الشيخ من صوته مع اقترابه من جسد حسين ……
    بدأ حسين يتحدث بلغة غريبة مع تغير صوته ليصبح أجش !!!!
    لم نفهم ما اللغة التي كان يتحدث بها حسين ليبدأ بعدها الشيخ تارة بترديد نفس اللغة و تارة أخرى بقراءة القرآن !!!!
    استمرت هذه التجربة المرعبة لحوالي الساعة حتى بدأ جسد حسين بالهدوء و انخفض صوت الشيخ رويدا رويدا ليتوقف بعدها عن القراءة مع استرخاء حسين بشكل كامل ……
    مرت دقائق ….. فتح حسين عيونه لينظر إلينا باستغراب !!!!
    نظر إلى الشيخ و فعلنا ذلك نحن أيضا ……
    قال الشيخ : أطمئنو انتهت الأزمة ……
    تنهدنا بعد شعور بالراحة سرى في عروقنا ……
    اخبرنا الشيخ بأن علينا المغادرة الآن و تحصين انفسنا بقراءة القرآن بشكل دائم على ان لا نعود إلى هنا قبل مرور شهر هذا هو الاتفاق الذي أبرمه الشيخ مع الغرباء ……
    رتبنا حاجياتنا ، صعدنا بالسيارة و بدأنا رحلة العودة إلى الديار ……
    كنا نشعر براحة رهيبة بعد هذه الأحداث الغريبة التي مررنا بها …….
    خرجنا من القرية و بدأ الطريق يزداد ألفة مع ابتعادنا عنها ……
    اقترب وصولنا إلى البلدة لنجد أحد الاشخاص مستلقيا على جانب الطريق ، قرر أحمد ان يقف لنقله معنا إلى البلدة لأنه كما يبدو بحاجة لإسعاف ……
    اوقف السيارة و نزلنا جميعا لنقله و بمجرد ان أدرنا وجهه باتجاهنا كانت المفاجأة كبيرة …….
    انه نفس الوجه المرعب ……
    انه الغريب !!!!
    قفزنا جميعا محاولين العودة إلى السيارة لنتفاجأ بوجود عدد كبير منهم ……
    أصابنا الجمود و الاستسلام …….
    ارتمينا أرضا لنسمع أصوات ضحكاتهم تتعالى …….
    أراهم يدورون حولنا كالهنود الحمر …..
    أغمضت عيناي و فتحتهم مرة أخرى لأرى نفس الشيخ الجليل يشاركهم الضحك !!!!
    أغمضت عيني مرة أخيرة استسلاما للأمر الواقع ، دخلت في سبات عميق ……
    فتحت عيناي لأرى نفسي في أحد المشافي ……
    فرحت احدى الممرضات كثيرا بعد رؤيتي و أنا كامل الوعي ……
    مرت دقائق لأسألها ما حدث ؟
    أجابت : كنت في غيبوبة منذ 3 شهور …..
    سألتها : أين اصدقائي ؟
    أجابت بصمت ……..
    لم يجبني أحد في المشفى عن هذا السؤال لحين كتابة القصة ……
    يا ترى هل ما حدث معي حقيقي ؟
    يا ترى هل ما حدث معي كان بعد ان دخلت في الغيبوبة أم قبلها ؟
    هل اصدقائي بخير ؟
    هل سيزورني أحد الغرباء هنا ؟
    لا أعرف شيئا ……
    بعد دقائق ……
    يا الهي !!!!
    من هذا ؟
    انه أحمد صديقي …..
    حمدا لله انه بخير …..
    كيف لم انتبه لاستلقائك على السرير الذي بجواري ؟
    أحمد كيف حالك ؟
    أجاب أحمد : لا عليك ، المهم أنك ستأتي الينا قريبا !!!!
    اتبعها بضحكة تشبه ضحكاتهم التي لن انساها ما حييت ……..
    و أنا الآن مستلقي في سريري في المشفى بانتظار عودتهم …….
    قد يكون دوري لم يحن إلى الآن …..
    قد يكون دورك الآن يا من تقرأ القصة …..
    ان جائك الغرباء و قامو بأخذك معهم فأوصل سلامي إلى اصدقائي ……….

    تمت

    حلوة اوىىىىىىىىىىىىى تسلمى

    نورتي ياعسل

    يعني هي القصة المرعبة كده خلصت علي ايه انا اترعبت جدااااااا
    بس النهاية مكمن افهمها

    انا خفت بجد
    اهئ اهئ اهئ
    هنام ازاى انا دلوقت

    الوسوم:

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.