ولد فرويد بالنمسا لأبوين يهوديين إستقر أجدادهم بمنطقة فرايبرج بعد أن فروا من ملاحقة اليهود في كولن. حين بلغ الرابعة من عمره صحب اسرته إلى فيينا التي عاش فيها قرابة ثمانين عاما وكان ابوه تاجر صوف متسلط وصارم وحين ولد فرويد كان ابوه قد بلغ الأربعين من عمره وكانت امه هي الزوجه الثانيه في العشرين من عمرها وكان فرويد الابن الاول لستة اطفال ولدوا لامه وكان له اخوان من أبيه.
كان فرويد تلميذا متفوقا دائما احتل المرتبة الاولى في صفه عند التخرج ولم يكن مسموحا لاخوانه واخواته أن يدرسوا الألات الموسيقية في البيت لان هذا كان يزعج فرويد ويعوقه عن التركيز في دراساته.
التحق بمدرسة الطب عندما بلغ السابعة عشرة من عمره ولكنه مكث بها ثماني سنوات لكي ينهي الدراسة التي تستغرق عادة اربع سنوات ويرجع ذلك إلى متابعته وانشغاله بكثير من الاهتمامات خارج مجال الطب ولم يكن فرويد مهتما في الحقيقة بأن يصبح طبيبا ولكنه رأى ان دراسة الطب هي الطريق إلى الانغماس في البحث العلمي. وكان أمل فرويد أن يصبح عالما في التشريح ونشر عددا من الأوراق العلمية في هذا المجال وسرعان ما أدرك ان التقدم في مدارج العلم ومراتبة سيكون بطيئا ومع حاجته إلى المال فقد توجه الى الممارسة الاكلينيكية الخاصة كمتخصص في الأعصاب عام 1881.
تعرف فرويد على جوزيف بروير وهو من ابرز اطباء فيينا، وكان ناصحا لفرويد وصديقا ومقرضا للمال و تأثر به و اعجب بطريقة جديدة لعلاج الهستيريا وهى طريقة التفريغ التى اتبعها بروير. وفيها يستخدم الايحاء التنويمى في معالجة مرضاه لتذكر احداث لم يستطيعوا تذكرها في اليقظة مع المشاعر والانفعالات الخاصة بالحدث مما يساعد المرضى على الشفاء عن طريق التنفيس عن الكبت.
حصل فرويد عام 1881 على الدكتوراة و عمل في معمل ارنست بروك، وبعده بعام التحق بالعمل في مستشفى فيينا الرئيسى، و نشر ابحاث عديدة في الامراض العصبية.
وفي عام 1885 عين محاضراً في علم امراض الجهاز العصبى، و تسلم فرويد منحة صغيرة اتاحت له السفر إلى باريس حيث درس في جامعة سالبتريير مع طبيب نفسي فرنسي مشهور هو جين شاركوه الذي كان يستخدم التنويم المغناطيسي في علاجه للهستيريا وكانت هذه الزيارة هامة لفرويد لسببين على الاقل السبب الاول ان فرويد تعلم من شاركوه ان من الممكن علاج الهستيريا كأضطراب نفسي و ليس كأضطراب عضوي وكان فرويد يستخدم في ممارساته العلاج الكهربي اي يوجه صدمة كهربائية مباشرة إلى العضو الذي يشكو منه المريض كالذراع المشلولة مثلا والسبب الثاني أن فرويد سمع شاركوه ذات مساء يؤكد بحماس ان اساس المشكلات التي يعاني منها أحد مرضاه جنسي ولقد اعتبر فرويد هذه الملاحضة خبرة معلمة ومنذ ذلك الحين عمد إلى الالتفات إلى امكانية ان تكون المشكلات الجنسية سببا في الاضطراب الذي يعاني منه المريض.
في عام 1886 عاد إالى فيينا، وعمل كطبيب خاص وطبق ما تعلمه من شاركو، و بدأ في اقناع زملائه بأمكانية تنفيذ ما وصل اليه من ابحاث الهستيريا، و لكنهم عارضوه ، فأخذ على عاتقه تطبيق هذه الابحاث. ولكن هذا النظام الجديد بدأت تظهر به بعض العيوب عند تطبيقه.
في عام 1895 نشر فرويد بالتعاون مع بروير كتاب دراسات في الهستيريا كان نقطة تحول في تاريخ علاج الامراض العقلية والنفسية، فهو بمثابة حجر الاساس لنظرية التحليل النفسى، ويتناول الكتاب أهمية الحياة العاطفية في الصحة العقلية اللاشعورية، واقترحا ان كبت الميول و الرغبات يحولها عن طريقها الطبيعى إلى طريق غير طبيعى، فينتج الاعراض الهستيرية.
بعد ذلك حاولا ان يفسرا العوامل النفسية المسببة للهستيريا، و لكن دب الخلاف بينهما بسبب الاختلاف في وجهات النظر. و ازداد الخلاف أكثر حين اعتبر فرويد الغريزة الجنسية هى السبب الاول للهستيريا واعترض بروير على ذلك و عارضه هو و جمهور الاطباء في عصره حتى انقطعت الصلة بينه و بين بروير. فأخذ فرويد يواصل ابحاثه بالرغم من مهاجمة معارضيه ،
و بالفعل كشفت له ابحاثه دور الغريزة الجنسية للهستيريا، فوسع ابحاثه على انواع أخرى من الامراض العصابية و علاقة الغريزة الجنسية بها، فأقنعه بإن أى اضطراب بهذه الغريزة هى العلة الأساسية في جميع الامراض. ظل يعمل وحيداً ضد المجتمع الطبي لمدة عشر سنوات وفى عام 1902 بدأ الوضع يتغير حينما التف حوله عدد من شباب الاطباء المعجب بنظرياته و اخذت الدائرة تكبر لتضم اهل الفن و الادب
اكتشف فرويد طريقة "التداعي الحر" بعد ان وجد أن نجاح العلاج يتطلب استمرار العلاقة بين المريض و الطبيب، فلجأ إلى ان يحث المرضى بطريق الايحاء و هم في حالة اليقظة وكان بها عيوب هى ايضاً فابتكر فرويد طريقة التداعى وهى ان يطلب من المريض ان يطلق العنان لافكاره لتسترسل من تلقاء نفسها دون قيد أو شرط، فيتكلم بإى شىء يخطر بباله دون اخفاء تفاصيل مهما كانت تافهة او مؤلمة أو معيبة. و كشفت له هذه الطريقة الكثير من الحقائق، فمثلاً عرف لماذا تذكر بعض الحوادث و التجارب الشخضية الماضية امراً صعباً، حيث أنها قد تكون مؤلمة أو مشينة للنفس و لذلك تنسى، و بالتالى تذكرها مرة أخرى امر شاق نتيجة المقاومة التى تحول عن ظهور هذه الذكريات في الشعور و من هذه الملاحظات كون فرويد نظريته في الكبت التى يعتبرها حجر الاساس في بناء التحليل النفسى.
توصل فرويد إلى أن دور الطبيب النفسانى هو كشف الرغبات المكبوتة لإعادتها إلى دائرة الشعور لكى يواجه المريض الصراع الذى فشل في حله سابقاً، ويحاول حله تحت إشراف الطبيب وسميت تلك الطريقة بالتحليل النفسى. لاقت هذه النظرية رواجاً كبيراً خاصة في سويسرا، حيث أُعجب بها أوجين بلولر المشرف على معهد الأمراض العقلية بالمستشفى العام بزيورخ ومساعده يونج.
في عام 1908 كان أول مؤتمر للتحليل النفسانى بزيورخ وتم إصدار مجلة التحليل النفسى تحت إدارة فرويد وبلولر وكان يونج رئيسا لتحريرها. وفي العام التالي تمت دعوة فرويد ويونج الى جامعة كلارك بالولايات المتحدة الأمريكية للاشتراك في احتفال الجامعة بمناسبة عشرين عاماً على تأسيسها حيث استقبلا استقبالا رائعا والقى فرويد 5 محاضرات.
في عام 1910 عُقد المؤتمر الثانى للتحليل النفسانى في نورمبرج و تم تأليف جمعية التحليل النفسانى الدولية، وتقرر ايضاُ اصدار نشرة دورية تكون رابطة الاتصال بين الجمعية الرئيسية وفروعها ثم توالت مؤتمرات الجمعية وتكونت لها فروع في معظم البلدان الغربية.
تزوج فرويد عام 1886 من مارتا برزنيز وأنجب منها ستة اطفال ثلاثة من البنين وثلاث من البنات وأصبحت احدى بناته طبيبه نفسيه واشتهرت بعلاج الاطفال في لندن.
توفى في 23 سبتمبر 1939 في لندن متأثرا بالسرطان.
مع تحياتى ليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان