نبذه عنها: يسمى سرطان الشبح نظرا لمقدرته العجيبة على التخفي عن الانظار وسرعته العالية اثناء الجري
الاسم الشائع:Ghost Crab , sand crab
الاسم العلمي: Ocypode saratan
العائلة:Ocypodidae
يتميز السرطان الشبح بقدرته على التحرك بسرعة تصل إلى ستة عشر كلم في الساعة. ويمكن رؤية جماعات منه تعدو بسرعة أو تسير باتجاهات مختلفة على بعض شواطىء دولة الكويت الجنوبية أحياناً وتختفي بسرعة تحت الرمال ثم تظهر فجأة في مكان غير متوقع كالأشباح.
يملك السرطان الشبح، وهو من فصيلة السرطانات ذات الأعين الدائرية، العديد من المميزات. في الواقع، تمضي هذه المخلوقات معظم حياتها على اليابسة في حين تولد في الماء. ووفقاً لموقع ويكبيديا الإلكتروني، «يمضي سرطان الشبح فصل الشتاء في فترة سبات وبحبس أنفاسه لمدة ستة أشهر من خلال تخزين الأوكسجين في أكياس قرب خياشيمه. كما لديه نظام تصفية طبيعي يقوم بجمع الأوكسجين من الهواء الذي يستنشقه الإنسان مما يسمح له البقاء لعام كامل دون الدخول في الماء».
يمضي السرطان الشبح أيامه بعيداً عن فترة السبات في الجحور التي يبنيها وينزل إلى البحر خلال الليل بحثاً عن الطعام وغسل خياشمه وتمرير الأوكسجين. تبرز عينا السرطان الشبح السوداء من رأسه مما يسمح له رؤية كل ما حوله بشكل دائري. فلا يساعده هذا على حماية نفسه فقط من الحيوانات المعادية، بل يمنحه القدرة على اصطياد الحشرات التي تطير على ارتفاع منخفض.
وبعد فترة السبات حين يبحث السرطان الشبح عن شريكة له، يقوم ببناء برج مخروطي على ارتفاع يتراوح بين العشرين والثلاثين سم ويبدأ عملية بحث من خلاله. وتشير هذه الأبراج على طول الشاطىء الكويتي إلى حلول فصل الصيف. كما تجذب هذه الأبراج الإناث إضافة إلى أنها عبارة عن حدود تعمل على ردع المتطفلين.
لو امضيت يوما على الشاطىء وانت تحاول بناء أبراج مماثلة ولكن بعد محاولات عديدة ستفشل في تصميم أبراج تشبه الهرم إذ كانت أكوام الرمل تنهار مراراً وتكرارا. وبذلك ستقف مذهولا ازاء مهارة السرطان الشبح.
يتبع
تأكل هذه المخلوقات تقريباً كل شيء. فتعتاش على القمامة وتعرف باسم القمام «حيوان يقتات على القمامة» كما أنها تصطاد بشراسة بحيث تهجم وتقتل حيوانات بحجمها وأكبر منها. ووفقاً للسيد «كيث ويل» والدكتور «دايفيد كلايتون» من كتابهما «حياة الكويت البرية»، يهجم السرطان الشبح داخل الموج وينقض على السرطانات الصغيرة والأسماك الصغيرة ويقال إن السرطان الشبح في المملكة العربية السعودية، يترك الشواطىء ويتجه نحو السهول الطينية ليخرج السرطان الطيني من جحره».
كما تأكل هذه المخلوقات الغطاء النباتي والمحار وبيض السلاحف البحرية وصغار الطيور. وتقوم هذه المخلوقات في حال اصطياد أو قتل فريسة كبيرة بوضعها في جحرها. فلاحظت هذا في أحد الليالي خلال التنزه على شاطىء «الزور» حيث كانت قد سحبت سمكة كبيرة متحللة بطول 40 سم تقريباً على بعد متر من خط المد العالي وإلى جحر السرطان الشبح حيث تم التهامها. ويعود سبب تسمية هذه المخلوقات بجامعي نفايات الخليج بسبب تناولها للحوم الميتة بشهية. ونادراً ما تشرد هذه المخلوقات عن جحرها وتختفي فيه بسرعة كبيرة في حال اقتراب أحدهم. ولكن في أحد الأيام منذ وقت قريب، تم تصوير احداها. وكان عرض صدفة قوقعته 6 سم وكانت كلابتاه غير متساويتين في الحجم وأرجله طويلة وقوية بطول 20 سم تقريبا. وبالنظر إليه عن قرب يمكن رؤية أن وجهه يشبه وجه المخلوق الفضائي.
ولسوء الحظ، إن حياة هذه المخلوقات الرائعة في خطر بسبب استخدام وتطوير الإنسان للواجهة البحرية. وتمت أخيرا دراسة حول السرطان المشبّه بالشبح من قبل مركز الأبحاث للتأثير الإيكولوجي للمدن الساحلية، وهو جزء من المختبرات الإيكولوجية البحرية في جامعة سيدني، أستراليا.
وبحثت في آثار الأنشطة الترفيهية المكثفة على الشواطىء مقارنة بعدد جحور السرطان الشبح.
فلم يكن من المستغرب ما توصلت إليه هذه الأبحاث، إذ وجدت أن الجحور على شواطىء المدينة كانت أقل بكثير منها على الشواطىء الساحلية. إضافة إلى أن فصيلة السرطانات ذات الأعين الدائرية قد تكون مفيدة في تقييم تأثير الإنسان على الشواطىء بشكل سريع.
ويبرز تأثير الإنسان على حياة السرطان الشبح في الخليج العربي. ففي العام 1987، وبعد نشر «الحياة البرية في الكويت»، كان السرطان الشبح منتشراً على شواطىء الخليج الرملية إلا أن وجوده اليوم ينحصر في الأجزاء الساحلية.
كما أن المخلوقات التي لا تزال موجودة على شاطىء «الزور» تواجه المخاطر يومياً بسبب العربات الصغيرة التي تتنقل على طول الشاطىء ذهابا وإياباَ مما يؤدي ضغط الرمال وتدمير جحور السرطان الشبح وأبراجه إضافة إلى العديد من المخلوقات البحرية وتعرض هذه المخلوقات لخطر الدهس. إضافة إلى ذلك، إن رمي النفايات على الشواطىء وفي البحر يشكل تهديداً للحياة البحرية. كما أن تلوث الهواء يعتبر من العوامل الخطرة الأخرى
ومن الواضح أن السرطان الشبح وغيره من المخلوقات البحرية يواجه خطر الانقراض. وسيكون من الصعب تجنيبه هذه المخاطر إن لم يكن هناك سعي جاد لحماية هذه المخلوقات وغيرها من المخلوقات البحرية.