ماذا تريدين من الرجل؟
تظل المرأة طوال حياتها تتهم الرجل بأنه لا يفهم ماذا تريد.. فيرد مدافعاً: كيف أفهم إذا كانت هي نفسها لا تعرف ماذا تريد؟!
لتسهيل مهمة الرجل قامت مجلة أميركية تعنى بشؤون المرأة بطرح السؤال الأزلي على قارئاتها: ماذا تريدين من الرجل؟
تسلّمت إدارة المجلة عشرات آلاف الرسائل التي أكدت أن ما تريده هذه المرأة من الرجل قد ترفضه تلك، لأن لكل امرأة نظرتها الخاصة وفكرتها التي قد تكون واقعية أو ربما مغرقة في الخيال، ولكن في النهاية كانت هناك بعض الإجابات المشتركة أجمعت عليها الكثيرات.. وفي ما يلي نلقي نظرة سريعة على ما تريده أغلبية النساء من الرجال:
العلاقة الحقيقية لا يمكن أن تكتمل إلا حين يكون طرفاها في حالة توافق تام حول هذه الركائز الثلاث.. حين يكون كل منهما قادراً على اطلاع شريك العمر على كل شيء ومن دون تأخير.. لا أسرار ولا أكاذيب.
ثقة متبادلة
الثقة بين الزوجين هي الأساس الذي يمكن البناء عليه، فإذا انعدمت الثقة انهار البناء على رؤوس من فيه. وبالطبع، فالثقة كل لا يتجزأ، إذ لا يمكن أن تقتصر الثقة بينهما على جوانب معينة في الحياة وتغيب عن جوانب أخرى.. لا يوجد حل وسط: إما ثقة أو لا ثقة.
أذن صاغية
بعد دخول المرأة معترك الحياة العملية، حيث باتت تعمل مثل الرجل معظم ساعات النهار، وأحياناً معظم ساعات الليل، صار من الطبيعي أن تكون لها حكاياتها الخاصة عن العمل ومشكلاته والزميلات وأحاديثهن التي لا تنتهي، وبالتالي تريد من زوجها أن يستمع إلى ما ستقوله من هذه الحكايات وتلك الأحاديث بعد عودتها من العمل.. قد تكون تافهة أو تدعو إلى الملل في نظره، ولكنها ليست كذلك في نظرها.
حين يستمع إليها تزيد معرفته بما تحب وما لا تحب.. تريده أن يضحك معها على ما يدعو إلى الضحك من تلك الحكايات.. تريده أن يلعب معها كما لو كانا أفضل صديقين، ولكنها في قرارة نفسها تريده أن يكون أكثر بكثير من مجرد صديق.
لا حدود للحب
الحب لا يشيخ وليست له حدود يقف عندها.. فالمرأة تذوب حين يعبر الرجل لها عن حبه.. حين يفاجئها برسالة حب.. حين يشتري لها شوكولاتة تحبها، أو مجرد أن يقضي معها بعض الوقت يتسامران حول أمور قد تبدو تافهة، أو يتبادلان النكات والطرائف، أو يتابعان بشغف بعض ما يعرضه التلفزيون من أفلام أو مسلسلات.
المرأة تذوب حين يقدم لها الرجل وردة للتعبير عن حبه.. حين يقول لها: كم أنت جميلة.. كم أنا فخور بك.. أحبك من أعماق قلبي.. حين يسمعها كلمة إطراء.. حين يمتدح ذوقها في اختيار ملابسها أو في تصفيفة شعرها.
أعظم ما في العلاقة أن تعرف المرأة أن شريك عمرها يحبها حقاً ويراها جميلة حتى ولو لم تكن كذلك.
الخصوصية
بعض الرجال، وكذلك بعض النساء، لا يؤمنون بما يسمى الخصوصية. يعتقدون بأن شريكة العمر يجب أن تتفرغ لهم %100، وهذا غير صحيح وغير صحي، وقد يهدد العلاقة من أساسها. المرأة تحتاج إلى فسحة تتنفس خلالها بعيداً عن متطلبات الحياة الزوجية ومسؤولياتها التي لا تنتهي، فالرجل يقضي وقتاً لا بأس به مع زملاء العمل ومع الأصدقاء والأقارب بعد انتهاء العمل.
الخصوصية التي نطالب بها قد تكون لبضع دقائق نقضيها منفردين في غرفة أو مع كتاب في أي من زوايا البيت أو في الحديقة أو في زيارة لقريبة أو صديقة أو زميلة.
الحديث عن فسحة التنفس لا يعني بالطبع إهمال المرأة لمسؤولياتها ومتطلبات الحياة والأسرة، وحين تطالب الرجل بأن يحترم خصوصيتها يتوجب عليها أن تحترم التزاماتها أيضاً.
للتواصل لغة ومفردات
ليس من السهل، بل ربما من المستحيل، أن نطالب الغير بقراءة أفكارنا، وبالتالي ليس من المطلوب أن نقرأ أفكار الرجل.
على هذا الأساس لا تعرف المرأة بماذا يفكر الرجل في كل وقت أو ما هي طبيعة مشاعره في كل حين أو ما إذا كان أي شيء أو قول قد ضايقه أو أثار غضبه.
من أجل هذا كانت الكلمات والمفردات للتعبير عما يجول في الرأس من أفكار وما يختلج في القلب من مشاعر. المطلوب من الرجل أن يقول ما يريد.. أن يعبر عن أفكاره ومشاعره بالصوت والصورة ولا يتوقع من المرأة أن تقرأ أفكاره أو تعرف حقيقة مشاعره، فالابتسامة لها معنى والعبوس أو التكشيرة لها معنى مخالف تماماً.
ليست مسؤوليتنا
نعرف جيداً أننا نصاب بنوع من الجنون المؤقت في ذلك الوقت من كل شهر.. نأسف، ولكننا لا نستطيع تغيير قدرنا النسوي.. نتصرف كمجانين لأيام قليلة فقط.. نصرخ ونبكي ونلتهم كل ما يقع تحت أيدينا من الشوكولاتة.
المطلوب من الرجل أن يتفهم أننا بريئات من الجنون.. إنها طبيعة الأنثى في كل زمان ومكان، منذ الأزل وحتى ينتهي الوجود.
مع تفهم الرجل لهذه الحقيقة تظل المرأة تتوقع منه أن يقول لها إنه يحبها رغم جنونها ورغم صراخها ورغم قضائها الكثير من الوقت تتابع الأفلام الرومانسية الحزينة أو الأغنيات التي تتحدث عن عذابات الحب.. إنها مسألة أيام قليلة وينتهي الجنون.
دموع المرأة
عندما تراني أبكي.. أتمنى أن تمسح دمعتي وتسمعني كلمة حلوة مع قبلة حب تطبعها على جبيني بدلاً من أن تسألني عن سبب بكائي.. قد يكون بكائي بلا سبب، فلا تسألني عن السبب لأنني لا أعرف الجواب، ولكن دمعتي المنسابة على خدي في حاجة إلى يد حانية تمسحها.
لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد لحظة.. لا أحد قادراً على قراءة المستقبل ومعرفة الغيب، ولكننا نتمنى أن يكون هناك من يسمعنا كلمة تشجيع حين نكون في حاجة إلى التشجيع، ويؤكد لنا أن الفجر لا بد قادم رغم ظلمة الليل.
مشاعر مكبوتة
نعرف أن الحياة ليست رحلة عسل فقط ولا شيء غيره، ونعرف أن الرياح لا تجري دائماً كما تشتهي سفننا، ونعرف أن المنغصات كثيراً ما تداهمنا في الوقت الخطأ وفي المكان الخطأ أيضاً، فتجعل الأمور أكبر من قدرتنا على الاحتمال.
ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن تخفي مشاعرك وإحباطاتك عنا وتبقي هذه المشاعر تغلي وتتفجر في داخلك. نريدك أن تعبر لنا عما يضايقك، عما يغضبك ويعكر مزاجك.. ليس عيباً أن تفرج عن مشاعرك المكبوتة لشريكة حياتك.. ليس عيباً أن تبكي. نريدك أن تعرف أننا حين تطلق مشاعرك المكبوتة أمامنا سوف نقدر موقفك ونتفهم حقيقة ما يضايقك. نريد أن نرى الجانب الإنساني منك لأننا سنكون إلى جانبك في السراء والضراء وندعمك بكل قوة.
العلاقة الزوجية
لا توجد امرأة في العالم لا تحب أن تكون علاقتها الزوجية مع شريك العمر متكاملة.. تماسك أيدٍ وعناق وقبلات ومعاشرة جنسية. وإذا ما وجدت تلك المرأة، فمن المؤكد أنها مريضة أو لديها سبب قوي جداً يحول دون اكتمال العلاقة.
على هذا الأساس فالمرأة تريد من شريك العمر أن يشعرها بأنها مرغوبة وبأنه يريد لهذه العلاقة أن تكتمل لا أن يختار منها ما يريد ويترك ما لا يريد، فهي أيضاً تريدها كاملة غير منقوصة.
الأمان
أكثر ما تحتاج إليه المرأة هو الأمان.. الشعور بالأمان تجاه الرجل وتجاه العلاقة معه.. لا شيء يقتلها وينغص حياتها أكثر من الخوف مما قد يفعله والقلق على مستقبل العلاقة معه.
على ضوء هذه الحقيقة فهي تريد أن تعرف وتتأكد من أن شريك العمر سيعود إلى منزله بعد انتهاء العمل، وبأنه لن يغادره إلى مكان لا تعرفه.. تريد أن تكون قادرة على الاعتماد وبكل ثقة على شريك الحياة.
المرأة والمرآة
هناك عداوة أزلية بين المرأة والمرآة، إذ من شبه المستحيل أن تنظر المرأة إلى نفسها في المرآة ويعجبها شكلها أو تسريحة شعرها أو طريقة ماكياجها، ولكن العداوة الأكبر تتجلى حين تنظر المرأة إلى قوامها، فساعتها كل الغضب سوف تصبه على المرآة التي تتهمها بتزوير شكل قوامها.
المطلوب من الرجل أن يقوم بالمهمة الصعبة.. أن يردد على مسامع شريكة العمر أنها جميلة، حتى لو لم تكن كذلك، أو حتى ولو كانت البدانة قد بدأت زحفها على جسمها، وصارت كتل الدهون كالعلامات البارزة في تضاريس جسمها.
تريده أن يقول لها: أنت حلوة، لا تصدقي المرآة إنها تكذب.
عندما تراني أبكي.. أتمنى أن تمسح دمعتي وتسمعني كلمة حلوة مع قبلة حب تطبعها على جبيني بدلاً من أن تسألني عن سبب بكائي.. قد يكون بكائي بلا سبب، فلا تسألني عن السبب لأنني لا أعرف الجواب، ولكن دمعتي المنسابة على خدي في حاجة إلى يد حانية تمسحها.
لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد لحظة.. لا أحد قادراً على قراءة المستقبل ومعرفة الغيب، ولكننا نتمنى أن يكون هناك من يسمعنا كلمة تشجيع حين نكون في حاجة إلى التشجيع، ويؤكد لنا أن الفجر لا بد قادم رغم ظلمة الليل.
بجد تسلمى