كان لأحد الملوك القدماءاخت تعيش معه في قصره ,بعد ان ماتت زوجته,و تركت له من الأولاد ثلا تة: أميرين و أميرة.
و قد ازداد حب الملك لأولاده, بعد وفاة والدتهم الملكة, و احبهم حبا كثيرا . ليعوضهم ما فقدوه من عطف أمهم و حبها لهم,
و تفكيرها فيهم.فكان يسأل عنهم كلما حضر,و يفكر فيهم كلما دخل,و يوصي بهم كلما خرج, و يطلبهم كلما جلس لتناول طعام الأفطار او الغداء او الشاي أو العشاء.
فغارت عمتهم من شدة محبت أخيها لأولاده, و صممت فيما بينها و بين نفسها أن تعمل سرا كل وسيلة ممكنة لأبعادهم عن أبيهم و التخلص منهم.
و في يوم من الأيام كان الأميران يلعبان مع اختهما الأميرة في حدائق القصر بعد خروج الملك .فشوقتهم عمتهم وحببت اليهم الدهاب معها الى الغابةللعب فيها, ووعدتهم ان تريهم أشياء جميلة, و العابا لديدة سارة تحت الأشجار هناك.
فصدق الأميران و الأميرة ماقالته عمتهم,و لم يعرفوا ما تخفيه عنهم من الشر , و دهبوا معها للعب و الرياضة في الغابة, و مشاهدة الأشياء الجميلة فيها , و رؤية الألعاب الغريبة تحت أشجارها.
و قد شعر الأطفال بسروركثير لخروجهم مع عمتهم لهده الرحلة .و أخدوا يمشون معها في الغابة حتى و صلوا الى وسطها. فاحسوا بالتعب الشديد وظهرت علاماته في مشيتهم و على وجوههم بعد هده الرحلة الطويلة المتعبة التي لم يجربوها من قبل و لما شعرت العمة بشدة تعبهم قالت لهم : ناموا هنا تحت هده الشجرة حتى تحضر الحوريات لتلعب امامكم ألعابا لم تروها و ستجدون في مشاهدتها كل لدة و سرور,
فصدق الأطفال ما قالته عمتهم و أطاعوا أمرها و استمعوا لكلامها و ناموا جميعا تحت الشجلرة في الغابة لشدة تعبهم من طول الرحلة و كثرة المشي و ضنوا ان عمتهم ستجلس بجانبهم لتحرسهم و هم نائمون و بعد ان نالم الأطفال و تأكدت العمة من نومهم تركتهم وحدهم تحت الشجرة نائمين حتى تأتي الحيوانات المفترسة بالغابة لتقتلهم لأنهم ضغار لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم و ليس معهم من يحرسهم .
و رجعت العمة الشريرة و حدها الى القصر و هي مسرورة
و لم يشعر بها عند رجوعها و لم يرها أحد حينما أخدت الأطفال المساكين و خرجت بهم الى الغابة .
فلما أتى موعد الغداء حضر الملك و لم يحضر الأطفال من الحديقة لتناول الطعام مع أبيهم كالعادة فأخد الخدم يبحثون عنهم فلم يجدوهم في أي مكان في القصر أو الحديقة و انتشر الحراس للبحث عنهم في ارجاء المدينة فلم يجدوا أحدا منهم
و خرج الملك ووزراؤه و مستشاروه و جنوده و محبوه للبحث عن الأميرين و الأميرة في كل من البلاد القريبة و البعيدة و رجعوا جميعا بغير فائدة و لم يعرف أحد لهم مكانا و لم يعلم أحد الجهة التي قصدوها الا العمة الشريرة التي كتمت جريمتها و لم تدكر شيئا مما فعلت .
حزن الملك حزنا شديدا لغياب اولاده الثلاتة ,اولاده الأعزاء و اختفائهم و عدم معرفة مكانهم , و زاد عليه الحزنو أخد اصدقاؤه من الوزراء و النبلاء يسلونه و يرجون منه الصبر و لكن كيف يصبر و قد اختفى اولاده مرة واحدة و ظهرت عليه الأحزان و الأفكار المحزنة . و في النهاية و جد انه لا فائدة من الحزن و ان الحزن لن يرجع اليه ابناءه الأعزاء فصبر و تمسك بالصبر الجميل و شكر الله على هدا الأمتحان و ترك اموره لله عز و جل شأنه.
و كل هدا حدث و لم تدكر الأخت الشريرة شيئا عن الحيلة التي احتالت بها على الأطفال الأبرياء و الجريمة التي ارتكبتها .و بعد ان نام الأطفال المساكين تحت الشجرة و تركتهم عمتهم القاسية القلب لم ينسهم الله سبحانه و تعالى فأرسل اليهم ثلاثا من الحوريات لحراستهم و العناية بأمورهم فدرن حول الشجرة التي نام الاميران و الأميرة تحتها.
ثم قالت الحورية الأولى: ما أجمال هؤلاء الأطفال عند كل منهم نجمة بين حاجبيه و هده علامة على انهم امراء و ابناء ملوك هيا بنا كي نحضر لهم هدية ليفرحوا بها بعد ان يستيقضوا من النوم
و قالت الثانية: انهم ثلاتة أطفالو هدية واحدة لن تكفيهم و من الواجب ان نحضر لهم ثلات هدايا ليكون لكل منهم هدية
و قالة الحورية الثالتة :انهم أطفال صغار و لا يصح ان يتركوا وحدهم في الغابة فهم في حاجة لمن يحرسهم
فقالت الحورية الأولى : سأهدي لهم غزالة تحرسهم و هم نيام ليلا و تخدمهم نهارا و تهتم بأمورهم.