تغيّر المواسم وتبدّل المناخ، تبدأ المشكلات الصحيّة التي يتعرّض لها بعض الأطفال،
خصوصاً من يعانون من نوبات السعال والعطاس وانسداد الأنف والحكة وسيلان الأنف. وقد
يكون الأمر سهلاً، لو كانت هذه الأعراض عابرة وتنتهي بالمضادات الحيوية أو ربما بدونها
في بعض الأحيان، ولكن الأمر يحتاج إلى وقفة أطول إذا ما ارتبطت أعراض التهابات الجهاز
التنفّسي هذه بأنواع معيّنة من الحساسية التي يمكن أن يعاني منها طفلك، والتي تتكرّر
كلّما تعرّض طفلك للعوامل المسبّبة والمحفّزة، لظهورها. ويزداد الأمر سوءاً إذا ما
كانت بعض مثيرات الحساسية خارجة عن سيطرة الأم مثل تغيرات المناخ والإرتفاع أو الإنخفاض
المفاجئ في درجات الحرارة أو وجود غبار الطلع في الجو في وقت نمو براعم الأشجار. ولكن
هنالك بالمقابل ما يمكن تجنّبه من مثيرات الحساسية، خصوصاً فيما يتعلّق بالبيئة البيتية.
وفي هذا المجال، يقدّم لك اختصاصي الحساسية موراي كروسان مؤلف كتاب The Sinus Cure بعضاً من النصائح والوصايا في هذا المجال:
-ما هي الخطوة
الأولى التي يجب اتباعها للحدّ من أعراض حساسية الجهاز التنفّسي عند الطفل؟
ـتختلف محفّزات الحساسية من طفل إلى آخر، ويمكن أيضاً أن تتغيّر عند نفس الطفل بتغيّر
الفصول. وعلى الأم أن تفحص وتشخّص نوع الحساسية التي يعاني منها الطفل، فرغم أن بعض
أنواع الحساسية واضحة ولا تحتاج إلى تشخيص كالعطاس واحتقان الأنف عند التعرّض للغبار،
إلا أن بعضها غير واضح مثل الحساسية من العفن أو من وبر أو شعر الحيوان. ويمكن أن يقوم
الأهل بإجراء فحص الجلد الخاص في إحدى العيادات المتخصّصة أو فحص الدم للتأكد من نوع
الحساسية التي يعاني منها الطفل. وعموماً، إن أكثر أنواع الحساسية التي تسبّب تهيّج
الجهاز التنفسي، هي: العفن والفطريات وغبار الطلع وإفرازات الحيوانات والتلوّث بالمواد
الكيميائية داخل البيت وخارجه، كما أن حمى القش (هاي فيفر) هي مشكلة شائعة عند الرضع
والأطفال الصغار.
ومن
أكثر أعراض حساسية الجهاز التنفّسي شيوعاً:
تيبّس الأنف مع ظهور المواد المخاطية الصافية أو الملوّنة والعطاس وحكة في العين
والأنف وحموضة في البلعوم والقشع والسعال والحاجة إلى مسح الأنف وتنظيفه بشكل مستمر،
مما يسبّب بعض الخدوش البسيطة على سطحه الخارجي، إضافة إلى ظهور كدمات ودوائر داكنة
تحت العين بسبب الإحتقان الأنفي، والتي تزداد سوءاً في بداية الليل وعند الفجر. وتظهر
هذه الأعراض عادة في أوقات محدّدة من السنة، بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الحساسية
الموسمية أو على مدار السنة لمن يعانون من الحساسية الدائمة. وعادةً ما تتواجد الحساسية
في عوائل معينة تتوارثها جيلاً بعد جيل، وهي شائعة أيضاً لدى الأطفال الذين يعانون
أصلاً من الربو و»الأكزيما». وعموماً، فإن الإصابة بالحساسية غير المسيطر عليها يمكن
أن تكون مؤذية في بعض الأحيان وتؤدي إلى الإصابة بالجيوب الأنفية والتهاب الأذن وقلّة
التركيز في الصف، ويمكن أن تزيد من نوبات الربو ومن شدّة أعراضه.
عوامل بالجملة
– وما هي أبرز أنواع مثيرات حساسية الجهاز التنفّسي؟
ـ
هنالك كثير من العوامل التي تثير الحساسية، ومنها:
*عث وسوس الغبار.
*العفن والفطريات.
* التبغ والسجائر ودخان
الأخشاب.
*غبار الطلع.
* الأبخرة الكيميائية والدخان
والضباب والأصباغ وعطور الجسم والمنتجات المعطّرة.
*تقلّبات الجو والرياح
تقلّبات الجو والرياح
و الهواء البارد والرطب.
*فضلات الصراصير والحشرات.
*الحيوانات الأليفة.
– وكيف يمكن
للأم أن تكسب الجولة ضد سوس وعث الغبار وملوّثات الجو وغبار الطلع؟ وكيف لها أن تخفّف
من أعراض الحساسية الناتجة عنها؟
ـ
يضمّ الغبار جزيئات صغيرة للغاية من العث والسوس الذي يأتي من النباتات والحيوانات،
ويتجمّع وينمو على ذرات الغبار، وهو من أكثر محفّزات الحساسية شيوعاً على مدار السنة.وهنالك
ما يقدّر بحوالي 500 مليون شخص حول العالم يعانون من حساسية سوس الغبار. وعموماً، فإن
الأطفال الذين يعانون من هذه الأنواع من الحساسية يجب أن تكون غرف نومهم قليلة الأثاث
قدر المستطاع، مع تغيير السجاد الصوفي إلى أرضية من المشمع، والإبتعاد عن الستائر ذات
الثنيات الكبيرة، ورفع الحيوانات المحنّطة والحشرات المجفّفة وأكداس الكتب والدمى.
وإليك أيضاً مزيداً من الوصايا:
* إحرصي على أن تكون منافذ
الهواء محكمة الإغلاق، وغطّي مكيّف الهواء بفلتر جيّد، وتأكّدي من نظافة مجاري الهواء
في بيتك بشكل كامل، وتجنّبي استعمال المراوح السقفية.
* إغسلي كل الشراشف التي
يستخدمها طفلك في ماء ساخن كل أسبوع أو أسبوعين على أكثر تقدير، كي تقتلي السوس في
ذرّات الغبار. تذكّري أن الماء البارد لا يخلّصك إلا من بعض الغبار وليس كلّه!
* غلّفي فرشة الطفل (المرتبة)
والوسائد بغطاء من النايلون أو من قماش ضد الحساسية، كي يمنع ذرّات الغبار من التغلغل
إليها.
* نظّفي أرضيّة البيت بشكل
منتظم، واستعملي المكنسة الكهربائية في الوقت الذي لا يكون فيه ابنك داخل الغرفة لأن
هنالك الكثير من ذرات الغبار التي تتطاير من كيس المكنسة.
* للوقاية من الحساسية الموسمية
وخصوصاً الناتجة من غبار الطلع، إحرصي على أن تكون نوافذ البيت ومجاري الهواء محكمة
الإغلاق، وكذلك نافذة السيارة عندما يكون الطفل داخلها. قلّلي من نشاطات طفلك خارج
البيت في هذا الموسم، وخصوصاً في الأوقات التي يكون التلوّث فيها عالياً. (في الصباح
الباكر من فصل الربيع بالنسبة لطلع الأشجار وبعد الظهر وبواكير المساء من فصل الصيف
بالنسبة للتحسّس من الحشائش وفي منتصف اليوم من نفس الفصل بالنسبة للتحسّس من عشبة
الرجيد).
* حافظي على مستوى متدن
من الرطوبة داخل البيت لأن سوس الغبار يزداد في الأماكن ذات الرطوبة المرتفعة. واحرصي
على أن تكون البيئة التي يعيش فيها طفلك خالية من التدخين (ان تدخين الأهل في الحديقة أو في الشرفة ليست كافية لحماية الطفل).
* تخلّصي من «البطانيات»
والأغطية القطنية والصوفية ذات السطح الخشن والشعيرات المفتولة لأنها واسطة فعّالة
لتخزين الغبار.
الفطريات والعفونة
– وماذا عن الحساسية
من الفطريات والعفونة، وكيف للأم أن توقفها في أوّل الطريق وتتخلّص منها قبل أن تستفحل
في البيت؟
*
إن العفن والفطريات هي نوع شائع من مسبّبات الحساسية عند بعض الأطفال، وهي مواد موجودة
تقريباً في كل مكان سواء في الخارج، خصوصاً في التربة والخشب القديم التالف والخضر
وأوراق النباتات والتبن ونشارة الخشب ومقاعد السيارات، أو في الداخل حيث يمكن أن يوجد
العفن في الحمّامات وغرف النوم والثلاجات والكراجات والسجاد وورق الحائط الرطب والأرضيات
الخشبية التالفة وأغطية الأرائك. إن منع العفن يعني ايجاد طرق ووسائل مبتكرة في التهوئة
والضوء والنظافة في بيتك، ويعتمد الأمر على مهارتك في إيقاف نمو العفن والفطريات وتجنيب
طفلك الكثير من العوارض الصحية المؤلمة. في هذا الإطار، إليك بعضاً من الوصايا
*
بدّلي فلتر الهواء في بيتك كل ثلاثة أشهر على الأقل.
*
حافظي على أرضية مطبخك وحمّامك جافة ونظيفة، ويمكن
أن تستعملي محلول القاصر (بتركز لا يزيد على 5%) وكمية قليلة من المطهرات من أجل إزالة
العفن والفطريات في الأماكن القديمة والبالية، إذا كان ذلك ضرورياً.
* قومي بإصلاح الأنابيب
التالفة أو المتشقّقة في كل أنحاء المنزل، كي تمنعي تجمّع المياه وظهور العفن.
*
تخلّصي من النباتات الداخلية وأصص الزهور لأنها
أحد مصادر العفونة داخل المنزل.
*
لا تستعملي مواقد الحطب والشموع والبخور ومعطّر
الهواء، الذي يعمل على الكهرباء. إضافة إلى ذلك، كوني يقظةً من تغييرات المناخ والتغيّر
المفاجئ في درجات الحرارة أو الزيادة في الرطوبة.
*
أبعدي طفلك عن السراديب الرطبة (القبو) والمناطق التي تلف فيها أنابيب المياه الأرضيات
الرطبة وخاصة تحت السجادة.
الحيوانات الأليفة
يصاب
بعض الأطفال بالحساسية من البروتين الموجود في لعاب بعض الحيوانات أو إفرازاتها أو
جلدها، وعادةً ما يقوم الهواء بنقل عوامل الحساسية التي تستقر في بطانة عيون وأنف الطفل
أو تدخل مباشرة إلى الرئتين. ومن أعراض هذه الحساسية: حكة في الجلد وطفح وبذور وخلل
في التنفّس، كما أن شعر الحيوانات وريشها أو فروها يمكن أن يجمع سوس الغبار والعفن
وغبار الطلع من الخارج، ويدخلها إلى المنزل مثيراً حساسيات جديدة للطفل. وأهم علاج
لهذه الحساسية هو في الوقاية منها عن طريق منع إدخال الحيوانات إلى المنزل، وإذا كان
ذلك غير ممكن فالأفضل في هذه الحالة الإحتفاظ بها بعيداً عن غرفة نوم الطفل والحرص
على تنظيفها مرّة واحدة في الأسبوع على الأقل من أجل إزالة عوامل الحساسيّة أو التخفيف
من آثارها.