لقد أصبح السرطان مثل الوحش الذي لا تكاد تنجو منه أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم. فالسرطان مرض يستنزف المرضى ويستنزف القائمين على رعايتهم عاطفيا وجسديا وماديا، بل هو أيضا يعد أكبر استنزاف للدولة وإداراتها الصحية.
وقد أظهرت النتائج الرئيسية عن السرطان والتي جاءت بها أكثر الدراسات والأبحاث أن حالة واحدة من كل ثلاث حالات من السرطان يمكن الوقاية منها إذا ما تبنى الناس أسلوب حياة أكثر صحة. وفيما يلي قائمة ببعض العوامل التي لو تم تجنبها فإنها من الممكن أن تمنع ظهور السرطان.
الهرمونات غير الطبيعية
لقد وجد أن استخدام النساء الشابات لوسائل منع الحمل المصنعة من الهرمونات وأن استخدام النساء الكبيرات في السن للهرمونات كعلاج تعويضى يتسبب فيما يعادل 1% من حالات السرطان التي تصيب النساء.
عوامل ذات علاقة بالإنجاب
ربما يكون السبب في أن تحظى عملية تجنب الإرضاع الطبيعي بشعبية كبيرة بين النساء الشابات هو أنهن في الغالب لا يعلمن أن 2% من حالات السرطان في النساء ترتبط بالنساء اللواتي يكتفين بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية مدة تقل عن ستة أشهر ( وغالبا ترتبط بالنساء اللاتي لا يقمن بالإرضاع الطبيعي على الإطلاق).
التعرض للإشعاع
قد يحدث التعرض لأيونات الإشعاع في أي مكان وبشكل عام أو قد يتعرض الشخص للإشعاع بسبب البيئة التي يعمل بها. والإشعاع يتسبب في حدوث ما نسبته 1.8 % من جميع حالات السرطان.
العدوى
تتسبب العدوى في حدوث ما يقرب من3.1% من حالات السرطان. مثل العدوى بفيروس الورم الحُلِيمِي البشري ( HPV) وهو نوع من الفيروسات التي تسبب البثورفي الأعضاء التناسلية وتنتقل عن طريق الإتصال الجنسي وقد تسبب سرطان عنق الرحم ، وأيضا فيروس Epstein Barr ، وفيروسات التهاب الكبد بي (B ) وسي (C ) إضافة إلى فيروس نقص المناعة HIV ، وفيروس الهـربس ، وكلها ترتبط بشكل وثيق بالسرطان.
أشعة الشمس وأجهزة التسمير
التعرض المباشر لأشعة الشمس هو أحد الأسباب المعروفة التي تسبب السرطان، كما أن ما يعادل 3.5% من حالات السرطان يُصاب بها أشخاص يستخدمون الوسائل تسمير البشرة. وقد وجد أن 85% من حالات سرطان الجلد الخبيث سببها استخدام أجهزة تسمير البشرة.
الوظيفة
تسبب ظروف العمل السيئة مثل العمل في بيئة ملوثة ما يقارب 3.7% من حالات السرطان. ومن أكبر المشاكل التي يعاني منها على الأخص الأفراد الذين يعملون في مناجم الفحم أو في المناطق الصناعية هي الإصابة بسرطان الرئة وسرطان mesothelioma وهو نوع من السرطان غير المألوف الذي يسبب تشكل الخلايا السرطانية الخبيثة داخل بطانة الصدر والبطن، أو في جميع أنحاء القلب. ويعتقد أن السبب الرئيسي لتكونه هو التعرض لمادة الاسبستوس .
المشروبات الكحولية
الإكثار من تناول الكحول يسبب ما يقرب من 4% من حالات السرطان. وترتبط المشروبات الكحولية بالسرطان الذي يصيب تجويف الفم و الحنجرة والبلعوم والمريء.
البدانة (السمنة)
إن الزيادة في وزن الجسم و زيادة الدهون في الجسم تسبب العديد من المشاكل الصحية بما في ذلك 5.5% من حالات السرطان، وهي حالات يمكن تجنبها إذا قام الناس فقط بإنقاص أوزانهم. والنساء في العادة هنً أكثر عرضة للإصابة بالسمنة مقارنة بالرجال. كما أن السمنة تعتبر ثاني أكبر عامل يشكل خطرا على النساء. وترتبط السمنة بالعديد من أنواع السرطان مثل: سرطان الرحم، سرطان الكلى، سرطان المريء، وسرطان تجويف البطن ( دهون البطن) وهو خطير.
نظام غذائي سيئ
إن ما نسبته 9.2% من إجمالي حالات السرطان يعود سببها إلى اتباع نظام غذائي غير مناسب. ذلك أن اتباع نظام غذائي يفتقر في مكوناته إلى الخضروات والفواكه فيما تزيد فيه نسبة اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة والمعلبات وتقل فيه نسبة الألياف فيما تزيد نسبة الأملاح هو نظام غذائي غير مناسب ويسبب الكثير من المشاكل الصحية. يضاف إلى ذلك أن الأبحاث الأخيرة قد أظهرت وجود رابط قوي بين تناول لحم الخنزير وبين سرطان الكبد. وإلى جانب تسبب لحم الخنزير في السرطان فقد وجد أنه يسبب أيضا تليف الكبد ومرض تصلب الأنسجة المتعدد. وقد سبق الإسلام العلم الحديث في بيان ضرر لحم الخنزير بتحريم تناوله على المسلمين، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" سورة النحل آية 115 فالحمد لله على نعمة الإسلام .
استعمال التبغ
لا يزال التبغ من أكبر المشاكل التي يعاني منها العالم أجمع ومن أكثر العوامل المسببة للسرطان فهو يسبب ما نسبته 23% من حالات السرطان التي يعاني منها الرجال. و على الرغم من كل التشريعات ومن التوعية العامة، وبالرغم من آلاف الكتب عن أضرار التبغ إضافة إلى حملات التثقيف الصحي لا يزال الكثير من الناس يستهلكون التبغ بكل أشكاله.
تسلم ايدك