كما أنه لا بد وقبل إعطاء المريض أي نوع من العلاج يجب على الطبيب أن يكون متأكدا من التشخيص وأن يقارن بين الفائدة المرجوة من العلاج والأعراض الجانبية التي قد تنتج عنه ويجب البدء بالأمور السهلة مع عدم المغامرة بصحة المريض حيث أن الطبيب المتمرس قادر على الموازنة بين حماية صحة المريض وحماية ماله أيضا وذلك لأن كثيرا من أدوية المعالجة لهذا المرض باهظة الثمن جدا.
معايير تحديد خطورة المرض:
في الواقع أن عدد الصفائح مهم ولكن ليس هو المعيار الوحيد الذي يحدد خطورة المرض، إذ إن 10 آلاف أو أقل من الصفائح عندها يجب البدء بالعلاج حتى لو لم يكن هناك أعراض، وفي حالة ما إذا كان عدد الصفائح 11-20 ألف يبدأ بالعلاج فقط إذا كانت هناك أعراض نزيف مهمة، مع الوضع في الاعتبار استثناء هذه المعايير العامة في الحالات الخاصة مثل حالات الحمل والولادة، والجراحة والحوادث. في هذه الحالات ينصح بمحاولة رفع عدد الصفائح الدموية بأسلوب أو بآخر على سبيل الوقاية.
تكسر الصفائح الحاد:
ننتقل بالحديث عن علاج تكسر الصفائح الحاد والتي عادة ما تتم بشكل تدريجي حيث يوصف للمريض في البداية عقار البردنيزون (Prednisone) وهو قادر على التقليل من تكسر الصفائح وبالتالي رفع عددها بسرعة خلال 24- 72 ساعة وتختلف الجرعة حسب الوزن وشدة الأعراض ولكن هذا العقار مفعوله مؤقت وعند تخفيف أو وقف الجرعة يمكن عودة تكسر الصفائح مرة ثانية، كما أن الاستمرار في هذا العلاج قد يؤدي إلى ظهور السكري وضغط الدم وهشاشة العظام وظهور الشعر في أماكن غير مرغوب فيها، والسمنة وخاصة تدور الوجه وبروز البطن نظرا لتكاثر الدهون فيها، وعليه فإن إعطاء عقار البردنيزون يجب أن لا يتم اللجوء إليه إلا إذا كان هناك ضرورة لذلك وفي تلك الحالات تعطى أقل كمية ممكنة كما يجب أن يوقف هذا العلاج بشكل تدريجي بطئ لتجنب عودة المرض بشكل شديد ومفاجئ.
عقار Immunoglobulin:
كذلك من العقاقير التي يتم وصفها في مثل تلك الحالات عقار (Immunoglobulin) وهو عقار يتم إعطاؤه بالوريد في جرعات معروفة حيث إن فائدة هذا العقار تكمن في أن الخلايا الآكلة بالطحال تلتهمه عوضا عن الصفائح الدموية ومن هنا تحميها من التكسر، ولكن ثمنه مرتفع جدا ومفعوله مؤقت لا يزيد على أسبوع أو أسبوعين مما يزيد الكلفة الإجمالية للعلاج.
عقار Rituximab:
ومن ضمن العقاقير أيضا عقار (Rituximab) وهو عقار جديد نسبيا يعمل عن طريق قتل الخلايا الليمفاوية التي تنتج الأجسام المضادة التي تلتصق بالصفائح الدموية وتؤدي فيما بعد إلى التهامها من قبل الخلايا الآكلة وهو عقار مكلف ولا تستجيب له أكثر من 50 إلى 60 من الحالات وقد يؤدي استعماله المتكرر إلى ظهور نقص في المناعة وهو أمر خطير إذا حدث ولكنه لحسن الحظ لا يحدث إلا في حالات قليلة.
استئصال الطحال:
كما أن من العلاجات المتوافرة لتكسر الصفائح الدموية استئصال الطحال في حال فشلت الأساليب السابقة واستمرت المشكلة بشكل حاد وزادت الأعراض ووصلت لمرحلة الخطر فقد يلجأ الأطباء لاستئصال الطحال جراحيا إذ إن استئصاله لا يعني وجود مشاكل به ولكن يسمح للصفائح الدموية الوجود دون تكسر وتصل نسبة الاستجابة لهذا الأسلوب في العلاج حوالي 80- 85%، نشير هنا إلى أن المريض يأخذ تطعيمات قبل استئصال الطحال بأسبوعين مثل Pneumovax Hem Info type b. Meningococal vaccine، كما يجب أن يتناول المريض حبوب البنسلين صباحا ومساء (أو لمرة واحدة يوميا على الأقل) لفترة غير محددة بعد العملية للوقاية من بعض الجراثيم.
تكسر الصفائح الدموية المزمن:
أما علاج الحالات المزمنة من تكسر الصفائح الدموية (CHRONIC ITP) فإن 15% من الحالات الحادة تمتد لأكثر من ستة أشهر وبذلك تتحول لحالات المزمنة، وقد لا يدرك المريض أن يتجاوز مرحلة المرض الحاد كما لا يستطيع الطبيب تحديد كيف بدأ المرض ومتى وما الذي تسبب فيه ولكن هناك صفتان غلابا ما تتوافر في المريض وهما أن الأعراض أقل حدة من النوع السابق وكذلك فإن عدد الصفائح قليلا ما ينخفض عن 20 إلى 30 أفلا ومعظم تلك الحالات يتم اكتشافها بالصدفة عندما يجرى تحليل الدم كجزء من فحص شامل أو فحص بسيط يسبق الجراحة أو الولادة.
مبادئ عامة للعلاج:
علاج هذا النوع من تكسر الصفائح يجب أن يكون في إطار عدد من المبادئ العامة حيث يجب:
– طمآنة المريض بأن الموضوع ليس خطيرا حيث انه في غالب الأحيان قد لا يكون العلاج ضروريا لا سيما إذا لم تكن هناك أعراض والعدد لا يقل عن 30 ألف مثلا.
– في حالات الحمل والولادة والحوادث والجراحة قد يكون من الضروري رفع عدد الصفائح ولو مؤقتا وهو ما يمكن بكل سهولة ويسر من خلال استعمال عقار Immunoglobulin أو عقار Prednisone لفترة وجيزة لتخطي الحالة التي استوجبت العلاج فقط.
– الحالات المزمنة قد تتحول لحادة في بعض الحالات مثل الزكام والحرارة وبعض حالات الحمل وهذه يجب التعامل معها بأسلوب التعامل مع الحالات المرضية الحادة.
– يبدأ العلاج تدريجيا حسب حالة المريض وتطور الأعراض لتجنب الأعراض الجانبية للعلاج وتقليل التكاليف على المريض أو الدولة.
نود نذكر بعض الحقائق:
– المرض ليس بخطير لدى الغالبية العظمى من المرضى.
– لا علاقة لهذا المرض بسرطان الدم أو غيره من الأورام الخبيثة وعلى الأطباء أن يطمئنوا مرضاهم في هذا الخصوص.
– ينصح بإحالة المريض إلى استشاري متخصص في أمراض الدم لديه خبرة في هذا المجال عندما يشك في وجود هذا المرض وذلك لتجنب المخاطر الصحية والقلق الذي غالبا ما يصاحب المرضى المصابين به وأسرهم وتقليل التكلفة على المريض أو الدولة التي تتحمل تكاليف العلاج.