تقوية الذاكرة
الكثير منا عندما يتقدم به السن يعتقد انه بدأ ينسى – ومن ثم فعلا يصبح يشعر بانه ينسى الاشياء ويؤكد على ذلك كلما تعرض لموقف ما – وقال فعلا يبدوا اني قد اصبحت كبيرا على مسألة الحفظ.
وهكذا عندما يحاول ان يحفظ شيئاً من القران الكريم ، يتذكر المقوله الخاطئه " ان الانسان كلما كبر أصبح من الصعب عليه التعلم او الحفظ " لان العلم يكون في الصغر وليس الكبر
فعندما تصبح لدينا تلك القناعات داخل عقولنا ، فاننا فعلا سوف نحصل على ذاكره (غير مستخدمه ) مغلق عليها بتلك الاقفال التي تحتاج الى ازالة.
وهنا لا اريد ان احلل وابرر واوضح لكني سوف اذكركم ببعض العلماء الراسخين في العلم ممن اصبح لهم شأن – فالبعض منهم كان قد بلغ الاربعين من عمره – وهو لا يستيطع ان يحفظ اية من القران او حديثاً من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام . ومع ذلك لم يتقاعس بل حاول وحاول (مرن عقله ثم مرنه ) حتى الف الحفظ والفهم ، واصبح من كبار الحفاظ والعلماء .
لكن المسألة تحتاج الى صبر وتدريب وقبل كل هذا توفيق من الله سبحانه وتعالى .
تستطيع باذن الله تعالى ان تجعل الكلام والمعلومات والصور تنطبع في عقلك حتى لو كان عمرك فوق السبعين سنة – وكانك تلقيت العلم في الصغر (ويتم نقشه نقشا كانه على الحجر ).
المسألة ليست بهاتيك الصعوبه .. وسوف اسرد لك خبرتي وتجربتي في هذا المجال .
بداية انا اؤمن بمقوله الامام الشافعي – ان العلم نور ونور الله لا يعطى لعاصي
حدد مقدار يومياً تستطيع ان تحفظه – وتجد عقلك مقتنع بذلك – حتى ولو كان سطراً (والتزم به ) ولا تنظر الى عظم الكتاب وحجمه ، ولا تشتغل في برمجة عقلك السلبية انك لا تستطيع ، بل برمجه على انك تستطيع ان تحفظ هذا السطر ،ومن ثم عندما تنتهي من حفظ سطر وراء الاخر – سوف يصبح لديك صفحه – عندها قل لعقلك انك تستطيع باذن الله ان تحفظ صحفه كامله .
لكن ..
استمر على حفظ سطر سطر او مقطع مقطع – باتقان ..ولا تنجر وراء الحماس السابق – لانه الادرناليين قد افرز في جسدك واخذتك نشوة النجاح . في هذه اللحظه تواضع وانحني لله شكرا على توفيقه لك .
وماذا بعد لان ماسبق ماهو الا كلام نفسي نظري – فهل من مزيد – نعم فما سبق هو تهيئه مهمة للاسطر القليلة الباقية :
ماذا تفعل عندما تحفظ حتى ترسخ المعلومات في ذهنك وتنتقش كانها نقشت على الحجر ..
قبل الحفظ استرخ ثم استرخ ثم استرخ من خلال التنفس البطيء جداً .
لذلك انصحك ان تختار وقت يكون نفسك وروحك هادئة لم تنشغل في امور الحياة – لتحفظ ما تريد ، وان لم يكن فيجب ان تتنفس بهدوء وتسترخي جيداً – وفق ما تعلمناه سويا في مقال الاسترخاء والتامل .(لاتخاف فلن يأخذ منك سوى دقيقتين ) .
ثم بعد ذلك ابدأ بقراءة ما تريد حفظه بصوت مرتفع وواضح – لكن ببطء شديد – كانك تلميذ في الصف الاول ابتدائي .
كرر المقطع = حتى تحفظ الاية مثلا .
ثم اقراءة بصوت وطريقة طبيعية -غيباً وانتقل الى الاية الاخرى .او النص التالي .
ملاحظة : اذا كنت تجد نفسك – انك تحفظ افضل عندما تفهم ما تحفظ – فحاول ان تقراء التفاصيل او الفرعيات او التفسير لما تقرأ قبل ان تحفظ -فهذا سوف يساعدك كثيراً.
حاول ان تربط ما تحفظ بصور او بصوت او بشيء مادي حسي يذكر به
فاذا كنت تحاول حفظ قصة تخيلها وعش معاها
واذا كنت تقرأ اية نعيم او عذاب والعياذ بالله – حاول ان تعيش مع تلك الايات
واذا كنت تحفظ معلومة علمية – حاول ان تتخيل (بناء على التفاصيل ) او تفسير تلك المعلومات ..
وهكذا – ابتكر لنفسك مايربطك بما تحفظ .لسهولة التذكر
تمنياتي للجميع بالحفظ القوي وذاكرة من حديد
و اشكر تواجدك الدائم و تشجيعك
|
وجودك اسعدني و ردك افرحني
تسلمي حبيبتي الغالية