ارسل الله الرسل والانبياء وأرسل مع كل رسول معجزة ما لتأييده امام نكران قومه
فما المقصود بالمعجزة؟
المعجزة هي ما يأتي به الرسول ليثبت صدق رسالته وهي أن يأتي بشئ لا يستطيع احد ان يأتي به
وأن تكون المعجزة مما نبغ فيه القوم وذلك حتي لا يقال أنه جاء بأمر لايعرفونه وليس لهم فيه موهبه
فعلي سبيل المثال * ظهر سيدنا عيسي في قوم بارعين في الطب
فكانت معجزته التفوق عليهم في علاج الامراض فشفي الاعمي والابرص بل وأحيا الموتي باذن الله
وكذلك سيدنا موسي ونبي الله ابراهيم وسائر الانبياء
* أما عن نبينا الكريم فظهر في قوم هم أهل لغة وبلاغة فكانت معجزته القران بحيث أن من يسمعه كان
يدرك أن هذا الكلام هو وحي من الله وأن صاحبه هو نبي الله الخاتم ورسوله
وقد يقول البعض أن القران ليس إلا مجرد كلام فما هو وجه الاعجاز فيه ؟
القران هو أعظم المعجزات علي الاطلاق وهو يختلف عن سائر المعجزات التي صاحبت الانبياء والرسل
معجزة القران وكيف تختلف
كل المعجزات التي أيد الله به رسله كانت معجزات كونيه ووقتيه بمعني ان من راها امن بها
ومن لم يرها ولكن سمع بها فهو حر في التصديق أو عدم التصديق وهي معجزات تحدث مرة واحدة
وتكون خرق لقوانين الطبيعه ثم تعود الطبيعة الي عادتها مرة اخري
وذلك مثلما عطل الله طبيعة النار التي هي الاحراق وكانت بردا وسلاما علي ابراهيم
وايضا مثلما حدث مع نبي الله موسي عنما انشق له البحر ليمر من خلاله هو وقومه
ثم عاد البحر لطبيعته بعد ذلك
أما القران فهو معجزة مستمرة وباقية ما بقي الزمن ذلك لانه كلام الله وكلام الله باق ولو كره الكارهون
فما الاعجاز في القران ؟
عندما نزل القران تحدي به الله العرب وهم أهل لغة وبلاغى كما قلنا فتحداهم أن يأتوا بمثله
ثم يزداد التحدي في أن يأتوا بعشر سور فقط ثم إمعانا في التحدي أن يأتوا بسورة واحدة فقط
وهذا هو اول إعجاز للقران أن يتفوق علي القوم فيما نبغوا فيه0
إذا القران هو تحدي من الله للعالمين تحدي به الله الانس والجن وتحدي به العرب وغير العرب
أم الاعجاز الثاني للقران فكان هو خرقه لحواجز الغيب المكانية والزمانيه
فالقران مزق حواجز المكان والزمان
اولا خرق حواجز المكان
المقصود بذلك ان هناك اشياء تحدث لا يعرف الرسول عنها شيئا لانها تحدث في مكان اخر غير المكان الذي
هو موجود به ثم يخبره ويخبرنا القران بخبر هذه الاشياء
و الادلة علي ذلك كثيرة من اشياء حدثت في اماكن بعيدة واخبر الرسول المشركين بها ثم أتي من أكد وقوع هذه
الاحداث ورغم ذلك لم يؤمنوا
بل إن القران مزق حاجز النفس الانسانيه
فأخبر الرسول بما يدور في أنفس غير المؤمنين قال تعالي :-
(ألم تر إلي الذين نهوا عن النجوي ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول
وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها
فبئس المصير )
فهل هناك إعجاز أكثر من هذا ؟
ثانيا خرق حواجز الزمان
وهو يشمل :-
1- خرق حاجز الزمن الماضي :-
بمعني أن القران يخبرنا عن أشياء حدثت في أزمنة ماضيه لم نكن نعلم عنها شيئا
يتضح لنا ذلك من خلال ما يخبرنا به القران عن ما حدث لأمم سابقة ويقص علينا قصص الرسل السابقين
كل ذلك علي لسان نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب يخبرنا بأخبار الماضي البعيد , يقول الله :-
(وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم)
ويقول أيضا (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلي موسي الأمر وما كنت من الشاهدين )
ويقول (وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك 000000000 )
2- خرق حاجز المستقبل :-
بمعني أن القران يخبرنا عن أشياء لم تحدث بعد قد تحدث بعد أيام أو شهور أو سنوات تطول أو تقصر
وهذا هو قمة الاعجاز
والادلة علي ذلك كثيرة منها علي سبيل المثال لا الحصر
& عندما نزلت سورة المسد والتي اخبرت بأن أبو لهب في النار هو وزوجته
ألم يكن في إستطاعة أبو لهب أن يعلن إسلامه حتي ولو كذبا حتي يقول للمسلمين أن قرانكم كاذب
ولكنه علم الله الواسع والشامل
& الوليد ابن المغيرة واحد من أشد أعداء الاسلام قال فيه القران (سنسمه عل الخرطوم )
أي أنه سيقتل بضربة علي أنفه ثم جاءت بعد ذلك غزوة بدر وقتل فيها بضربة علي أنفه
& عندما هزم الروم من الفرس وفرح المشركون لذلك وبدؤا يعايرون المسلمين بهزيمة الروم
وذلك لان الروم كانوا أهل كتاب والفرس مجوس يعبدون النار , جاء القران وأخبر بان الروم سينتصرون
علي الفرس ليس هذا فقط بل ويحدد الموعد لذلك يقول الواحد الاحد في محكم كتابه :-
( الم & غلبت الروم & في أدني الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون & فيبضع سنين له الامر من قبل
ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون & بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم )
وبالفعل يتحقق وعد الله وينتصر الروم علي الفرس
فهل بعد هذا الاعجاز إعجاز ؟!