هي ابنة لأحد الدعاة ، رزقها الله تعالى نعما كثيرة ؛ حباها جمالا وحسبا وعلما يحسدها الجميع عليها .. غير أن باقي قصتها تؤكد أن الكمال لله وحده ، وأن ليس كل ما يتمناه المرء يلقاه ، وأنه ما زاد شىء إلا انتقص .. فقد كانت تتمنى زوجا صالحا وأولاداً ، فرزقها الله الزوج وحرمها الأولاد .. فأبت إلا أن تحرم الزوج أيضا ، وهذه هى العبرة من قصتها ..
فبعد نشرنا لموضوع قرية التعدد وكيف أن الزوجات هناك يتعايشن معا في نفس المنزل في ود وسلام، حمى الوطيس على صفحات الفيس بوك بين المؤيدين لأمر التعدد(من الرجال طبعا ) وبين المعارضين له (من الجنس الناعم) .
والتعدد في الإسلام في حقيقة الأمر كالدواء يعالج البعض ويضر آخرين، فهو لم يغفل عن ضرر قد يقع على الزوجة الأولى من جراء التعدد ، ولكنه وازن بين المصالح المترتبة على التعدد والمصلحة المستفادة من البقاء على زوجة واحدة ، فدفع أشد المفسدتين وجلب أعظم المصلحتين.
والقصة الواقعية التالية التي نشرها الكاتب عامر شماخ ،على لسان الزوجة، في كتابه "زوجة واحدة تكفي" تؤكد أن الإسلام أباح التعدد لمصلحة الرجل والمرأة على السواء، ولا ينظر للمصلحة الفردية للمرأة ، بل إنه في حقيقة الأمر يحميها من براثن الوحدة ومن أجواء الكبت والحرمان، ويعلمنا أن زواج الرجل على زوجته ،لعيب فيها، وإبقائها في عصمته وتحت رعايته أكرم لها وأنبل وأضمن لسعادتها وسعادة زوجها.
تقوا الزوجة: عندما تقدم زوجى لخطبتى كاد قلبى ينخلع من شدة الفرح ؛ إنه شاب ذو مستقبل علمى باهر ، خلوق ، ابن لأحد الأطباء الكبار، وفوق كل هذا هو صديق لشقيقى الوحيد الذى يعمل في تجارة الذهب..
وسرعان ما تزوجنا ، فوجدت من زوجى ما تتمناه أية امرأة ، وقد عشت معه أسعد أيام حياتى التى لم يكن ينغصها سوى تأخر الحمل .
لم أبدأ في البحث عن أسبابه إلا بعد سنة كاملة من زواجنا.. وقد صُدمت مع أول زيارة للطبيب ؛ الذى أكد أننى بحاجة إلى معجزة لكي يتم الحمل ، وهذا الزمن ليس زمن المعجزات – حسب كلامه.
لازمت الفراش ، مصابة بآلام مبرحة في العظام والرأس رافضة الخروج للعلاج أو متابعة أمر الحمل.. إلا أن زوجى – أكرمه الله – الذى كان لى أخًا وحبيبا رد إلى روحى إشراقها وتألقها بعد أقل من أسبوع ، وأقنعنى بمتابعة المشكلة مؤكد ًا أن كلام هذا الطبيب ليس نهائيا.
وعلى مدار خمس سنوات حار بي زوجى على الأطباء وأنفق عشرات الآلاف، وكانت إذا انتابتنى حالة من الحزن والألم اخترع عشرات الوسائل للترويح عنى لإخراجي من جو الحزن إلى جو الراحة والفرح.
لكنى أعترف الآن أننى إنسانة أنانية لا أحب إلا نفسى ،غير قنوعة ، وغير راضية بقضاء الله وقدره.. لقد جمعتنى جلسة بحماتى ، اقترحت على خلالها – مازحة- أن نزوج فلانًا (زوجى) .. ومن ساعتها جن جنونى ، وانتفضت كأن عقربا لدغنى مؤكدة لها أن هذا لن يكون ، ولوفكر في الزواج علىّ سأترك البيت فورًا .
ومن يومها لم تفاتحنى حماتي في هذا الموضوع مرة أخرى واكتفت بالبعد عنى ، بعدما كانت لاتغادر شقتى .. أما زوجى فلم يكن يعرف شيئا عما يدور بينى وبين أمه .. لكنه بعد الذى حدث ناله منى من الأذى ما ناله ؛ وكنت أفعل هذا معتمدة على جمالى وعلى حبه لى وعلى خلقه العالى.
غير أنه لايصح إلا الصحيح ، فبعد عدة شهور مما دار بينى وبين حماتى فاتحنى شقيقي ثم أبى في الأمر نفسه ، وفي ضرورة موافقتى على أن يتزوج زوجى على .. إلا أننى صممت في هذه المرة على الطلاق ، خصوصًا بعدما علمت أن زوجى على علم بهذا وأن لديه الرغبة – بالفعل – فى الزواج ثانية.
جلس زوجى معي وصارحنى برغبته فى الإنجاب ، وأقسم لى إنه لم يحب أحدًا مثلما أحبنى ، وأننى سوف أزداد كرامة وحبًا عنده حتى لو تزوج ألف امرأة غيرى.. إلا أننى – ولأول مرة- تطاولت عليه ، ووصفته بالكذب والخبث وبعدم الرجولة ، فلم يرد على سوى بكلمه واحدة وهى : سامحك الله وغفر لنا ولك .. إننى لم أكتف بالتطاول عليه ووصفه بصفات سيئة – وهو منها برىء – بل خضت فى أهله أيضًا ، الذين لم يدخروا وسعًا في إسعادى وتقديرى والعطف على .. كما لم أرحم دموع زوجى لحظة الطلاق ، وتوسله إلى بالتفكير مرة أخرى والرد عليه بعد أسبوع أو أسبوعين ، وإنما أسمعته سبابًا لم يسمعه من قبل ، مما اضطر أخى إلى الاعتداء على وتقبيل رأسه ورأس أمه التى انفطر قلبها من البكاء .
عدت إلى بيت أبى بعد سبع سنوات من الزواج .. وليتنى ماعدت ، إذ سرعان ما أدركت مقدار الجحيم الذى اخترته بنفسى ، والخطأ القاتل الذى اقترفته يداى ولسانى .. كنت في بداية طلاقي واثقة أن زوجى سيأتى إلى راكعًا بعد يوم أو اثنين ، وساعتها سوف أقيده بالضمانات التى لن يستطيع معها التفكير فى الزواج بثانية.. لكننى كنت واهمة ، مر اليوم والشهر والسنة.. وتزوج زوجى بأخرى وأنجب منها ولدين توأم ، وعلمت أن زوجته (تقبل التراب تحت قدميه) لدماثته وطيبته.
بعثت إليه – ومازال الكبر يملؤنى – أن يعيدنى ، بشرط أن يطلق زوجته إلا انه رفض هذا الشرط ، ورحب بعودتى – إن أردت – وسوف يضمن لى أن أكون (السيدة الأولى ) – حسب قوله ، إلا أننى رفضت ذلك.
وبقيت شهورًا أخرى قبل أن أرد عليه بموافقتى على العودة دون شروط ، إلا أن ردى لم يصله.. لأنه سافر قبل يومين هو وزجته وابناه ، متعاقدًا مع إحدى الهيئات الأوروبية … ولن يعود قبل خمس سنوات .
أنا الآن قعيدة البيت.. ألوم نفسى وأعاتبها على ماجنته على، وأحاول أن أطهرها بالذكر والصلاة وقراءة القرآن ، بل الدعاء لزوجى.. نعم أدعو له بالتوفيق ، وأن يسامحنى ربى على ما فعلت به وبأهله .. أفعل كل هذا حتى يجعل لى ربى فرجًا ومخرجً
مشكوره حبيبتى وربنا ما يكتبها علينا
علينا جميعا ان نحافظ على بيوتنا ولا نتركه مهما كانت الظروف
أكيد فى المنزل غرف اخرى نلزمها عند الغضب ونحاول الا نطيل الخصام (يعنى نأخد حقنا ونجر ناعم بعد ذلك
وهناك ازواج ماشاء الله عليهم
يصبرون وينتظرون رحمه الله
ودائما التكبر واللسان الحاد هم من يضيعون حياتنا ويروننا للاهات
شكراااااا اختى